لقاء قريب سيجمع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لمحو الخلافات التاريخية التي أفرزتها الأحداث بين الفريقين، فهل سينجحان في تخطي الماضي لفتح صفحة جديدة بينهما؟.

إيلاف من بيروت: يتم الحديث عن لقاء قريب بين رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع ورئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، حيث أصبح اللقاء وشيكًا جدًا، لكن من دون الإعلان عن أيّ موعد زمني، لضرورات أمنيّة واعتبارات أخرى كثيرة و"حتى لا يفسد الإعداد له".

وفي أيّ لحظة سيلتقي "البيك" و"الحكيم"، زعيمان لدودان&تبادلا الحقد السياسي والتاريخي منذ عام 1978، ولم يلتقيا وجهًا لوجه إلا في جلسات بعبدا. سيضعان يديهما بيد بعض، بعدما تصافحا للمرّة الأولى في لقاء الأقطاب في بكركي عام 2011.

تعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المردة فيرا يمّين أن "الأمور تتسارع في اتجاه لقاء بين رئيس المردة سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وبرأيها كل الاحتمالات واردة، وموعد اللقاء لم يُحدّد حتى اللحظة.

وتعتبر يمين أن "اللقاء المرتقب بين فرنجية وجعجع ثمرة سنوات من التنسيق"، لأنه لا توجد أيّة طاقة أمل اليوم لدى اللبنانيين ولإعادة النظر في الإنهيار الأخلاقي الواقع". وتلفت إلى أن "المسيحيين يرفضون اللعب على العواطف، ويُريدون محاكاة العقل".

موقف القوات
يؤكد نائب القوات اللبنانية السابق طوني أبو خاطر في حديثه لـ"إيلاف" أن القوات اللبنانية كفريق سياسي تبقى منفتحة على كل اللبنانيين، وبشكل خاص على الفرقاء المسيحيين، وتم التعامل والانفتاح سابقًا على التيار الوطني الحر، واليوم هناك انفتاح من القوات اللبنانية على تيار المردة، الذي يبقى نسيجًا لبنانيًا، لكن هذا لا يعني انصهارًا سياسيًا كاملًا بين الفريقين، لأن لكل فريق قناعاته التي تختلف عن الفريق الآخر، ويجب أن تُمحى ذيول الماضي بينهما على الأقل، وتوحيد موقفهما لمصلحة لبنان.

التقارب المسيحي
عن مدى أهمية التقارب المسيحي في لبنان، يؤكد أبو خاطر أن التقارب المطلوب يبقى وطنيًا، والتباعد يفرّق اللبنانيين، ولبنان مبني على الانفتاح والتفاعل بين الأطراف كافة، وكل تقارب يفيد لبنان ككل، وكذلك يفيد الأطراف المعنية.

لقاء مرتقب؟
وردًا على سؤال "هل من لقاء مرتقب بين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وبين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يجسّد هذا التقارب بين الفريقين؟"، يؤكد أبو خاطر أن كل الأمور واردة في هذا الخصوص.

أما هل يؤسس هذا التقارب لتحالفات مرتقبة؟، فيلفت أبو خاطر إلى أنه بحكم التقارب يتم التفاهم على أمور عدة.

لا تأثير للتقارب مع العونيين
عن تأثير هذا التقارب على علاقة القوات اللبنانية مع العونيين، يرى أبو خاطر أن الأمرين منفصلان، ولا تأثير لهذا التقارب مع العلاقة مع العونيين، علمًا أن التيار الوطني الحر كان في خندق واحد مع تيار المردة في الفترة السابقة، والتفاهم والتقارب بين التيار الوطني الحر والمردة قد لا يكونان أيضًا مستبعدين&في المستقبل.

عداوات لا تدوم
هل نحن في وقت تنتهي فيه العداوات بين خصوم الماضي لأجل مصلحة وطنية أم لمصالح أخرى؟. يؤكد أبو خاطر أن الوطن في خطر، والوضع يبقى مصيريًا، مع وجود الكثير من المؤامرات ضد لبنان، فإذا لم يتعاضد اللبنانيون ويتفاهموا في ما بينهم ليتركوا وراءهم الخلافات الصغيرة، فمصير لبنان سيكون في خطر كبير.
&