الرباط: بحجم الكارثة التي ذهب ضحيتها 7 أشخاص كانوا على متن القطار رقم 9 الرابط بين الدار البيضاء والقنيطرة بمنطقة بوقنادل، الذي انقلب، صباح اليوم (الثلاثاء)، جاءت حملة تضامنية للمغاربة الذين سارعوا لمراكز تحاقن الدم للتبرع بدمائهم لإنقاذ حياة المصابين الذين وصل عددهم ل125.

ما إن انطلقت حملة على مواقع التواصل الإجتماعي، تدعو المغاربة للتوجه صوب مراكز تحاقن الدم، بسبب حاجة المصابين للدم، حتى سارعت أعداد غفيرة من المتطوعين شبابا ونساء و رجالا نحو المراكز و العربات التي خصصت للحملة، قصد التبرع بدمائهم و إنقاذ حياة المصابين.
ولقيت حملة التضامن هاته استحسانا كبيرا في أوساط مرتادي المواقع التواصلية، منوهين بموقف المغاربة الذين أبانوا عن روح تضامنية كبيرة، و التي وصفها الكثيرون بكونها ليست غريبة على شيم المغاربة وتقاليدهم في مثل هذه المصائب.

ففي الوقت الذي أعلن فيه أحد المسؤولين بأحد مراكز تحاقن الدم عن حاجة المصابين ل16 كيسا من الدم ، حصل المركز على 450 كيسا، في الوقت الذي ما زال المتطوعون يتوافدون على المراكز بكثافة.

وعبر الكثيرون عن تلبية المتطوعين لحملة التبرع عن ارتياحهم بالقول إن المغاربة أصحاب مواقف، وفي الشدائد يظهر معدنهم الأصيل، و أن الخير متأصل في نفوسهم.
وأطلق بعض النشطاء على مواقع التواصل نداءات تدعو الذين علقوا بمدينة الدار البيضاء، بعد انقضاء فترة عملهم، دعوة لفتح بيوتهم في وجه من لم يجد وسيلة نقل تقله من أجل المبيت، في خطوة محمودة أخرى، أظهرت بما لا يدع مجالا للشك أن روح التضامن و التآزر غير غريبة عن الشعب المغربي. كما تبادلوا صورا لأشخاص لقوا حتفهم في الحادث المأساوي، مرفوقة بتدوينات تلخص مساراتهم، وأسباب ركوبهم في « قطار الموت »، من بينهم شباب جاؤوا من القنيطرة لتسلم تعيينات في مناصب شغل، لكنهم لم يتمكنوا من إيصال الفرحة لذويهم ليفارقوا الحياة بعد الحادث المأساوي.

وتعرض القطار المكوكي السريع لحادث، صباح اليوم (الثلاثاء)، بعد أن زاغت بعض عرباته عن السكة، حيث قتل 7 أشخاص من بينهم رئيس القطار، فيما أصيب 125 شخصا من بينهم ميكانيكي ما زال يرقد في قسم العناية المركزة بالمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط.

وتم فتح تحقيق في ملابسات الحادث الذي ما زالت أسبابه غير واضحة لحد الآن.