«إيلاف» من لندن: فيما اعلنت القوات العراقية اليوم استعادتها من البيشمركة الكردية في مدينة كركوك الشمالية 13 هدفا، بينها مطار المدينة، فقد طمأن العبادي سكان المحافظة التي تشهد حاليا مواجهات بين القوات الاتحادية والبيشمركة بضمان سلامتهم ومصالحهم مؤكدًا ان قواته تقوم بواجبها في بسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية واجهاض محاولات تقسيم العراق بإنشاء كيان عنصري. 

واضاف العبادي في رسالة الى الشعب العراقي الاثنين تابعتها "إيلاف"، قائلا "ان واجبي هو العمل وفق الدستور لخدمة المواطنين وحماية وحدة البلاد التي تعرضت لخطر التقسيم نتيجة الاصرار على اجراء الاستفتاء الذي نظم من قبل المتحكمين في اقليم كردستان ومن طرف واحد وفي وقت نخوض فيه حربًا وجودية ضد الارهاب المتمثل بعصابة داعش الارهابية" .
واوضح قائلا "قد حاولنا ثني الاخوة المتصدين في الاقليم عن اجرائه وعدم خرق الدستور والتركيز على محاربة داعش ولم يستمعوا لمناشداتنا ثم طالبناهم بالغاء نتائجه ودون جدوى ايضًا وبيّنا لهم حجم الخطر الذي سيتعرض له العراق وشعبه، لكنهم فضلوا مصالحهم الشخصية والحزبية على مصلحة العراق بعربه وكرده وباقي اطيافه وتجاوزوا على الدستور وخرجوا عن الاجماع الوطني والشراكة الوطنية، اضافة الى استخفافهم بالرفض الدولي الشامل للاستفتاء ولتقسيم العراق واقامة دولة على اساس قومي وعنصري" .
وشدد العبادي بالقول "نطمئن اهلنا في كردستان وفي كركوك على وجه الخصوص بأننا حريصون على سلامتهم ومصلحتهم ولم نقم إلا بواجبنا الدستوري ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية في هذه المدينة التي نريدها ان تبقى مدينة تعايش سلمي لكل العراقيين بمختلف اطيافهم" .
واهاب بجميع المواطنين التعاون مع القوات المسلحة "الملتزمة بتوجيهاتنا المشددة بحماية المدنيين بالدرجة الاولى، وفرض الأمن والنظام وحماية منشآت الدولة ومؤسساتها".. ودعا قوات البيشمركة الى اداء واجبها تحت القيادة الاتحادية باعتبارها جزءًا من القوات العراقية المسلحة" .. وطالب جميع الموظفين في كركوك الاستمرار بأعمالهم بشكل طبيعي وعدم تعطيل مصالح المواطنين، كما وجه الشرطة المحلية والاجهزة الاستخبارية في كركوك بحماية المواطنين وممتلكاتهم وان يكونوا على درجة عالية من اليقظة والحذر لمنع مروجي الفتن من ان يوقعوا بين ابناء الوطن الواحد" .
واكد العبادي قائلا "نعاهد ابناء شعبنا على المضي بالدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم وثروتهم الوطنية من الهدر والفساد فهي ملك لجميع العراقيين والعمل على ان نعيش اخوة في هذا الوطن دون تمييز .
عاش العراق وعاشت قواتنا المسلحة البطلة التي تحمي الوطن والمواطن".

استعادة 13 هدفاً من البيشمركة بينها مطار كركوك

ومن جهتها، اعلنت الشرطة الاتحادية عن استعادة السيطرة على 13 هدفا حيويا جنوب كركوك، كما فرضت الامن على مطار كركوك (قاعدة الحرية).

وقالت قيادة الشرطة الاتحادية في بيان صحفي اطلعت عليه "إيلاف"، ان "الاهداف الحيوية التي تمت السيطرة عليها من قبل قطعاتنا هي معمل غاز الشمال ومحطة كهرباء ملا عبدالله وجسر مريم بيك وجسر خالد وقرية سرجلان ومركز شرطة سرجلان والمستودعات الحديثة وساحة الحويجة ومقر آمرية افواج الحويجة وقرية جحيش وتقاطع الرشاد وقرية طوبزاوه وقرية قرش تبه".

كما اعلنت خلية الاعلام الحربي ان القوات المشتركة سيطرت على ناحية ليلان وحقول نفط باباكركر ومقر شركة نفط الشمال في كركوك وهي تفرض الامن فيها الان . واشارت الى أن قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع تفرض الامن على مطار كركوك (قاعدة الحرية).

وعلى صعيد امن محافظة كركوك، قال وزير الداخلية قاسم الاعرجي انه تم توجيه شرطة كركوك بالالتزام بالدوام والبقاء في مقراتها وممارسة اعمالها الاعتيادية.

وقال مسؤول في وزارة النفط العراقية ان انتاج النفط والغاز الطبيعي من منطقة كركوك يسير بشكل طبيعي يوم الاثنين على الرغم من عملية عسكرية عراقية للاستيلاء على المنطقة. واضاف: "لدينا اتفاق مع بعض الزعماء الكرد على ان مرافق النفط والغاز يجب ان تبقى خارج الصراع".

دعوة منتسبي الشرطة والأمن الى الالتحاق بإداراتهم

ودعت قيادة العمليات المشتركة منتسبي قوات الشرطة والامن الوطني الى الالتحاق باداراتهم فورا.

وقالت القيادة انها حريصة على تطبيق النظام والمحافظة على أرواح ومصالح أهل كركوك بعربهم وكردهم وتركمانهم ومسيحييهم ولتحقيق هذا الهدف الوطني النبيل ومن أجل المحافظة على النظام وتسيير أعمال المحافظة نوجه كافة الموظفين ومنتسبي قوى الأمن الداخلي والشرطة المحلية بضرورة الالتحاق فوراً الى دوائرهم ومقراتهم وممارسة أعمالهم أصولياً، وسيكونون جميعاً بحماية قواتنا الاتحادية تحية لأهل كركوك الاصلاء.

استعادة أقضية

وفي وقت سابق اليوم، قالت خلية الاعلام الحربي التابعة للقوات المشتركة في بيان صحافي تابعته "إيلاف"، إن عملية فرض الامن في كركوك قد اسفرت لحد الان عن السيطرة على قضاءي الطوز وداقوق جنوب كركوك (222 كم شمال شرق بغداد) وعلى معبر جسر خالد وعلى طريق الرياض - مكتب خالد ومعبر مريم بيك والسيطرة على طريق الرشاد - مريم بيك باتجاه فلكة تكريت.. اضافة الى السيطرة على الحي الصناعي وتركلان وناحية يايجي وعلى منشأة غاز الشمال ومركز الشرطة ومحطة توليد كهرباء كركوك ومصفى بجانب منشأة الغاز ومازالت القطعات مستمرة بالتقدم.

 ومن جانبه، اشار مصدر امني الى ان قوات البيشمركة ارسلت فجر اليوم تعزيزات ضخمة بقوة لواءين إلى كركوك لمنع استعادة القوات العراقية الابار النفطية جنوب غرب المحافظة .

واضافت خلية الاعلام الحربي ان قوات مكافحة الارهاب اكملت اعادة الانتشار في قاعدة (كي وان) بالكامل، وقالت ان "قوات مكافحة الارهاب اكملت اعادة الانتشار في قاعدة (كي وان) بشكل كامل". واكدت تقدم قوات الجيش المتمثلة بالفرقة المدرعة التاسعة وقوات الحشد الشعبي نحو ناحية ليلان جنوب كركوك لاستعادة سيطرة القوات الحكومية وفرض الامن في كركوك ونواحيها .
ومن جانبه، كشف سيد هجار نائب قائد قوات بيشمركة زيرفاني التابع لحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن إرسال تعزيزات من قوات البيشمركة بقوة لواءين إلى كركوك.. مشيراً إلى أن القوات نقلت أسلحتها الثقيلة معها. وأضاف أن القوات الأخرى ما زالت متمركزة في مواقعها السابقة في اطراف كركوك . 

وفجر اليوم، اشارت القوات العراقية والكردية حصول قصف متبادل بينهما ليل السبت الاحد في جنوب مدينة كركوك وذلك بعد التقدم الميداني الذي احرزته القوات العراقية في محافظة كركوك المتنازع عليها. 

وتحدثت مصادر عسكرية عراقية عن "قصف متبادل بصواريخ كاتيوشا" في جنوب المدينة وقبيل ذلك كان التلفزيون الرسمي العراقي افاد بأن القوات العراقية استعادت "بدون مواجهات مساحات واسعة" من محافظة كركوك كانت تسيطر عليها قوات البشمركة. 

وقالت الحكومة العراقية ان قواتها تعتزم "حماية القواعد والمنشآت الاتحادية في محافظة كركوك"، حيث تلقّت القوات العراقية اوامر باستعادة قاعدة عسكرية وحقول نفطية في كركوك كانت القوات الكرديّة سيطرت عليها قبل ثلاث سنوات بُعيد سقوط مناطق عراقية بأيدي تنظيم داعش.

وكانت الحكومة العراقية قد صعّدت الاحد لهجتها متهمة الأكراد بالسعي الى"إعلان الحرب" مع وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني التركي في كركوك الذي تعتبره انقرة وواشنطن منظمة ارهابية .