أعلن العبادي اليوم أن بلاده تتعاون مع واشنطن وموسكو ودمشق للقضاء على بقايا داعش في سوريا، مشددًا على أنه لا يستبعد القيام بأي إجراء لحماية العراق وحدوده مع سوريا من التنظيم، مؤكدًا عدم دخول قوات تركية إلى الأراضي العراقية أو تحشدها على حدودها.
إيلاف: قال ئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي عقب اجتماع حكومته الثلاثاء في بغداد وتابعته "إيلاف" ان قوات بلاده تقوم حاليًا بعمليات مسلحة ناجحة في الجزيرة والصحراء الغربية ضد تنظيم بقايا تنظيم داعش هناك.
مواجهة داعش فكريا واستخباريا
واشار العبادي الى الحاجة الى جهود فكرية واستخبارية واقتصادية للقضاء على خلايا داعش بشكل نهائي.. موضحا ان الجهود تتجه حاليًا إلى توفير فرص عمل للشباب بشكل خاص لإبعادهم عن الاتجاهات الإرهابية والجريمة المنظمة.
وقال ان قواته الأمنية اتخذت إجراءات عدة لحماية حدود البلاد مع سوريا من بقايا داعش، مؤكدا ان داعش لن يتمكن من اختراق العراق او احتلال مناطق منه مرة اخرى.. لكنه استدرك بالقول ان التنظيم يقوم الآن بتدريب انتحاريين لشن هجمات ارهابية ضد المواطنين في المدن.
وخلال اليومين الماضيين تم استهداف أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة مناطق مختلفة من قضاء حديثة في غرب الأنبار. وقال آمر الفوج الثاني في قيادة عمليات الأنبار ان ثلاثة انتحاريين قتلوا، وتم ضبط مخبأ للأسلحة.
قبيل ذلك فجّر أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة أنفسهم خلال استهدافهم منازل شيوخ عشائر وقادة في الحشد العشائري في قضاء حديثة في غرب الأنبار، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة.
بحث عمل ضد بقايا داعش مع ترمب
اضاف العبادي انه بحث مع الرئيس الاميركي دونالد ترمب الاحد الماضي ملاحقة بقايا داعش والقضاء عليها في سوريا، التي يسيطر التنظيم على مناطق منها، ما يشكل خطرًا على العراق ودول المنطقة الاخرى.
واوضح ان البحث مع ترمب تناول وجود داعش في شرق سوريا بالقرب من الحدود العراقية. وقال انه حذر من عودة جديدة لداعش، فيما لم يتم القضاء على خلاياه هناك بسبب الصراعات السياسية والعسكرية.
واشار الى انه طلب من ترمب عملًا مشتركًا مع العراق للقضاء على بقايا داعش بسوريا.. وقال ان بلاده تعمل مع روسيا واميركا لهذا الغرض، وهما تبديان تعاونًا معه لإنجاز هذه المهمة. وبيّن أن العراق حريص على استقرار سوريا وايجاد حل لأزمتها والحفاظ على مواطنيها الذين قدموا تضحيات هائلة نتيجة الصراع في بلدهم.
وعن شكل التدخل العراقي للمساهمة في القضاء على بقايا داعش في شرق سوريا قرب الحدود العراقية اشار العبادي الى ان بلاده ستتخذ كل الاجراءات الضرورية لحماية امنها وحماية مواطنيها وقواتها الامنية اضافة الى امن المنطقة.
وأوضح أنه ابلغ ترمب ان العراق استطاع القضاء على داعش بمساعدة دول التحالف وبينها الولايات المتحدة، لكن بقاياه تحاول النفاذ الى العراق حاليًا، وهو مايشكل امرا خطيرا، حيث انه يمكن ان يعود بشكل اخطر من قبل، ما لم تتم المبادرة للقضاء عليه بشكل نهائي من خلال توافق دولي.. مشددا على ان بلاده لن تدخر أي جهد لانهاء بقايا داعش هناك، ومهما كلف الثمن، ولن تسمح له بأن ينمو على الحدود العراقية.
وقال البيت الأبيض السبت الماضي إن الرئيس ترمب قد بحث في اتصال هاتفي مع العبادي التقارير التي تحدثت عن وقوع هجوم كيميائي ضد المدنيين في سوريا إضافة إلى الحاجة الى العمل معًا لانهاء فلول تنظيم الدولة الإسلامية وتسريع الحملة لهزيمة بقاياه هناك والحاجة الى العمل معًا لمواجهة التهديدات في المنطقة.
لا قوات تركية ولا حشود لها على الحدود العراقية
ونفى العبادي دخول قوات تركية الى الاراضي العراقية أخيرًا. واشار الى ان جميع التقارير التي تنشر حول هذا الموضوع غير صحيحة.. واكد ايضًا عدم وجود اي حشود تركية على الحدود العراقية، موضحًا ان هذا ما أكدته صور الطائرات العراقية المسيرة.
واشار العبادي الى ان قوات حزب العمال التركي الكردستاني قد انسحبت من قضاء سنجار في غرب الموصل في اواخر الشهر الماضي بعدما ابلغتها حكومته بعدم السماح لأي وجود لها على الاراضي العراقية او استخدامها ضد تركيا، التي قال انها دولة جارة ولا يريد العراق خلق ازمة معها.. موضحًا ان بعض الاكراد العراقيين كانوا قد انخرطوا ضمن قوات الحزب.
وكانت قوات حزب العمال قد انسحبت من قضاء سنجار في 25 من الشهر الماضي، وفي تأكيد لسيطرة القوات العراقية هناك وانسحاب مسلحي الحزب منها، فقد دخل المدينة في 27 من الشهر نفسه رئيس الاركان العراقي صحبة قادة عسكريين وتفقدوا الشرط الحدودي العرقي التركي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد هدد أخيرًا بتدخل بلاده في قضاء سنجار اذا فشلت الحكومة العراقية في مكافحة حزب العمال الكردستاني الذي تعده انقرة تنظيمًا ارهابيًا. وقال اردوغان "اذا فشلت عملية الحكومة العراقية في سنجار فسنقوم بما يلزم".
وتشير مصادر عسكرية كردية إلى أن عدد مقاتلي حزب العمال الكوردستاني في المنطقة يبلغ نحو ألفي مقاتل حيث يخوض الحزب تمردا في الأراضي التركية منذ عام 1984 أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وتعتبر أنقرة وحلفاؤها حزب العمال منظمة إرهابية.
التعليقات