أسامة مهدي: اعتبرت غالبية ساحقة من قراء "إيلاف" الذين شاركوا في الاستفتاء الاسبوعي ان فوز التحالف الرافض لايران في الانتخابات العراقية الاخيرة سيقود الى الاصلاح في البلاد.

شارك في الاستفتاء الذي ظهرت نتائجه الاثنين 1463 قارئا اجابوا فيه على سؤال يقول: فوز التحالف الرافض لايران في الانتخابات العراقية يقود الى : الفوضى .. الاصلاح؟" حيث رأت غالبيتهم الساحقة انه سيؤدي الى الاصلاح.

تحقيق للاصلاح

وصوت لصالح "الاصلاح" 1157 قارئا بلغت نسبتهم 79 % من العدد الكلي للمشاركين في الاستفتاء حيث فاز تحالف "سائرون" الانتخابي الذي يضم التيار الصدري والحزب الشيوعي والتيار المدني المدعوم من مقتدى الصدر في الانتخابات البرلمانية العامة التي جرت في 12 من الشهر الحالي بنيله 54 مقعدا برلمانيا وحل اولا في نتائجها.

جاء فوز التحالف بفضل قيادة الصدر والتيار المدني معه للاحتجاجات والتظاهرات التي شهدتها البلاد على مدى السنوات الاربع الاخيرة للمطالبة بمحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين واسترجاع اموال الشعب التي سرقوها وتشكيل حكومة تكنوقراط كفوءة ونزيهة عابرة للمحاصصة الطائفية ما حظي بدعم وتأييد معظم العراقيين الرافضين لاوضاعم السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست الاميركية، فان الصدر تحول إلى صانع للملوك في العراق بعد الفوز الساحق الذي حققه تحالفه في الانتخابات بعدما نجح في تعزيز المشاعر الوطنية والمعارضة الشديدة للهيمنة الأجنبية حيث قاتل القوات الاميركية ورفض الهيمنة الايرانية على اوضاع بلاده.

ونوهت الى ان فوزه قد جعل منه زعيما سياسيا شعبيا ينبذ الطائفية المتجذرة في العراق كما إن التحالف الذي شكله والذي يضم شخصيات شيوعية وعلمانية يمكن أن يقلب النظام السياسي للعراق ويقلص من نفوذ الولايات المتحدة وكذلك إيران.

وواضح ان اعتقاد القراء بامكانية تحقيق الاصلاح في العراق راجع الى تبني التيار الصدري ومعه المدني لمطالب الشارع العراقي حيث نظموا الاحتجاجات وواجهوا جميع العراقيين بلغة بسيطة يفهمها الجميع لغة "أنا واحد منكم وليس من النخبة" وهو امر منحه المزيد من المؤيدين أكثر من ذي قبل خاصة وانه متميز عن المنفيين العراقيين العائدين الذين كانوا يبحثون عن السلطة في بغداد لأنه بقي في العراق خلال أسوأ مراحل القمع التي مارسها صدام حسين بحسب الصحيفة.

ومنذ شباط فبراير عام 2016 تولى الصدر دوراً مهيمناً في مظاهرات الاحتجاج حيث أظهر موهبته في انتهاج سياسة حافة الهاوية وتعزيز شعبيته وقدرته على قيادة الشارع.

كما نظم أنصاره احتجاجات جماهيرية قامت باقتحام جدران المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد وعندما دخل الصدر بنفسه إلى المنطقة كانت لحظة غنية بالرمزية حيث كسب ثقة الحركات العلمانية والإصلاحية لتشكيل تحالف غير عادي يتحدى النظام السياسي المتصلب في العراق وحصل على حلفاء جدد لقاعدته السياسية المتنامية من المؤيدين، وهو ماشكل تيارا واسعا مؤثرا في الدعوة لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة من قبل اي حكومة جديدة ستنبثق عن الانتخابات الاخيرة.

وعادة ما يؤكد الصدر انه ماض في مشروع الاصلاح ولن يتنازل عنه وقال في تغريدة له على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي الاسبوع الماضي ان "فوز تحالف سائرون قد ازعج الكثيرين لكننا ماضون بالإصلاح ولن نتنازل عنه".

... وخوف من الفوضى

وعلى الجانب الثاني فقد جاء موقف عدد قليل من القراء متخوفا من الفوضى من فوز التحالف الرافض لايران في الانتخابت حيث بلغ عددهم 306 قراء بلغت نسبتهم 21% من المجموع الكلي للمشاركين في الاستفتاء البالغ 1463 مصوتا.

ويبدو ان موقف هذه الشريحة الصغيرة من المصوتين قد انطلق من علاقات الصدر المتوترة مع ايران المهيمنة على شؤون العراق والشعارات التي اطلقها انصاره وسط بغداد لدى الاعلان عن فوز تحالفه الانتخابي في 19 من الشهر الحالي حيث هتفوا "أيران برا برا .. بغداد حرة حرة"، على اساس ان ذلك سيغضب ايران ويدفعها لتحريك مليشياتها العراقية المسلحة الموجهة من قبلها للتصدي لهذه المواقف الامر الذي قد يفجر اقتتالا داخليا خاصة مع تفجير مؤسسة ثقافية للصدر في جنوب العراق مؤخرا.

وكان السفير الايراني في العراق سيرج مسجدي قد رفض دعوة الصدر للقاء مع سفراء دول الجوار العراقي السعودية والكويت والاردن وسوريا وتركيا عقد في النجف مؤخرا ما اشّر على تقاطع في سياسات ومواقف الطرفين.

يشار الى ان وزارة الخارجية الإيرانية قد اعربت في وقت سابق عن تفاؤلها إزاء نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق ونفت ما وصفتها بالمزاعم عن سعي تحالف سائرون بقيادة الصدر الفائز فيها إلى إخراج إيران من العراق.