هددت روسيا التي تواجه غضبًا من الأسلوب الدعائي "البروبوغاندا"، لا الإعلامي المهني، الذي تمارسه قنواتها المعتمدة لدى العواصم الغربية، بإغلاق قناة "بي بي سي BBC" في روسيا، في حال قررت لندن إغلاق قناة "آر تي RT".
&&
إيلاف: أكد السفير الروسي لدى بريطانيا، ألكسندر ياكوفينكو، في مقابلة مع قناة "روسيا 24": "قناة آر تي كانت تخضع لضغط هائل، وتحظى القناة بشعبية هنا {في بريطانيا}، لأن الكثير من الناس يشاهدونها، ولديهم الرغبة في معرفة وجهة النظر الأخرى".

تابع: "لا يمكن إغلاق القناة بهذه البساطة، خاصة أن هناك فهمًا بأنه سيتم اتخاذ تدابير مماثلة بحق بي بي سي في روسيا".

وكانت هيئة الرقابة الروسية على الاتصالات وتقنية المعلومات "روسكوم نادزور" أعلنت في وقت سابق، عن بدء التحقيق في عمل قناة "بي بي سي" الإخبارية العالمية، فضلًا عن موارد القناة على شبكة الإنترنت، من حيث امتثال المواد المنتجة للتشريعات الروسية.

أصدرت هيئة تنظيم الاتصالات في بريطانيا "أوفكوم" بيانًا في وقت سابق قالت فيه إن قناة "آر. تي" الروسية انتهكت قواعد الموضوعية في الأخبار والبرامج الإخبارية التي بثتها في مارس وأبريل الماضيين، ومن بين ذلك تغطيتها لقضية تسمم الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية سيرغي سكريبال وابنته يوليا.

صدمة&
يشار إلى أن موسكو كانت عبّرت عن صدمتها في نوفمبر الماضي من تصريحات المتحدث باسم الحكومة الفرنسية عن أن موظفي "آر تي" و"سبوتنيك" ليسوا صحافيين ويمارسون البروباغاندا (الدعاية).

وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، في تصريحات ردًا على الموقف الفرنسي بالقول: بصراحة أقل ما يمكن قوله هو أننا أصبنا باستغراب وباستياء… أعتقد أننا مصدومون إلى حد ما، عندما يصرح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامان غريفو، بأن "هناك وسيلتي إعلام لا أريد رؤيتهما في المؤتمر الصحفي لقصر الإليزيه "آر تي" و "سبوتنيك"، لأنني لا أعتبرهما وسيلتي إعلام، إنهما ليستا إعلاميتين، بل تمارسان البروباغاندا.

ولفتت زاخاروفا إلى أن موسكو تحاول أن تكون بناءة، حتى عندما ترى "مشكلة حقيقية مع الرقابة في فرنسا، مع هجوم على حرية التعبير في فرنسا، ومحاولة للتأثير على الإعلام في فرنسا، والتكرار اللانهائي لنشر معلومات غير دقيقة عن بلدنا في وسائل الإعلام الفرنسية".

حساسية مع باريس
ووفقًا لزاخاروفا، كانت روسيا تشير بدقة إلى أخطاء هيئات التحرير لوسائل الإعلام الفرنسية. وخلصت المتحدثة باسم الخارجية إلى القول: "لقد كنا دائمًا في غاية الحساسية في ما يتعلق بفرنسا، ولكن بعد تصريحكم، سأعبّر عن شيء آخر".

يذكر أن الوضع مع وسائل الإعلام الروسية في الغرب في السنوات الأخيرة صار أكثر صعوبة، ففي نوفمبر من العام 2017 تبنى البرلمان الأوروبي قرارا يشير إلى الحاجة إلى مواجهة وسائل الإعلام الروسية، حيث تمت الإشارة إلى "سبوتنيك" و"آر تي" كتهديدين رئيسيين.

واتهم عدد من السياسيين الغربيين، بمن فيهم أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي وأعضاء في الكونغرس، وكذلك رئيس فرنسا، "سبوتنيك" و"آر تي" بالتدخل في الانتخابات في الولايات المتحدة وفرنسا، لكنهم لم يقدموا أي دليل. ووصف الممثلون الرسميون الروس هذه التصريحات بأنها لا أساس لها من الصحة.
&