لندن: حذّرت المعارضة السورية من جرائم الإبادة بحق المعتقلين السوريين في سجن صيدنايا قرب دمشق، واعتبرت وقفها "أولوية لا يمكن تأجيلها".

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن وقف جرائم الابادة الجماعية في سوريا "مسؤولية جماعية تطال جميع الدول والمنظمات المؤمنة بحقوق الإنسان وقيم الحرية، الأمر الذي يجعلها مطالبة بممارسة ما يلزم من ضغوط عاجلة لوقف عمليات تصفية المعتقلين، والعمل على حماية السوريين من الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري".

وأكد البيان أنه "لا يزال آلاف الشباب السوريين يساقون بمنتهى الوحشية إلى مشانق الأسد في إطار جرائم حرب منظمة وجرائم ضد الإنسانية يمارسها النظام داخل سجن صيدنايا دون توقف بل مع تصاعد خطير خلال الفترة الماضية".

وكشف النقاب تحقيق صحفي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن ارتفاع في وتيرة عمليات الإعدام الجارية في السجن، موصفاً الفظائع والجرائم والانتهاكات المستمرة التي يتم ارتكابها هناك منذ عام 2011.

وقال الائتلاف إن "النظام سيستمر في ممارسة هذه الجرائم والإعدامات ورسم الخطط الرامية إلى زرع الخوف والرعب في قلوب المدنيين وقتل حاضرهم ومستقبلهم ما لم يتم تهديده تهديداً جاداً، وما لم يكن هناك من يلجمه ويوقفه ويمنعه، الأمر الذي يتطلب مواقف وعملاً جماعياً من قبل الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي".

ووردت الى المعارضة استغاثات آلاف الأسر السورية التي تعيش قلقاً وخوفاً وعجزاً مستمراً منذ سنوات حول مصير أولادهم، وهي في انتظار يائس لموقف دولي إيجابي أو تدخل فاعل يتمكن من تحقيق العدالة لهم.

إجهاض الحلول

وسعى النظام وحلفاؤه إلى الاستمرار في خطوات مدروسة تهدف في محصلتها إلى إجهاض الحل السياسي، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء على أشلاء ودماء ودمار وخراب وجرائم تم ارتكابها على مدار السنوات الماضية.

وطالب البيان "مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات تضمن وقف الإعدامات بشكل فوري وقاطع، مع فتح السجون والمعتقلات السرية والرسمية أمام الصليب الأحمر الدولي".

تصفيات جماعية

فيما أكد رئيس الهيئة الوطنية لشؤون المعتقلين والمفقودين وعضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ياسر الفرحان، في تصريح خصّ به "إيلاف" أن نظام الأسد يستمر في تصفية المعتقلين السوريين.

وطالب "بتدخل المجتمع الدولي لإنقاذهم"، وجدد الحض على ضرورة المحاسبة والعدالة. وأوضح" صدور أحكام قضائية جائرة من المحاكم الميدانية وتنفيذها من قبل النظام بشكل سريع ومتسارع".&

وقال "وردتنا العديد من الأسماء ووثقنا الكثير من الانتهاكات". وعبّر عن أسفه لأن "النظام مستمر في التصفيات والعالم صامت".

النظام مستمر

وكان الفرحان تحدث عن تقرير واشنطن بوست وإعدامات قوات نظام الأسد للمعتقلين، تؤكد التحذيرات التي سُلّمت من قبل المعارضة إلى أطراف المجتمع الدولي على أن النظام ماضٍ في نهجه القائم على تصفية كل المعارضين لسياسته".

ولفت الى إن "نظام الأسد لا يتورع عن ارتكاب جرائمه تحت أي ظرف".

تحذير&

وحذّر الفرحان من أن النظام إذا ما استعاد قواه العسكرية قد يكون أكثر بطشاً حيال كل الأصوات المناوئة لحكمه.

وأضاف "أن من قام بتصفية أكثر من 964 شخصاً تحت التعذيب في السجون والمعتقلات وفق التوثيقات الأولية للمنظمات الحقوقية، منذ مطلع العام الجاري 2018 فقط، لن يتورع عن ارتكاب أشنع الجرائم بحق أبناء سوريا".

وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت تقريراً مطولاً عن حالات الإعدام في سجون النظام، مشيرة إلى أن الزنازين التي كانت مكتظة بالمعتقلين أصبحت فارغة جراء الإعدامات الجماعية منذ أن بسط النظام سيطرته على بعض المحافظات السورية.

ولفتت الى أن" كثيراً من المعتقلين المحكوم عليهم بالإعدام يموتون قبل وصولهم إلى المقصلة، وذلك بسبب سوء التغذية أو الإهمال الطبي أو التعذيب، وأحياناً كثيرة بسبب الانهيار النفسي".

وأوضحت واشنطن بوست أن "نظام الأسد لم يرد على طلباتها بالتعليق على هذه المادة، وقالت إن نظام دمشق لم يعترف أبداً بإعدام المعتقلين، ولم تصدر أي أرقام حول الإعدامات، كما لا توجد مصادر مستقلة لأعداد من تم إعدامهم".

سجن صيدنايا

وشدد تقرير الصحيفة إلى أن صور الأقمار الصناعية التي أُخذت لسجن صيدنايا في شهر مارس الماضي، تظهر تراكم عشرات الأجسام السوداء، حيث يقول خبراء الطب الشرعي إنها تتضمن أجساداً بشرية.

وكشفت صور أخرى للأقمار الصناعية منطقة عسكرية بالقرب من دمشق، وهي تلك التي حددتها منظمة العفو الدولية من قبل باعتبارها مكاناً لمقابر جماعية، زيادة في عدد حفر الدفن وشواهد القبور في مقبرة واحدة على الأقل منذ بداية العام الجاري.