تشير تسريبات راجت اليوم لنتائج أولية للانتخابات العراقية العامة التي جرت أمس إلى تقدم تحالفي العبادي والصدر في بغداد ومحافظات الجنوب في مواجهة العامري والمالكي، رجلي إيران المتسلحين بتأييد فصائل الحشد الشعبي ودعم إيراني، فيما هيمنت القوائم الشيعية على نتائج العاصمة، وحصدت غالبية مقاعد بغداد، بينما دعا علاوي إلى إلغاء الانتخابات، وتحويل الحكومة إلى تصريف الأعمال.

إيلاف: أبلغت مصادر عراقية مقربة من المفوضية العليا للانتخابات، وتتابع النتائج الاولية التي تصلها من مختلف محافظات البلاد أبلغت "إيلاف" الأحد إلى تصدر تحالف النصر لرئيس الوزراء حيدر العبادي للنتائج في العاصمة والجنوب وتحقيقه نتائج متقدمة في المحافظات السنية المحررة.. فيما يأتي بعده تحالف سائرون المدعوم بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر المتحالف مع القوى المدنية يتقدمها الحزب الشيوعي.

وأوضحت أن تحالف النصر المبين بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري رجل إيران القوي في العراق قد حل ثالثًا بعدهما، ثم تحالف دولة القانون بزعامة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي المدعوم إيرانيًا أيضًا.

يشار إلى أن عمليات عد وفرز الأصوات مستمرة منذ الليلة الماضية، حيث يتم التدقيق في بيانات المراكز الانتخابية تحت إشراف لجان قضائية ومراقبين دوليين وأمميين ومحليين، وسط توقعات بأن تبدأ النتائج بالظهور بشكل جزئي، بدءًا من غد الإثنين.

تدخل إيراني
وتشير المصادر إلى أن تحالفًا قد ينشأ بعد إعلان النتائج النهائية بين العبادي والصدر، ثم تيار الحكمة بزعامة رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم، وبمشاركة من تحالفات وقوائم سنية ومدنية. وتضيف أنه في مواجهة ذلك فإن إيران قد تتدخل بتوجيه تحالفي العامري والمالكي لتوحيد نتائجهما، وتشكيل قوة متقدمة تواجه التحالفات الأخرى الفائزة، من أجل الحصول على مناصب متقدمة في الحكومة الجديدة.

وأكدت المصادر أن النتائج الأولية تشير أيضًا إلى هيمنة شيعية واسعة على مقاعد العاصمة البرلمانية البالغة 71 مقعدًا، حيث حققت تحالفات العبادي والصدر والعامر والمالكي والحكيم نتائج متقمدة جدًا فيها.
&
وأعلنت مفوضية الانتخابات العراقية أن الأرقام الأولية للمشاركين في اقتراع السبت تشير إلى مشاركة 45 بالمائة من الناخبين الذين صوّت منهم حوالى 11 مليون مواطن من مجموع الناخبين البالغ 24 مليون نسمة.

وتؤكد هذه المشاركة المتدنية يأس الناخبين العراقيين من إمكان تحقيق أي تغيير في أوضاعهم، ولم تنجح حملة انتخابية دعائية واسعة كلفت مليار دولار، مارسها حوالى 7 آلاف مرشح ينتمون إلى أكثر من 200 كيان سياسي، للفوز بمقاعد البرلمان العراقي الجديد البالغة 329 مقعدًا في تغيير قناعات الناس ومواقفهم من النظام السياسي المهيمين على مقدراتهم منذ 15 عامًا. &

علاوي يدعو إلى انتخابات جديدة وتحويل الحكومة إلى تصريف الأعمال &
دعا نائب رئيس الجمهورية زعيم ائتلاف الوطنية الانتخابي إياد علاوي إلى إعادة الانتخابات وتحويل الحكومة إلى تصريف الأعمال.

علاوي يدلي بصوته في الانتخابات العامة أمس

وقال علاوي في بيان صحافي الأحد تسلمت "إيلاف" نصه إنه "نظرًا إلى عزوف الشعب العراقي عن المشاركة في الانتخابات بشكل واسع، وانتشار أعمال العنف والتزوير والتضليل وشراء الأصوات واستغلال ظروف النازحين والمهجرين، إضافة إلى ضبابية الإجراءات التي اتخذتها مفوضية الانتخابات في التصويت الالكتروني بعدما اعتاد المواطن على إجراءات مختلفة في كل الانتخابات السابقة، وما ينتج مثل هذا العزوف من مجلس تشريعي يفرض فرضًا على المواطن بعيدًا عن رغبته، فضلًا عن حكومة ضعيفة لا تحظى بالثقة المطلوبة لنجاحها فإن ائتلاف الوطنية يدعو إلى إعادة الانتخابات مع إبقاء الحكومة الحالية لتصريف الأعمال، إلى حين توفير الظروف الملائمة لإجراء انتخابات تعبّر عن تطلعات شعب العراق".

تقرير شامل عن سير الانتخابات في عموم العراق
من جهتها قالت منظمة تموز للتنمية الاجتماعية المختصة بمراقبة الانتخابات إن مراقبيها استمروا في التواجد في مراكز ومحطات الاقتراع، حيث تابعوا عملية إغلاق أبواب مراكز الاقتراع للانتخابات التشريعية العراقية 2018 عند الساعة 6 مساء وفق تعليمات مفوضية الانتخابات، وكما هو متوقع باستثناء بعض مراكز النازحين، استمر بعضها حتى الساعة السابعة.

وأشارت المنظمة في تقرير حصلت "إيلاف" على نصه إلى أنه بحسب تقارير مراقبيها فقد توقف جهاز قارئ البطاقة الالكترونية في تمام الساعة السادسة مساءً، وخلال هذه المرحلة سجلوا عددًا من الملاحظات على عملية الغلق والعد الالكتروني، كما هو موضح أدناه:

1. تم إغلاق جميع المراكز الانتخابية في الساعة السادسة مساء.&

2. &حرمان مئات الناخبين بسبب وصولهم إلى المراكز في الوقت الذي أغلق الجهاز أوتوماتيكيًا عند السادسة مساء.
3. &توقف جهاز قارئ البطاقة الالكترونية أوتوماتيكيًا في تمام الساعة السادسة مساءً في غالبية المراكز.
4. بدء عملية العد الالكتروني حسب تعليمات المفوضية.
5. &لم يسمح لمراقبي منظمات المجتمع المدني ووكلاء الكيانات السياسية التواجد داخل محطات الاقتراع في بعض المراكز، كما حصل في كربلاء وبغداد وكركوك والأنبار وصلاح الدين.

6. إخراج المراقبين ووكلاء الكيانات السياسية لمدة تتراوح بين 10- 40 دقيقة من بعض محطات الاقتراع بعد انتهاء عملية الاقتراع لأسباب غير واضحة، كما في مركز كفر قاسم في كربلاء رقم 268708.

7. الانتهاء من عملية العد والفرز الالكتروني وتسليم ممثلي الأحزاب نسخة من شريط العد الالكتروني لكل محطة انتخابية.
8. حدوث خروقات أمنية في كركوك والسليمانية والأنبار، وهجوم على مقار بعض الأحزاب في السليمانية، وحدوث تظاهرات ومشادات كلامية في داقوق وليلان حول نتائج التصويت.
9. &تواجد ضباط ومنتسبين أمنيين داخل بعض المراكز بحجة أخذ نتائج كما في كركوك وديالى.
10. لم يسحب الشريط في عدد من المحطات، حيث لم تتم قراءة بطاقة مدير المحطة لغرض سحب الشريط.
11. منع بعض الناخبين من نازحي مخيمات المدينة الحبانية السياحية من الانتخاب مع جلب نازحين من خلال سيارات لنقل الركاب من مخيمات عامرية الفلوجة إلى مخيمات المدينة الحبانية السياحية لغرض التصويت.
12. لم يتم سحب شريط العد في عدد من المحطات نتيجة أعطال حصلت بالأجهزة، وبعضها لم يقرأ بطاقة مدير المحطة.
13. تعطل جهاز العد في عدد من محطات الاقتراع سبب تأخير لأكثر من ساعة، وفي بعض المحطات تم العد يدويًا، كما في مركز مدرسة المشرح للبنات 185902 محطة 1 و3.&
14. رفض نتائج عدد من المراكز الانتخابية في كركوك والأنبار والسليمانية.

تنافس على مقاعد المحافظات
وقد تنافس المرشحون للانتحابات للحصول على مقاعد نيابية تتوزع على 18 محافظة كالآتي:
71 مقعدًا لبغداد و34 لنينوى و25 للبصرة و19 لذي قار و18 للسليمانية و17 لبابل و16 لأربيل و15 للأنبار و14 لديالى و13 لكركوك..إضافة إلى 12 &لكل من محافظات صلاح الدين والنجف ودهوك و11 لكل من محافظات كربلاء وواسط والديوانية.. و10 لميسان و7 للمثنى.

سيمثل تسعة نواب مواطني الأقليات في البلاد يتوزعون بواقع خمسة مقاعد للمسيحيين، وواحد لكل من الشبك والأيزيديين والصابئة والأكراد الفيليين، فيما خصصت نسبة 25 في المئة من عدد مقاعد مجلس النواب للنساء، حيث تتنافس 2014 مرشحة في الانتخابات.

وتنافس 6898 مرشحًا على 328 مقعدًا برلمانيًا، بينهم 4972 مرشحًا من الذكور، و2014 من الإناث، وقد تم تخصيص 8 آلاف مركز انتخابي في أرجاء البلاد لاستقبال الناخبين.

تعد هذه الانتخابات الرابعة في تاريخ العراق في مرحلة ما بعد سقوط النظام السابق عام 2003، والأولى بعد إعلان النصر النهائي على تنظيم داعش في ديسمبر 2017. وبحسب مفوضية الانتخابات فإن أكثر من 24 مليون و200 ألف عراقي كان لهم حق التصويت في الاقتراع العام من أصل إجمالي عدد سكان العراق البالغ 38 مليون و854 ألف نسمة.