أصدرت محكمة في مالاوي حكما بإيقاف العمل في تشييد تمثال للمهاتما غاندي بعد أن اتهمه نقاد بالعنصرية.

وتقدمت مجموعة تطلق على نفسها اسم "غاندي يجب أن يسقط" طلبا للمحكمة لإيقاف العمل في بناء التمثال وقالت: "كوننا أناسا سود البشرة، فقد دعت مثل هذه التصريحات إلى الشعور باشمئزاز واحتقار غاندي".

وأصدر القاضي، مايكل تمبو، أمرًا قضائيًا بتعليق العمل مؤقتًا في تشييد التمثال.

وكانت عملية بناء هذا التمثال جزءا من اتفاق مع الهند بقيمة 10 ملايين دولار.

وبموجب الاتفاق، يجري بناء مركز للمؤتمرات يطلق عليه اسم "غاندي" في مدينة بلانتير، وهي العاصمة التجارية لمالاوي.

وكان من المقرر أن يزور نائب رئيس الهند، فينكايا نايدو، مالاوي لافتتاح المركز والتمثال، وفقا لما ذكرته صحيفة "ذا نيشن" المحلية.

وقالت المحكمة العليا إنه يجب إيقاف العمل في بناء التمثال حتى جلسة استماع أخرى - أو إصدار المحكمة لأمر جديد.

شن طلاب في جامعة كيب تاون بجنوب أفريقيا حملة لإزالة تمثال للمستعمر البريطاني سيسيل رودس.
Getty Images
شن طلاب في جامعة كيب تاون بجنوب أفريقيا حملة لإزالة تمثال للمستعمر البريطاني سيسيل رودس.

ما هي المشكلة مع غاندي؟

يُشار إلى غاندي باعتباره بطلاً لاستقلال الهند، لكن إرثه في إفريقيا - التي قضى بها أكثر من 20 عامًا - يُنظر إليه على أنه أكثر تعقيدا.

وقد وقع أكثر من ثلاثة آلاف شخص في مالاوي على عريضة ضد تشييد التمثال، بحجة أنه لم يفعل شيئًا لمصلحة بلدهم.

وقبل عامين، دعا أساتذة في جامعة غانا أيضا إلى إزالة تمثال لغاندي من حرم الجامعة، قائلين إن له "هوية عنصرية".

واستشهدوا بمقتطفات من كتاباته التي وصف فيها الأفارقة بـ "الهمج أو السكان الأصليين لأفريقيا" و"الكافير" (وهو لفظ عنصري مهين للأفارقة السود).

وفي عام 2015، جرى تشويه تمثال لغاندي في جنوب أفريقيا من قبل رجل طلاه باللون الأبيض.

ولا يعد غاندي هو الشخصية التاريخية الوحيدة التي أثارت تماثيلها احتجاجات.

وأزالت جامعة كيب تاون في جنوب أفريقيا تمثالًا للمستعمر البريطاني في القرن التاسع عشر سيسيل رودس بعد حملة قادها الطلاب.

وقال المحتجون هناك إن التمثال "له قوة رمزية كبيرة"، ويمجد شخصا "استغل العمالة السوداء وسرق الأراضي من السكان الأصليين".