ناقشت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية التوقعات فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفترة رئاسية جديدة في الانتخابات التي ستجرى يوم الأحد.

يواجه أردوغان خمسة منافسين هم محرم اينجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري، وميريل آكشنير زعيمة حزب الخير، وصلاح الدين دميرتاش مرشح حزب الشعوب الديمقراطي، وتميل كرم الله أوغلو زعيم حزب السعادة الإسلامي، ودوغو بيرنتشيك زعيم حزب وطن.

ونبدأ من صحيفة الوطن السورية، التي يقول فيها بسام أبو عبد الله في صحيفة الوطن السورية إن هذه الانتخابات "هي الأكثر حساسية في تاريخ تركيا المعاصر، ليس فقط بسبب التعديلات الدستورية الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ وإنما أيضاً بسبب إجرائها في ظل قانون الطوارئ الذي فُرض بعد محاولة الانقلاب في تموز 2016، ولذلك فإن الكثير من الملاحظات ومؤشرات التشكيك تعلو في كلام المؤسسات الأوروبية، والغربية حول نزاهة هذه الانتخابات، وشفافيتها في هذه المرحلة بالذات".

وأشارت صحيفة البيان الإمارتية إلى أن "موقف الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان مضعضع رغم إمساكه بكل مفاصل السلطة، تحت مظلة الطوارئ، وذلك بعد أن أظهرت المعارضة التركية موقفاً منظماً وموحداً".

وتوقعت البيان أن "جولة واحدة من الانتخابات البرلمانية لن تحقق لأردوغان الفوز" مرجحة ذهابه إلى جولة ثانية في الانتخابات "إضافة إلى تأثر شعبيته في الداخل بحملة الاعتقالات العنيفة التي قادها بدعوى الانقلاب على السلطة".

وقالت صحيفة العرب اللندنية إن أردوغان "أصبح قريباً من تحقيق هدفه وهو أن يفوز في الانتخابات ويكون رئيساً بصلاحيات واسعة فصلت على قياسه بموجب مراجعة دستورية أقرت العام الماضي".

وأضافت الصحيفة: "في كل الأحوال يبدو أن أردوغان مقتنع بأنه سيترك بصمة لا تمحى على صفحات التاريخ، وهو عازم على تحقيق الانتصار بأي ثمن، وهذا قد يفسر الطريقة التي تحدث بها مع مجموعة من مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم حول ممارسة الضغط على الناخبين".

"تحالف الأضداد"

في صحيفة الفجر المصرية، أشارت ياسمين مبروك إلى أن أردوغان الذي يشبهه الجميع "بالديكتاتور، يسعى لفرض سيطرته على زمام السلطة لأطول فترة ممكنة، حيث دعا لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، إلا أنه تفاجئ ببزوغ خمسة مرشحين منافسين له على كرسي الرئاسة".

ورأى إلياس حرفوش في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن أردوغان "يشعر بوطأة العملية الديمقراطية التي تدفع مرشحين آخرين في وجهه إلى حلبة المنافسة".

وأضاف الكاتب: "إذا كان من دلالة لخوض مرشح إسلامي المعركة ضد إردوغان فإنها تشير إلى مدى تغير الولاءات في تركيا، وإلى حالة الانفصال القائمة بين الرئيس التركي وقسم لا بأس به من مناصريه السابقين. ومن يعرف تاريخ الصراعات السياسية في تركيا يدرك معنى أن ينتهي إردوغان في موقع المنافسة في الوقت ذاته مع مرشح من حزب أتاتورك وآخر من حزب أربكان، لا يستبعد أن يتحالفا...بهدف إلحاق الهزيمة به... إنه 'تحالف الأضداد' الذي يهدد اليوم 'عرش' إردوغان".

في سياق متصل، ناقش خورشيد دلي في مقاله بصحيفة الحياة اللندنية تأثير أصوات الأكراد على الانتخابات، حيث كتب: "مع اتضاح خريطة التحالفات الحزبية... تتجه الأنظار إلى الشريحة التي سيكون لها الدور المؤثر في تحديد نتيجة هذه الانتخابات، ولعل اللافت في خريطة هذه التحالفات بقاء الأكراد خارجها".

وأضاف الكاتب: "يبدو أن المرشحين أدركوا أهمية التقرب من هذا الصوت [الكردي]... لطالما أن الهدف الأول للمعارضة هو إسقاط حكم أردوغان من بوابة الانتخابات".