«إيلاف» من مراكش: قال حبوب الشرقاوي، رئيس فرقة مكافحة الإرهاب بالمكتب المركزي المغربي للأبحاث القضائية التابع للمخابرات الداخلية، الجمعة، بمراكش، في كلمة تناولت "المقاربة الأمنية للمملكة المغربية المعتمدة في مواجهة تحديات التطرف العنيف"، إن الإحصائيات بينت أن "ما يزيد عن مئة انفصالي من جبهة البوليساريو ينشطون في صفوف "تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي" والجماعات الإرهابية الموجودة بهذه المنطقة".

وأبرز الشرقاوي، في معرض مداخلته، ضمن أشغال مؤتمر "ما بعد داعش: التحديات المستقبلية في مواجهة التطرف والتطرف العنيف"، الذي تنظمه، على مدى يومين، مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث بتعاون مع معهد غرناطة للبحوث والدراسات العليا، بمشاركة خبراء وباحثين مختصين من العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة، أن المغرب وجد نفسه، في ظل التهديدات الإرهابية، "في مواجهة تحديات أمنية محدقة في نطاق إقليمي مضطرب تميز بظهور عدة تنظيمات إرهابية عرفت نشاطاتها الإجرامية امتدادات نحو المنطقة المغاربية وصولا إلى منطقة الساحل حيث لوحظ انتشارها انطلاقا من ليبيا باتجاه دول المنطقة المذكورة، كما لوحظ أيضا أن هناك تقاطع بين الجريمة المنظمة والهجرة السرية مع الجريمة الإرهابية كان أبرز عوامله انتشار السلاح بشكل عشوائي بمناطق شاسعة بالصحراء غير خاضعة للرقابة تنشط فيها بكثرة عناصر "جبهة البوليساريو"".

ونبه الشرقاوي إلى أنه بالنظر إلى "كون فترة عيش تنظيم "الدولة الإسلامية" قد قاربت على الانتهاء بالمنطقة السورية - العراقية في الوقت الراهن فإنها على العكس من ذلك تزداد قوة وتمدداً على مستوى منطقة المغرب العربي والساحل والصحراء الكبرى ، ولعل ذلك هو أهم التحديات الأمنية التي ستواجه دول المنطقة، إن لم نقل أننا في طور مواجهتها الآن، خاصة وأن غالبية دول المنطقة المعنية بذلك تعرف اضطرابات وظروفا سياسية واقتصادية غير مستقرة تساهم في تعبيد الطريق أمام هاته الشبكات الإرهابية والمساعدة في انتشار الظاهرة الإرهابية وخاصة أتباع هذا التنظيم الإرهابي، أخذا بعين الاعتبار التفكك الحاصل في مقومات بعض هذه الدول على مستوى مؤسساتها المحورية وخاصة السياسية والأمنية والعسكرية، مما سيمنح، من دون شك، تفوقا عسكريا خطيرا لصالح الشبكات الإرهابية سواء بليبيا أو مالي أو دول غرب إفريقيا التي تعاني الأمرين من الضربات الإرهابية لتنظيم "بوكو حرام" الذي يعتبر منذ 2015 فرعا من فروع تنظيم داعش ".

وفي سياق استعراضه للمقاربة الأمنية المغربية المعتمدة في مواجهة تحديات التطرف العنيف، أكد الشرقاوي أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في ظل الوضع الإقليمي المضطرب وأمام التهديد الإرهابي القائم ضد المغرب لما يشكله بعض ذوي الميولات الإرهابية من استعداد لتقبل الخطاب التحريضي الصادر عن التنظيم الإرهابي " داعش "، وتماشياً مع الجهود الأمنية المغربية المبذولة، قد "نجح منذ إنشائه في تحقيق حصيلة إيجابية في ميدان مكافحة الجريمة الإرهابية مكنت بشكل كبير من تجنب وقوع عمليات إرهابية".