إيلاف من لندن: بعد ظهور النتائج الاولية للانتخابات العراقية الأخيرة وفوز تحالف "سائرون" الانتحابي بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المدعوم بالقوى المدنية فقد بدأ اسم محافظ ميسان الجنوبية علي دواي مرشحا متقدما لرئاسة الحكومة الجديدة والذي قدمته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الاميركية كأفضل مسؤول حكومي في الشرق الأوسط يقوم بتقديم الخدمات لمواطنيه.

وتتداول الاوساط السياسية العراقية حاليا اسم "علي دواي لازم الفرطوسي" محافظ ميسان (365 كم جنوب بغداد) الذي عرف بنشاطه وعماله لخدمة المحافظة ويلقبه العراقيون بـ"جيفارا الفقراء" كنية بالمناضل الكوبي المعروف تشي جيفارا لرعايته واهتمامه بشريحة الفقراء في مجافظته التي تولى منصبه فيها عام 2012 وتم التجديد له عام 2016. 

وأشار الصدر إلى أنّ دواي قد يكون احد المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة وقال في رد على سؤال لأحد أتباعه حول هذا الامر واصفًا إياه بأنه "الرجل المثابر الذي خدم العراق من خلال عمله في المحافظة والذي يحظى بشعبية واسعة في عموم المحافظات العراقية".. حيث اجاب الصدر قائلا "لعله سيكون احد مرشحي رئاسة الوزراء خصوصا مع وز (الكتلة العابرة للمحاصصة) بعدد من المقاعد يؤهلها لذلك". 

 

علي دواي يشارك العمال طعامهم

 

وتشير نتائج الانتخابات الاولية إلى فوز الصدر بحوالي 60 مقعدا برلمانيا من مجموع المقاعد البالغة 328 مقعدا ليشكل أكبر كتلة نيابية منفردًا بين الكتل الاخرى الفائزة.

وهذه هي المرة الثانية الذي يطرح فيه اسم علي دواي كأحد مرشحي رئاسة الوزراء حيث سبق للتيار الصدري ان طرح اسمه عام 2014 كمرشح لتولي منصب رئاسة الحكومة اثر الانتخابات العامة التي جرت آنذاك.

واليوم الثلاثاء أكد المتحدث باسم رئيس التيار الصدري صلاح العبيدي أن تحالف "سائرون" سيقدم مرشحه لمنصب رئاسة الحكومة العراقية المقبلة بدون الاصرار على اختياره. 

 

علي دواي يشارك بتنظيف محافظته

 

وقال العبيدي في تصريح صحافي إن "تحالف سائرون يشرع بفتح الباب أمام جميع الكتل السياسية لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة". وأشار إلى أن مرشحه لمنصب رئاسة الحكومة يتمثل بمحافظ ميسان علي دواي ولكن من دون الاصرار على اختياره.

وأوضح الصدر في تغريدة له على حسابه بتويتر امس أن الحكومة العراقية المقبلة سوف تتشكل من لشخصيات مستقلة وتكنوقراط غير متحزبة.

 

علي دواي مشاركًا ببناء مشروع بمحافظته

 

لكن ترشيح دواي للمنصب الموعود رسميا سيخضع لتوافقات بين الكتل الانتخابية الفائزة وتشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان حيث باشر الفائزون مباحثات للاتفاق على شروط الكتل ومقترحاتها للتوافق وانضمام بعضها للاخرى لتأسيس الكتلة الاكبر المنشودة بحسب الدستور والتي سيتم تكليفها رسميا بترشيح رئيس الوزراء حيث يحظى حيدر العبادي رئيس الحكومة الحالي بأمكانية التجديد له لولاية ثانية ويبقى القرار للتطورات السياسية المقبلة وما تصل اليه التحالفات من توافقات حول مرحلة مابعد الانتخابات من دون اغفال الدورين الايراني والاميركي في شكل الحكومة المقبلة وشخصية رئيسها.

أفضل مسؤول في الشرق الاوسط في خدمة مواطنية

وعلي دواي (53 عاما) شغل منصب محافظ ميسان لدورتين متتاليتين بعد أن اختاره أهالي محافظة ميسان في انتخابات مجالس محافظات السابقة حصل لوحده على 80 ألف صوت من ناخبي محافظته.

وينتمي دواي إلى تيار الصدر وكانت صحيفة لوس أنجلوس تايمز قد رشحته في عام 2012 كأفضل مسؤول حكومي في الشرق الأوسط يقوم بتقديم الخدمات إلى مواطنيه.

يذكر أن منصب رئاسة الوزراء يعتبر أعلى منصب تنفيذي حسب الدستور العراقي ويحتاج المرشح لهذا المنصب أن يحصل على أصوات الأغلبية المطلقة أي نصف عدد أعضاء البرلمان +1 ليتمكن من تشكيل الحكومة.

وعلي دواي من مواليد مدينة العمارة عاصمة محافظة ميسان عام 1965 سياسي عراقي وسبق له أن شغل منصب رئيس لجنة النزاهة بعد أن انتخب عضوا في مجلس المحافظة وهو ينتمي للتيار الصدري.

وقد أثارت إنجازاته وشخصيته المتواضعة إعجاب الكثير من العراقيين وأعيد انتخابه محافظا لميسان مرة ثانية لعام 2013 وذلك بسبب طلب أهالي المحافظة وكانت الأمانة العامة لكتلة الأحرار الصدرية قد اعلنت عام 2014عن ترشيح علي دواي لشغل منصب رئيس الوزراء. 

وتقع محافظة ميسان في شرق البلاد على الحدود الإيرانية وعاصمتها العمارة الواقعة على نهر دجلة وثاني أكبر المدن هي المجر الكبير وقبل عام 1976 كانت تعرف بمحافظة العمارة. 

ويبلغ المجموع الكلي للسكان في محافظة ميسان حوالي مليون ونصف المليون نسمة وهم متباينو المعيشة والتوطن بين الريف والحضر حيث تشكل نسبة سكان الحضر حوالي 72.8% من المجموع الكلي آما سكان الريف فيشكلون حوالي 27.2%. ويبلغ عدد الوحدات الإدارية في المحافظة 15 وحدة إدارية مقسمة ما بين قضاء وناحية. يختلف عدد السكان فيها من وحدة إداريه إلى أخرى.