ناقشت صحف عربية التقارب بين واشنطن وأنقرة في أعقاب محادثات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في تركيا حول الأزمة السورية.
واتفقت الولايات المتحدة وتركيا على تشكيل لجان مشتركة لمعالجة الخلافات الدبلوماسية بينهما بما في ذلك النزاع في مدينة منبج السورية.
وكانت تركيا قد هددت بمهاجمة القوات الأمريكية المتحالفة مع مسلحي "وحدات حماية الشعب" الأكراد في منبج، والذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين.
"خارطة طريق أمريكية-تركية"
رأى باسم دباغ في صحيفة "العربي الجديد" اللندنية أن "العلاقات التركية الأمريكية تتجه بعيداً عن التصعيد والتوتر الكبير الذي شهدته خلال الفترة السابقة، وذلك بعد زيارة تيلرسون إلى العاصمة التركية أنقرة، التي تمّ التوصل فيها إلى خارطة طريق لمصالحة أمريكية ــ تركية بدءاً من الخلاف حول سوريا على خلفية دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد، وصولاً ربما في المرحلة اللاحقة إلى الخلافات الأخرى غير المتصلة بالملف السوري".
وأشار دباغ إلى أن "الاستراتيجية التركية تقوم على إعادة تطبيع العلاقات والتنسيق المتنامي مع واشنطن، والحلول بشكل تدريجي كعنصر رئيسي لا يمكن التخلي عنه في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وصولاً لتحويل التخلّي عن 'العمال الكردستاني' وجناحه السوري مسألة وقت لا أكثر".
وفي صحيفة "الخليج" الإماراتية، رأى محمد نور الدين أن "تركيا تفتقد للدعم الخارجي للعملية (غصن الزيتون)، ولا سيما الغرب والولايات المتحدة. وهنا بيت قصيد التطلع التركي. فأنقرة وهي تقوم بعملية عفرين تطلق منذ الآن تهديدات بأنها ستهاجم منبج لتنظفها من الأكراد. وهو ما يعني الاصطدام مع الولايات المتحدة التي لها هناك قواعد عسكرية وجنود".
وأضاف الكاتب أن "مشكلة تركيا الأساسية في سوريا والمنطقة هي مع الولايات المتحدة قبل أي طرف آخر، واستمرار هذه المشكلة هو الذي يفسر هذا التخبط والارتباك في السياسات التركية الشرق أوسطية. وفي حال تصحيح العلاقات التركية - الأمريكية فإن الكثير من المشكلات الإقليمية سيأخذ اتجاهات مختلفة".
"اتفاق على إدارة الخلاف"
وفي صحيفة "الدستور" الأردنية، أشار عريب الرنتاوي إلى أن "زيارة تيلرسون لأنقرة، لم تبدد الخلافات العميقة التي باعدت ما بين الدولتين، والاجتماع المطول المنفرد بين الوزير الأمريكي والرئيس التركي (بحضور وزير الخارجية التركي مترجماً) انتهى إلى ما يمكن وصفه بـ'اتفاق على إدارة الخلاف'".
واستطرد الرنتاوي، قائلاً "فجوة الخلاف الواسعة بين الفريقين، أسست لفجوة ثقة أكثر اتساعاً بينهما ... الأكراد، حلفاء واشنطن الموثوقون، هم خصوم تركيا الألداء ... أنقرة ترغب في اقتلاع فصائلهم المسلحة عن الوجود، ويمكن أن ترتضي مؤقتاً بدفعهم إلى شرق الفرات، ربما كإجراء تكتيكي مؤقت ... فيما واشنطن، التي سلحت ومولت ودربت هذه الفصائل، ترى فيها ركيزة أساسية في استراتيجيتها الجديدة حيال سوريا".
في سياق متصل، قالت "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها " إذا كان الاتفاق التركي ـ الأمريكي الأخير لا يلبّي فعلاً طلبات الطرفين، فإنه، مع ذلك، يؤكد عدة حقائق، منها أنه كما أن تركيا لا تستطيع تجاهل القوّة العظمى ونفوذها الاقتصادي والسياسي والعسكري الخطير في العالم، فإن الأمريكيين لا يستطيعون أيضاً تجاهل الوزن الكبير لتركيا في العالم، وكما يعتبر الأمريكيون حربهم على الحركات الجهادية المسلّحة أولوية في العالم الإسلامي، فإن الأتراك لا يستطيعون تجاهل الخطر الذي تشكّله دولة كرديّة يقودها حزب معاد لهم. وحين يستطيع الأمريكيون فهم هذه المعادلة البسيطة فإن الكثير من الأشياء ستتغير".
من جهتها، قالت صحيفة "الديار" اللبنانية "تصاعدت المخاوف مؤخراً من مواجهة أمريكية - تركية على خلفية اعتزام تركيا توسيع عملية 'غصن الزيتون' التي تشنها في سوريا ضد قوات كردية تقول أنقرة إن واشنطن قامت بتسليحها".
وتساءلت الصحيفة "هل تأتي التهدئة المتوقعة على حساب الأكراد؟".
التعليقات