إيلاف من لندن: فيما تواصل القوات الامنية العراقية رفع الحواجز الكونكريتية حول المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد رغم الرفض الأميركي والتحفظ الأوروبي على قرار عبد المهدي فتحها&للجمهور بعد 15 عاما من اغلاقها، فقد تلقى دعم الامم المتحدة&لقراره هذا الذي لم يحدد موعدا لتنفيذه.

وخلال اجتماع عقده في بغداد مع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي، رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق يان كوبيتش، فقد تم بحث الاوضاع السياسية في البلد واكمال التشكيلة الحكومية واجتماع مجلس الامن الدولي بخصوص العراق واعادة اعماره ودخول الشركات الاستثمارية، اضافة إلى الاوضاع في المنطقة والعقوبات الأميركية على إيران.

دعم أممي كامل

وأكد كوبيتش دعم الامم المتحدة الكامل والمجتمع الدولي للحكومة الحالية، مشددا على دعمها لفتح المنطقة الخضراء والتزامها بالقرارات السيادية العراقية والتعاون لتنفيذها، كما نقل عنه بيان صحافي&رسمي عقب الاجتماع مساء امس تابعته "إيلاف".

ومنذ اعلان عبد المهدي الشهر الماضي عقب تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة عن&قراره بفتح المنطقة الخضراء المحصنة امام حركة المواطنين في العاصمة لكسر الحواجز بين المسؤولين والمواطنين".

&

جانب من المنطقة الخضراء في بغداد

&

يدور جدل حول امكانية القوات العراقية في حماية وحفظ أمن السفارات والبعثات الاجنبية التي توجد مقراتها داخل هذه المنطقة وخاصة الأميركية والبريطانية والفرنسية، اضافة إلى بعثات اممية ومقار الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان.

تحفظ أميركي وأوروبي

فقد ابلغت السفارة الأميركية وسفارات دول غربية اخرى السلطات العراقية بضرورة التريث في افتتاح المنطقة الخضراء ريثما يتم اتخاذ الاجراءات&الامنية اللازمة لكشف واحباط اي اختراق أمني يستهدفها.
وفي هذا الاطار، قال عبد المهدي خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي الثلاثاء الماضي إن الحكومة تقوم باجراءاتها لفتح المنطقـة الخضراء لكنه اوضح ان أي موعد رسمي لذلك لم يتقرر بعد.&

وأشار إلى أنّ المنطقة "لن تفتتح قبل التأكد من سلامة جميع الاجراءات وضمان وضع المؤسسات الحكومية والامنية والمقرات الدولية والبعثات الاممية فيها"، وقال إن هذه الاجراءات مستمرة بالتنسيق مع جميع الجهات الحكومية والدولية "رغم تلقينا ردود فعل من بعض البعثات الأوروبية التي ابلغتنا ان هذا الامر مفاجئ لها "، وهو موقف يأتي عقب تحفظات للادارة الأميركية التي تمتلك داخل المنطقة الخضراء واحدة من اكبر سفاراتها في العالم.

افتتاح جزئي

ونتيجة لذلك، فقد ابلغت مصادر عراقية "إيلاف" ان الافتتاح الكلي للمنطقة الخضراء قد يتأجل في الوقت الحاضر وبدلا من ذلك سيتم افتتاح بعض الشوارع حولها واجزاء من المنطقة لا توجد فيها مكاتب دبلوماسية اجنبية.

وتمهيدا لذلك، تواصل القوات الامنية رفع الكتل الإسمنتية المحيطة بالمنطقة التي أصبحت جيبا من الإسمنت المسلح والأسلاك الشائكة على ضفتي نهر دجلة مع نقاط تفتيش لا يجتازها معظم العراقيين منذ سقوط النظام السابق عام 2003.&

وسبق لرئيس الوزراء السابق حيدر العبادي قد قرر في&أغسطس عم 2015 بإعادة فتح المنطقة الخضراء لكن هذا الاجراء استمر أياما قليلة قبل إعادة إغلاقها أمام المواطنين، لكن عبد المهدي نقل مكتب رئاسة الحكومة إلى خارج الخضراء في منطقة الكرادة القريبة حيث تعقد الحكومة برئاسته حاليا اجتماعاتها الاسبوعية هناك، حيث اصبح بذلك اول&رئيس وزراء بعد عام 2003 يغادر المنطقة رغبة منه في "الاقتراب من الشارع العراقي وتشجيع بقية السياسيين على السكن بين الناس"، كما قال مصدر مقرب منه.

&

أحد مداخل المنطقة الخضراء

&

الاكثر تحصينا في العراق

والمنطقة الخضراء هو الاسم الشائع للحي الدولي في بغداد وانشأتها قوات التحالف الدولي التي احتلت العراق عام 2003 وتبلغ مساحتها عشرة كيلومترات مربعة، وتقع في وسط العاصمة، وهي من أكثر المواقع تحصنا في العراق.&

وكان اسم المنطقة القديم هو كرادة مريم وكانت منطقة سكنية لأعضاء الحكومة في عهد النظام السابق، وتضم والعديد من الوزارات وتحوي عددًا من قصور الرئيس السابق صدام حسين وابنائه، ومن أكبر القصور ضمن هذه المنطقة كان القصر الجمهوري وقصر السلام.&

وفي هذه المنطقة نحو 3 آلاف وحدة سكنية قامت القوات الأميركية بترحيل أصحابها لتأسيس ما عرف لاحقا بالمنطقة الخضراء ويحصل أصحاب تلك المنازل على بدل إيجار متفاوت من الحكومة ثمنًا لإشغال منازلهم.

ومن شأن افتتاح المنطقة الخضراء او الشوارع حولها المساعدة في تخفيف الازدحام في وسط العاصمة التي تشهد حاليا فترة هدوء أمني نسبي منذ إعلان السلطات العراقية دحر تنظيم داعش من البلاد في&ديسمبر عام 2017.
&