فيما سجلت نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية حتى منتصف نهار اليوم نسبة 29% فقد طالبت مرجعية المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني العراقيين إلى عدم التصويت للفاشلين والفاسدين ومنعهم من الوصول إلى البرلمان.. بينما سجلت منظمة مراقبة ملاحظات سلبية وأخرى إيجابية حول سير الاقتراع خلال الساعات الأولى.

إيلاف: عبّر الشيخ عبدالمهدي الكربلائي معتمد السيستاني لدى ادلائه بصوته في مدينة كربلاء اليوم في تصريحات متلفزة تابعتها "إلاف" عن خشيته من صعود اطراف فاشلة او فاسدة الى البرلمان العراقي الجديد.. وقال "أخشى من وصول الفاسدين الى مقاعد البرلمان، برغم أن المرجعية القت بمسؤولية المشاركة في الانتخابات من عدمها على المواطن نفسه".

وقال "لنا كلمة مع المرشحين الذين سيفوزون، فإن هؤلاء المواطنين بذلوا التضحيات تجعل المسؤولية مضاعفة وكبيرة أمام الله والمواطنين في الفترة المقبلة لكي نعيد الأمل إلى الشعب". وأوضح انه يمكن المحافظة على المسيرة السياسية في العراق من خلال حسن التصرف من قبل المرشحين الذين سيصلون الى البرلمان.

وحذر من ان عدم التصويت والمشاركة "سيعطي فرصة أخرى ثانية لكي يوصل الآخرين مرشحيهم، الذين قد يكونوا بعيدين عن تطلعات الشعب". وبيّن أن "المصلحة العليا قد تفرض علينا المشاركة لمنع الفاشلين والفاسدين من الوصول إلى مقاعد البرلمان".

وحذر من انه في حال وصول هؤلاء السياسيين ممن لا يريدون خيرًا للبلاد ستكون لهم إدارة وسياسة خطرة على مستقبل البلاد. واضاف انه "قد يقول بعض المواطنين إن تحديد المؤهلين للوصول الى البرلمان أمر صعب، ولكن حينما يسأل المواطن ويتقصى ويسأل الآخرين يمكنه أن يصل الى الأشخاص المرجوين".

واشار الى ان "الأمل لا يزال قائماً لتصحيح مسار الحكم، ومسار الدولة خصوصاً إذا أوصلنا الغيارى الى البرلمان". واضاف "لو تتبعنا مسيرة الشعوب الأخرى لوجدنا أن تلك التجارب أخذت سنيناً طويلة، لذا علينا ان يبقى لدينا الأمن بتصحيح المسار في الزمن القادم، وإن كان فيه بعد سيبقى لدينا الأمل".. مشددا على القول انه "لا بديل من الانتخابات لتحديد مسار الحكم".

واكد ان المسؤولية الان مضاعفة اكبر للمرشحين الفائزين في التصدي للخدمة واداء افضل لحث الناخبين مستقبلا على المشاركة و"نأمل الان من المواطنين على المشاركة في الانتخابات من أجل التغيير". واشار معتمد السيستاني الى ان المرجعية قد اعطت الحق والاختيار للمواطن في ان يمارس حقه بما ان له الحق والحرية في المشاركة من عدمها، لكن في الوقت نفسه فإنها لفتت الى ان تخليه عن حقه الانتخابي سيعطي فرصة اضافية للفاشلين".

وفي الرابع من الشهر الحالي اكد المرجع السيستاني حياده في الانتخابات العامة، لكنه حذر من التصويت للفاسدين ومن التدخل الخارجي فيها، ونبه الى خطورة وقوف الطبقات الحاكمة في وجه الاصلاحات، داعيا المواطنين الى عدم الاقتراع للفاسدين المجربين وانما للكفوئين النزيهين.

وقال ممثل السيستاني خطيب جمعة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة ان المسار الانتخابي السابق لم يؤد الى النتائج المستهدفة، لانه بحاجة الى قانون انتخابي عادل، لا يسمح بالالتفاف على العملية الانتخابية وانما على تنافس البرامج الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والخدمية بعيدا عن الشحن الطائفي والقومي والاعلامي.

وشدد على رفض اي تدخل خارجي مالي او غيره في مسار الانتخابات، داعيا الناخبين الى عدم منح اصواتهم الى غير المؤهلين مقابل ثمن بخس او رغبة مصلحية شخصية او نزعة قبلية. 

واشار الى ان اخفاقات قد رافقت الانتخابات السابقة تمثلت في سوء استخدام السلطة ممن تسلموا مناصب عليا في الدولة العراقية فساهموا في عمليات الفساد والاستيلاء على المال العام بشكل غير مسبوق، كما فشلوا في خدمة الشعب وتوفير الحياة الكريمة له.

وحذر من تكرار تلك الاختيارات. وقال ان الامل مازال متاحًا لتصحيح مسار الحكم واصلاح مؤسسات الدولة من خلال تضافر جهود الغيارى والاعتماد على القوانين في ذلك. وقال ان المشاركة في الانتخابات حق لكل مواطن تتوافر فيه الشروط القانونية منوها بان تخلي المواطن عن هذا الحق يضيف سببًا اخر لفوز فاسدين وتقلدهم مناصب مؤثرة، ولذلك فإن خيار المشاركة متروك للمواطن، وهو يتحمل نتائج قراره.

منظمة مراقية تسجل جوانب سلبية وأخرى ايجابية على عمليات الاقتراع
اعلنت منظمة تموز للتنمية الاجتماعية لمراقبة الانتخابات عن ملاحظاتها على سير الانتخابات في ساعاتها الاولى.

وقالت المنظمة في تقرير لها حصلت "إيلاف" على نصه انه منذ الساعة السادسة صباح اليوم السبت فقد باشر مراقبو المنظمة في متابعة انتخابات مجلس النواب العراقي في جميع المحافظات العراقية ضمنها اقليم كردستان.

واوضحت ان مراقبيها سجلوا عددًا من الملاحظات خلال فترة الساعات الاولى لبدء التصويت، وهي كنا يلي: 

 · كان اختيارمعظم المراكز الانتخابية بشكل جيد وواضح، في القرى والنواحي يتطلب المسير لمسافات متباينة بين منطقة وأخرى قد تصل الى أكثر من ساعة.
· وجود القوات الأمنية بشكل جيد لحماية المراكز الانتخابية.

· كانت تهيئة المفوضية للأمور اللوجستية والمواد الضرورية للانتخاب جيدة.
· تواجد فريق المفوضية بالوقت المناسب في معظم المراكز.
· لوحظ تواجد لوكلاء الكيانات السياسية بشكل متباين بين مركز.
· عدم السماح لعدد من مراقبينا في كركوك وقضاء الحي في واسط وفي تكريت. 
· عدم وصول بعض الاجهزة في بعض المحطات لغاية العاشرة والنصف صباحا منها مركز تصويت النازحين في السليمانية. 
· تكرار مشكلة عدم قراءة الجهاز لبطاقة الناخب القديمة في بغداد كما حصل في مركز ذات الصواري.
· افتتاح معظم المراكز في الوقت المحدد، في حين تأخر افتتاح مراكز أخرى حتى الساعة الثامنة.
· سقوط قذائف هاون وهجوم مسلح على مركزي الوميض رقم 150302 وصهيب الرومي 150330 في أبي صيدا في محافظة ديالى واصابة 6 أشخاص. 

· وجود ارباك وعدم معرفة لمهام العديد من الموظفين داخل المراكز وكذلك التعامل مع الاجهزة وادوات التصويت.
· عدم عمل اجهزة التحقق والمعلومات في الكثير من المراكز في عموم العراق. 
· وجود قراءات خاطئة لجهاز بطاقات الاقتراع حتى لبطاقة محدثة بايومتريا. 
· اللجوء الى التصويت اليدوي في عدد من المراكز. 
· منع التصويت وفق البطاقة القديمة لغاية التاسعة والنصف في مركز رقم 164507 في النجف. 
· وجود تباين في وقت بدء الاقتراع، حيث اصرت بعض المراكز على بدء الاقتراع للناخبين في الثامنة صباحا بدلا من الموعد الرسمي السابعة. 

· رصد حالات من الترويج لقوائم متنوعة قرب المراكز الانتخابية في عدد من المناطق منها الدورة في بغداد.
· تم رصد عدد من الدعايات الانتخابية للكيانات السياسية في محيط عدد من المراكز في عموم المحافظات وبمسافات تقل عن 100 متر.

· وجود اجهزة مراكز لا تقرأ سوى البطاقات الحديثة.
· الاقبال ضعيف بشكل عام عند الساعات الاولى. 
· طرد المراقبين والوكلاء من قبل الشرطة في مركز ام عمار في مدينة العمارة 282106. 
· تباين الأوامر في ادخال اجهزة الموبايل مع المراقبين.
· عملية دخول الناخبين الى مراكز الانتخاب تجري بشكل انسيابي وبدون معوقات في معظم المراكز باستثناء بعض المراكز في ديالى، وخصوصا بعد حدوث خروقات أمنية، مما أدى الى التشدد الامني. 

· تشدد امني وتأخر دخول الناخبين قرب المراكز في ناحية العوجة في صلاح الدين بسبب حادث ارهابي استهدف عائلة. 

ويتنافس 6898 مرشحًا على 329 مقعدا برلمانيا في الانتخابات، بينهم 4972 مرشحا من الذكور، و 2014 من الاناث، وقد تم تخصيص 8 آلاف مركز انتخابي في أرجاء البلاد لاستقبال الناخبين.

وتعد هذه الانتخابات الرابعة في تاريخ العراق في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق عام 2003. وبحسب إلمفوضية العليا للانتخابات فإن أكثر من 24 مليون و200 الف عراقي يحق لهم التصويت في الانتخابات من أصل إجمالي عدد سكان العراق البالغ 38 مليون و854 الف نسمة لانتخاب برلمان جديد يضم 328 عضوا.