إيلاف من القاهرة: أعلنت إحدى شركات الأدوية في مصر عن موافقة وزارة الصحة والسكان على إطلاق أول دواء لضعف الرغبة الجنسية لدى السيدات "الفياغرا النسائية"، ويبلغ ثمن القرص 20 جنيهًا.

وذكرت الشركة المصنعة للدواء أن كل قرص من الفياغرا النسائية يحتوي على مادة "Flibanserin"، ويعالج اضطراب الرغبة الجنسية لدى النساء قبل انقطاع الطمث، مؤكدًة أنه تم الحصول على الموافقة من إدارة الأغذية والعقاقير "FDA" على الفياغرا النسائية، التي تحتوي على المادة الفعالة "فليبانسيرين" في 18 أغسطس من عام 2015، بعد رفضها مرتين فيما سبق بسبب مخاوف من التأثير الجانبي والشكوك حول الفعالية.

وعلى مدار السنوات الأربع&الماضية تسعى الحكومة المصرية للبحث عن حلول سريعة لمواجهة أزمة ارتفاع معدل الطلاق والخلع في مصر، وصل الأمر إلى طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي لإلغاء الطلاق الشفهي، وهو ما رفضه الأزهر الشريف.

ووفقًا لأحدث الدراسات بالمراكز البحثية الاجتماعية في مصر، فإن نسبة فشل الزواج في العام الأول تعدى 50 % بسبب سوء العلاقة الجنسية وحالة عدم الرغبة من قبل الزوجة في ممارسة الجنس، وأظهرت إحصاءات رسمية ارتفاعًا مخيفًا في عدد حالات الطلاق والخلع في العام 2017، وبلغت نحو مليون حالة، فقد بلغ عدد أحكام الطلاق النهائية 9364 حكمًا عام 2017، مقابل 6305 أحكام عام 2016، بزيادة قدرها 48,5٪ من جملة الأحكام ، وسجلت أعلى نسبة طلاق بسبب الخلع، حيث بلغ عدد الأحكام بها 7199 حكمًا بنسبة 76,9٪ من إجمالي الأحكام النهائية (9364 حكمًا).

وسجلت أقل نسبة طلاق بسبب "الخيانة الزوجية" حيث بلغ عدد الأحكام بها 3 أحكام تمثل 0.03 % من جملة الأحكام النهائية، فتبعًا للبيانات، فإن مجمل حالات الطلاق على مستوى اليوم الواحد تتجاوز 250 حالة لا تتجاوز فيها بعض حالات الزواج أكثر من عدة ساعات بعد عقد القران، وتستمر أخرى إلى نحو ثلاث سنوات لا أكثر. فيما وصلت حالات "الخلع" عبر المحاكم أو الطلاق خلال العام 2015 إلى أكثر من ربع مليون حالة، مسجلةً بزيادة تقدر بـ89 ألف حالة عن العام الذي سبقه 2014.

وهذا التطور الذي يهدد أركان مئات الآلاف من الأسر والزيجات في مصر، رصدته الأمم المتحدة في إحصاءات أكدت فيها أن نسب الطلاق ارتفعت هناك من 7% إلى 40% خلال نصف القرن الماضي، ليصل إجمالي المطلقات إلى 4 ملايين مطلقة.

من جانبه، قال أستاذ الطب النفسي والعلاقات الزوجية والأسرية، الدكتور أيمن المنشد، إن الأبحاث أثبتت أن 50% من الطلاق المبكر في العام الأول من الزواج ترجع لأسباب تخص العلاقة الجنسية، وسوء تعامل الطرفين مع الآخر بشأنها، كما ثبت أن 80 % من الطلاق يتم نتيجة قلة رغبة الزوجة في ممارسة العلاقة الحميمية لعدة أسباب بعضها نفسي وعضوي.

وأضاف لـ"إيلاف"، أن الفياغرا النسائية الجديدة تؤثر على المواد الكيميائية في الدماغ، مشيرًا إلى أنها تقوم بعلاج اختلال التوازن في الناقلات العصبية التي ترتبط مباشرة بالرغبة الجنسية، حيث أن الدواء يزيد من هرموني الدوبامين والنورادرينالين ، ويقلل من هرمون السيروتونين، مما تساعد على تعزيز المزاج وإقبال المرأة على ممارسة الجنس .

وأكد أستاذ العلاقات الزوجية والأسرية، أن الفياغرا النسائية التي تم طرحها في الصيدليات أصبحت دواءً آمنًا، ولا توجد له أضرار صحية، مشيرًا إلى أنه خضع لجميع الاختبارات والتجارب ،بجانب أنه حصل على موافقة منظمة الدواء والغذاء الأميركية.

وقال أستاذ النساء والتوليد وأطفال الأنابيب بطب الأزهر، الدكتور خالد الوكيل، إن الطبيب المعالج هو الوحيد الذي يحدد حاجة الزوجة للفياغرا النسائية، بعد التأكد طبيًا من وجود حالة من الضعف الجنسي لديها، والوقوف على أسبابه؛ لأن هناك حالات مرضية بعيدًا عن الرغبة لدى المرأة، منها عدم شعور الزوجة بالحب تجاه الزوج مما يترتب عليه عدم رغبتها في ممارسة الجنس معه.

وأضاف لـ"إيلاف" أن المرأة التي تعاني فعلًا من الضعف الجنسي تتناول حبة يوميًا قبل النوم من الفياغرا النسائية الجديدة لمدة تتراوح من 3 إلى 6 شهور حتى تقوم بمفعولها بالصورة المطلوبة في تحسين الصحة الجنسية عند المرأة.

وعن الآثار الجانبية للفياغرا النسائية، أوضح أنها مثل أي دواء يسبب بعض الأضرار، فقد تشعر المرأة بعد تناول حبة الفياغرا بالنعاس والدوخة نتيجة انخفاض ضغط الدم، والإغماء، ولكن هذا لا يحدث بشكل عام؛ ولذلك يجب على المرأة استشارة الطبيب المعالج لعمل التحاليل اللازمة قبل أخذ الدواء، خاصة مرضى القلب.