ناقشت صحف عربية مستقبل الأزمة السورية وتساءلت: "ماذا بعد العدوان الثلاثي؟" في إشارة إلى الضربة الجوية الأمريكية-البريطانية-الفرنسية على أهداف متعددة بسوريا، يُشتبه باحتوائها على أسلحة كيمياوية.
رأى كتاب أن سوريا ستشهد "حرب استنزاف طويلة"، بينما أبرز آخرون "فشل العدوان" وتقوية تحالفات سوريا الإقليمية.
"دولة الانتصار على الشعب"
يقول رفعت سيد أحمد في الجمهورية المصرية: "إن البحث عن دور عربي موحّد ومتقدّم في الأزمة السورية ومستقبل حلها سياسيا، لم يعد ممكنا فهو كمن يبحث عن إبرة في كومة قشّ ، القرار الآن في هذه الأزمة ..أو بمعنى أدق المؤامرة، هو لأطراف غير عربية بالأساس".
وترى موزة العبار في البيان الإماراتية أن الأزمة ستشهد هزيمة الشعب على يد النظام الذي حول سوريا إلى "دولة الانتصار على الشعب!"
وتقول: "تعهد الأسد بالخلاص من الكيماوي السام القاتل المحرم دوليا.. الذي أخفى أكثر من ربعه تقريبا في منازل بعيدة عن الرقابة الدولية، بحسب التقارير الصادرة من المقربين منه والمنشقين العاملين في مجال السلاح الكيميائي وغيره من عتاد الحرب.. إن الذين يتباهون بنصر الأسد على شعبه، لم نراكم إذا تتباكون على نصف مليون قتيل أبادتهم طائرات الطاغية".
ويتفق معها عثمان الماجد في الأيام البحرينية، ويقول: "ما يحدث في سوريا، من قبل الضربة العسكرية ضد نظام بشار الأسد، حرب طاحنة مهلكة يشارك فيها إلى جانب نظام بشار الدكتاتوري دول وميليشيات ضد شعب لم يرد أكثر من الحرية والكرامة، وهي حرب أهالت الحجر على البشر، ولم تبق للكينونة الإنسانية أي اعتبار".
"حرب استنزاف طويلة"
أما فهد الخيطان، فيرى في الغد الأردنية أنه "ستزداد وتيرة العنف والمواجهة العسكرية في سوريا، وتنهار مناطق خفض التصعيد، وتواجه الدول المتورطة حرب استنزاف طويلة" خاصة بعد تصريح السعودية باستعدادها إرسال قوات إلى شرقي سوريا استجابة لمطالب أمريكية".
وتابع: "روسيا لن تكون مستعدة أبدا للتعايش مع جيوش يمكن أن يكون لها نفوذ أهلي في سوريا، وقد ثبت من التجربة التركية أن أية دولة تنوي الخوض ميدانيا في المشهد السوري عليها أن تحظى بالقبول الروسي، ولا أعتقد أن الكرملين مستعد لمناقشة خطوة تنطوي على قدر من التجديف السياسي في سوريا".
ومن ناحية أخري، يرى أحمد سليم في الدستور المصرية أن الضربات الصاروخية الغربية "فشلت"، ويقول: "سياسيا.. اكتسبت العلاقات السورية مع الحلفاء، قوة جديدة. فها هو حسن نصر الله يؤكد أن العدوان فشل فى تغيير المعادلة لصالح إسرائيل وبعض الدول الإقليمية.. أما علي أكبر ولاياتي، مستشار المرشد الإيراني، فيرى أن الوجهة القادمة ستكون إدلب، وكذا الشمال السوري الذى تقع بعض مناطقه تحت سيطرة أمريكية، وأن العدوان لم يحقق أي نجاح".
ويضيف الكاتب: "بعد العدوان الثلاثي، يمضى الجيش السوري بثبات نحو استعادة السيطرة على كامل الأرض، حيث يتحكم حاليا في نحو ٦٠٪ من البلاد، وهو يحاول حاليا بسط النفوذ الكامل على العاصمة دمشق، من خلال طرد تنظيم داعش من أحياء جنوب العاصمة".
وعلى المنوال نفسه، يرى عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية أن المرحلة المقبلة ستشهد علاقات سورية جيدة مع حلفائها.
ويقول: "التَّطوُّر اللَّافِت، هو التَّقارُب السُّوري العِراقي بِرِعاية إيرانيّة ومُبارَكة روسيّة، ممّا يُؤَشِّر إلى احتمال خُروج العِراق من تَحت المِظلَّة الأمريكيّة بِشَكلٍ نِهائيّ، وهُناك تقارير إخباريّة من داخِل العِراق تقول أن السيّد حيدر العبادي، رئيس الوزراء، الذي يُعتَبر حليف أمريكا في العِراق بَدأ يُخَطِّط لنَقل البُندقيّة إلى الكَتِف الإيراني، وأنّ إدانة السيد مُقتدى الصدر للعُدوان الثُّلاثي على سوريا يأتي تَناغُمًا مع التَّوجُّه الجَديد رغم تَشكيك البَعض، والقَول بأنّه تَكتيكٌ انتخابِيٌّ مَحْضْ".
التعليقات