إيلاف من لندن: جدد الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني إصراره على كردية محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط، محذرًا بغداد من اجراءات ضد اقليم كردستان بالقول إن ذلك سينهي كل شيء&في علاقات الطرفين، وعبر عن تفاؤله بحكومة عبد المهدي مشيرا إلى أنّ زيارته لبغداد الاسبوع الماضي هدفت إلى كسر الحاجز النفسي بينهما.

وقال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، الحزب الرئيسي في اقليم كردستان الشمالي مسعود بارزاني، خلال مؤتمر صحافي في اربيل عاصمة الاقليم اليوم، عقب عودته من زيارة إلى بغداد والامارات والكويت، انه طالما اصر على حل جميع المشاكل مع بغداد عن طريق الحوار والاحترام المتبادل.. مشيرًا إلى أن محافظة كركوك الشمالية الغنية بالنفط التي يطالب الاكراد بضمها إلى اقليمهم الشمالي ويقطنها تركمان واكراد وعرب ومسيحيين كركوك يجب أن تصبح نموذجاً للتعايش وللجميع حقوقهم فيها، ولكن هويتها يجب أن تكون كردستانية، كما نقلت عنه وكالة "رووداو" الكردية من اربيل وتابعتها "إيلاف".

وحول الخلافات بين حكومتي بغداد واربيل، اوضح بارزاني قائلا "إننا لم نكن نحن من اختار طريقاً آخر وأغلق كل الأبواب بل انها بغداد"، في إشارة إلى الحصار الذي فرضته الحكومة العراقية على الاقليم في اعقاب اجرائه استفتاء الانفصال عن البلاد في 25 &سبتمبر عام 2017.

وأضاف أن "السيد عادل عبدالمهدي يفهم مشاكل كردستان ونعلق الآمال على أننا نستطيع معه التوصل إلى تفاهم جيد وهو ليس من الذين يريدون الأذى لشعب إقليم كردستان". وتابع قائلا "ذهبنا إلى بغداد لإظهار حسن نيتنا وجلسنا مع الجميع، ولن تكون أي من خطواتنا على حساب مبادئنا "، كما توصلنا إلى أن حل مشكلة المناطق المتنازع عليها بين بغداد وكركوك يجب أن يكون من خلال الدستور والمادة 140 منه المتعلقة بهذه المناطق.

يشار إلى أنّ المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان العراق تشكل أهم محاور الخلاف بين الجانبين منذ 14 عاما وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كلم مربع. وبين هذه المناطق شريط يبلغ طوله ألف كلم يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية، وهو يقع جنوب محافظات الإقليم الثلاث التي تتمتع بحكم ذاتي وهي أربيل والسليمانية ودهوك ودهوك.&

وتشمل المناطق المتنازع عليها، حيث يعيش حوالي 1.2 مليون عراقي ينتمون لمختلف القوميات، أراضيَ في محافظات نينوى وأربيل (شمال) وصلاح الدين وديإلى (غرب)، اضافة إلى محافظة كركوك التي تعد أبرز المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل.

يشار إلى أنّ قوات البيشمركة الكردية كانت قد انسحبت من معظم المناطق المتنازع عليها في&اكتوبر 2017، بعد تقدم القوات الامنية الاتحادية نحو مدينة كركوك واستعادة السيطرة عليها بعد إجراء الاستفتاء على انفصال اقليم كردستان في &سبتمبر 2017 بعد ان فرضت قوات البيشمركة والقوى السياسية الكردية سيطرتها على المحافظة منذ سقوط النظام السابق عام 2003 ، ولكن بعد ان فرضت القوات الاتحادية سيطرتها الكاملة على كركوك، فقد استعادت هذه القوات السيطرة على المناطق المتنازع عليها.

ذهب لبغداد لكسر الحاجز النفسي

ونوه يارزاني إلى أنّه بعد التجربة التي مر بها الجميع في إشارة للاستفتاء وتوابعه "أرى أن الأطراف في بغداد أيضاً أدركت بأن الحوار هو الحل، وأن من المؤكد أنه يجب خلال السنوات الأربع المقبلة حل مسألة دستور إقليم كردستان".

وأضاف "ذهبت إلى بغداد لكسر الحاجز النفسي والتأكيد على موقفنا الثابت وأننا مسالمون سليمو النية، ولم نكن نحن من لجأ إلى العنف وأنه في حال وجود النوايا السليمة لا توجد مشكلة لا يمكن حلها". مستدركا بالقول إن "الوضع معقد وهناك مشاكل لذا لا أريد رفع سقف التوقعات لكني متفائل ولمست نية جيدة، كما ان مباحثات تشكيل حكومة إقليم كردستان مستمرة".

وأشار بارزاني إلى أنّه قد يطلق مبادرة للمصالحة في العراق قائلا "سندرس إن كانت مبادرتنا تأتي بنتيجة، فسأطلق مبادرة ولكن إن لم أكن متأكداً من أنها ستكون مؤثرة فلن أطلق مبادرة للمصالحة في العراق".

عودة داعش

أما في ما يتعلق بالحرب على تنظيم داعش، فقد قال بارزاني إن "من المؤسف أن داعش لم ينته وقد عاد إلى بعض المناطق بكثافة". واوضح أن "حرب داعش الآن أصعب لأننا لا نعرف بالضبط مواقعهم، وقد عادوا علناً إلى بعض المحافظات وبقوة لأن أسباب ظهور داعش لم تعالج وداعش مازال موجوداً ويمثل خطراً والتعامل معه إلى الآن كان مع النتائج وليس مع الأسباب".

والاحد الماضي، أكد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي على اهمية استمرار المتابعة الميدانية في جميع القواطع وتكثيف الجهد الاستخباري والتنسيق العالي بين مختلف الصنوف والتشكيلات الامنية لرصد وردع أي محاولة ارهابية لبقايا تنظيم داعش.

&وحول فضية النازحين العراقيين في إقليم كردستان، فقد بين بارزاني "بحثنا موضوع النازحين في الاقليم مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي والنواب.. ان كردستان بيتهم لكن الحل النهائي هو عودتهم إلى ديارهم بعد تحسن الأوضاع فيها".

وعن زيارته الاخيرة إلى الكويت والإمارات، قال بارزاني إنهما "أبدتا&استعداداً كبيراً لمساعدة العراق كله في تطوير الجانب الاقتصادي". واكد بالقول إن "علاقاتنا مع تركيا وإيران والدول الأخرى جيدة وتشهد تطوراً".

وكان بارزاني قد عاد إلى أربيل امس الثلاثاء بعد زيارة لبغداد إستغرقت عدة أيام هي الاولى بعد تشكيل حكومة عادل عبد المهدي وإجراء استفتاء انفصال اقليم كردستان، حيث عقد خلالها لقاءات مع مسؤولين حكوميين وسياسيين عراقيين رفيعي المستوى، اعقبها بزيارتين إلى الإمارات العربية المتحدة والكويت.
&