دعا المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني، الجمعة العراقيين إلى عدم التصويت لمن سماهم السياسيين "الفاشلين والفاسدين"، "لاسيما من كان منهم في موقع المسؤولية في الدورات السابقة"، وذلك في تدخل نادر بالسياسة منه قبيل الانتخابات المزمع إجراؤها الأسبوع المقبل.
وأشار السيستاني إلى أن على العراقيين "تفادي الوقوع في شباك المخادعين من الفاشلين والفاسدين من المجربين أو غيرهم".
وجاءت كلمة السيستاني في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء التي ألقاها نيابة عن ممثله عبد المهدي الكربلائي.
وحمل السيستاني على ما شهدته المرحلة الماضية "من الاخفاقات التي رافقت التجارب الانتخابية الماضية من سوء استغلال للسلطة من قبل كثير ممن انتخبوا أو تسنموا المناصب العليا في الحكومة، ومساهمتهم في نشر الفساد وتضييع المال العام بصورة غير مسبوقة" داعيا إلى تصحيح هذا المسار وإصلاح مؤسسات الدولة.
واوضح المرجع الديني الذي يتبعه ملايين الشيعة في العراق أنه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين في الانتخابات النيابية وعدم مساندته لأي شخص.
- السيستاني يرحب بانتقال السلطة في العراق
- السيستاني يدعو إلى الإفراج عن الأتراك المختطفين في العراق
- السيستاني يدعو الى حماية المدنيين في المناطق السنية
وشدد السيستاني على أهمية تجنب الحكم الاستبدادي في العراق، واعتماد "نظام يعتمد التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة عبر الرجوع إلى صناديق الاقتراع في انتخابات دورية ونزيهة".
واشار إلى أن هذا المسار الانتخابي يحتاج إلى توفر عدة شروط في المقدمة منها "أن يكون القانون الانتخابي عادلا يرعى حرمة أصوات الناخبين ولا يسمح بالالتفاف عليها، ومنها أن تتنافس القوائم الانتخابية على برامج اقتصادية وتعليمية وخدمية قابلة للتنفيذ بعيدا عن الشخصنة والشحن القومي أو الطائفي والمزايدات الإعلامية".
واضاف "ومنها أن يمنع التدخل الخارجي في أمر الانتخابات سواء بالدعم المالي أو غيره وتشدد العقوبة على ذلك".
وخلص السيستاني إلى تحذير الناخبين ممن يحاولون "استغلال عنوان المرجعية للحصول على مكاسب انتخابية"، مشددا على أن الاحتكام يجب أن يكون "للكفاءة والنزاهة، والالتزام بالقيم والمبادئ، والابتعاد عن الأجندات الخارجية، واحترام سلطة القانون، والاستعداد للتضحية في سبيل إنقاذ الوطن وخدمة المواطنين، والقدرة على تنفيذ برنامج واقعي لحل الأزمات والمشاكل المتفاقمة منذ سنوات طوال".
ويصنف العراق في المرتبة الـ 12 في قائمة أكثر الدول في العالم فسادا، في تصنيف منظمة الشفافية الدولية .
وقد سجل أكثر من 24 مليون عراقي في سجلات الناخبين لانتخاب 230 نائبا من بين نحو 7000 مرشح في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 12 من الشهر الجاري.
وتقول المفوضية العليا للانتخابات في العراق إن نسبة 20 في المئة فقط من المرشحين في هذه الانتخابات هم من الجدد.
التعليقات