أسامة مهدي: توجه الى طوكيو مساء اليوم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتشجيع الشركات اليابانية على الاستثمار في بلاده ودعم إعادة إعمارها وخاصة المدن المحررة من سيطرة تنظيم داعش وانشاء مدن صناعية في العراق والمشاركة بمؤتمر دولي حول تقليل استخدام الاسلحة في المجتمع العراقي.

وسيبحث العبادي مع نظيره الياباني شينزو آبى ينوى وعدد آخر من المسؤولين ملفات عدة تتعلق بالاستثمار ودعم الحكومة اليابانية لاعادة تعمير العراق .. كما سيشارك هناك في مؤتمر مشترك يعقد هناك حول خلق فرص العمل.

وقال مكتب العبادي في بيان صحافي تابعته "إيلاف" ان زيارة رئيس الوزراء تهدف الى "تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات وفتح آفاق الاستثمار للشركات اليابانية وحضور مؤتمر طوكيو حول دعم خلق فرص العمل والتدريب المهني وتقليل تداول الاسلحة في المجتمع العراقي ".

واشار المكتب الى ان الزيارة تمثل استمرارا للجهود الحكومية لتمتين علاقات العراق بالعالم والمجتمع الدولي بعد ان شرعت الحكومة بمرحلة البناء والإعمار ودخول الشركات الاستثمارية العالمية للعراق والتي ستنعكس ايجابا على البلد والمواطنين من خلال توفير فرص العمل وتطوير مختلف القطاعات.

وأعلنت اليابان الشهر الماضي عن تقديم دعم بقيمة 100 مليون دولار لإعادة إعمار المناطق المحررة في العراق لكنها اشترطت تنفيذ المشاريع عن طريق منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية.

واشارة السفارة اليابانية في بغداد الى أن "الدعم سيتم تنفيذه في مجالات عدة من ضمنها الأمن الغذائي والماء والصرف الصحي والنظافة والصحة والغذاء والمأوى ومواد غير غذائية وسُبل العيش والتماسك الاجتماعي والتدريب المهني والحماية من العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي وإزالة الالغام وإعادة إعمار البنى التحتية". وقالت مصادر حكومية عراقية إن المنحة اليابانية للعراق اشترطت أن تكون داخل المناطق المحررة فقط وضمن مشاريع ذات تماسٍ مباشرٍ بحياة السكان هناك على أن تكون عملية التنفيذ عن طريق منظمات دولية. واوضحت ان "الشرط الياباني مشابه لشروط دول أخرى تتخوف من الفساد المستشري في العراق ووجود شركات وجهات متنفذة في المناطق المحررة تتبع المليشيات وزعماء أحزاب سياسية دينية.

كما قدمت اليابان العام الماضي 2,5 مليون دولار أميركي لانشطة تحصين تستهدف 1,3 مليون طفل عراقي معرض للخطر، ممن هم دون سن الخامسة في جميع أنحاء البلاد. ويواجه هؤلاء الاطفال مخاطر صحية جمة وهم بأمس الحاجة إلى التحصين حيث انه قد تعذر في بعض المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية فلم يتلق الأطفال الذين نزحوا من تلك المناطق التلقيحات الروتينية ضد الأمراض مثل شلل الأطفال والحصبة.

بناء اليابان لمدن صناعية في العراق

ومن جهته أشار المستشار في رئاسة الوزراء احسان الشمري الى ان زيارة العبادي هذه تأتي في إطار رؤية جديدة للعبادي تتمثل بالتوجه نحو الدول الاسيوية الكبرى ومن ضمنها اليابان باعتبارها أحد الدول الناجحة على المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية .
واوضح انه" لم يؤشر على اليابان انها انخرطت في صراع الأقطاب في العالم او منطقة الشرق الاوسط وهذا مايتطابق مع سياسة الحياد التي يعتمدها العراق اضافة الى ارتباط اليابان بعلاقات سياسية واقتصادية مهمة مع اغلب دول العالم مما يعزز للعراق رصيداً دبلوماسياً مهما والاطلاع عن كثب على التجربة اليابانية ومحاولة التوأمة بين البلدين خصوصاً وان هناك تشابة كبير ما بين المأساة العراقية واليابانية بعد تجربة الحروب كما قال في بيان صحافي تسلمت "أيلاف" الثلاثاء نسخة منه.

واشار المستشار الى ان زيارة العبادي تستغرق عدة أيام سيبحث خلالها ملفات تطوير العلاقات بين البلدين و بناء المدن الصناعية و تشجيع الشركات اليابانية الكبرى للدخول كمساهم اساس في مجال الاستثمار والاعتماد على التقدم الياباني في المجال الالكتروني لتطوير مؤسسات الدولة كافة ومساهمة اليابان في اعادة اعمار العراق وحاجة اليابان للنفط العراقي كونها دولة صناعية كبرى .

وبين ان العبادي سيلتقي اضافة الى نظيره الياباني مع رؤساء الشركات الصناعية والاستثمارية والتكنولوجية الكبرى ويحضر الجلسة الافتتاحية لمؤتمر طوكيو لدعم خلق فرص عمل والتدريب المهني لتسهيل عمليات الحد من التسليح في المجتمع العراقي .

ويرافق العبادي في زيارته لليابان وفد رفيع المستوى يضم وزراء ومستشارين.

وكانت اليابان قد أعلنت في ابريل نيسان من العام الماضي عن منح العراق قرضا بقيمة 270 مليون دولار مشيرة إلى ان القرض يأتي لتحسين الظروف المالية للعراق ومساعدة الحكومة على اجراء الاصلاحات. وأوضحت السفارة اليابانية في بغداد أن "القرض يهدف إلى تحسين الظروف المالية القاسية وإصلاح مالية البلاد من خلال مساعدة الحكومة العراقية في إصلاحاتها الحالية في مجالي الإدارة والمالية".

وقبل ذلك وقعت الحكومتان العراقية واليابانية مطلع عام 2015 على قرض لتمويل مشروعين تنمويين بقيمة 735 مليون دولار تمنحها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي إلى العراق . وتبلغ قيمة القرض الأول 450 مليون دولار مخصص لمشاريع إعمار الكهرباء من بناء محطات طاقة فرعية في وسط وجنوب البلاد على أن يسدد على مدى 20 عاماً الى جانب فترة سماح تمتد 6 أعوام. اما القرض الثاني وهو بقيمة 285 مليون دولار فقد خصص لإعمار مشاريع الصرف الصحي في أربيل وبفترة سداد تمتد 40 عاماً وفترة سماح 10 سنوات.