نصر المجالي: مع إعلان رفض حكومة تل أبيب استقبال اي من النازحين السوريين جراء العميات العسكرية في الجنوب السوري ضد ما تبقى من فضائل المعارضة، نشر الجيش المزيد من الدبابات وقطع المدفعية على الحدود السورية، وذلك في استجابة لأي هجوم محتمل من الجانب السوري.
ويتزامن إرسال التعزيزات العسكرية الإسرايلية لمنطقة الجولان ممثلة بالفرقة الدفاعية 210 لتي تتولى الإشراف على المرتفعات المحتلة، مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن حكومته تطالب بتطبيق اتفاق فك الاشتباك مع الجيش السوري المؤرخ عام 1974 بحذافيره، كما تعهد بمنع تسلل اللاجئين من جنوب سوريا إلى إسرائيل.
وقال نتانياهو، في تصريحات أدلى بها في مستهل جلسة أسبوعية للحكومة الإسرائيلية عقدت أمس الأحد في مقر رئاسة الوزراء في القدس: "فيما يتعلق بجنوب سوريا سنواصل الدفاع عن حدودنا. سنقدم المعونات الإنسانية بقدر ما نستطيع، لكننا لن نسمح بالدخول إلى أراضينا".
اتصالات مستمرة
أوضح: "إنني أجري اتصالات مستمرة مع البيت الأبيض ومع الكرملين في هذا الشأن ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع يجريان اتصالات مماثلة مع نظيريهما في الولايات المتحدة وفي روسيا على حد سواء".
وسب تقرير لصحيفة (إسرائيل اليوم) فإن الجيش الإسرائيلي يرى من جانبه أيضا أهمية كبيرة في الحفاظ على اتفاقية الهدنة بين إسرائيل وسوريا منذ عام 1974.
وأكد الجيش الإسرائيلي التزامه بمبدأ عدم تورطه في ما يجري في سوريا، إلى جانب سياسة تقديم استجابة حازمة لانتهاكات سيادة دولة إسرائيل والتهديدات التي يتعرض لها مواطنوها.
وحتى الآن فر نحو 160 ألف سوري من البلدات والقرى التي طالها منذ أن بدأت الحملة المتجددة من قبل قوات الهجوم الحكومي بإسناد جوي روسي ومساعدة أرضيو من الحرس الثوري الإيراني، وتوجهوا الى مناطق الحدود مع الأردن وإسرائيل طلبا للنجاة.
وقد صرحت كل من إسرائيل والأردن أنهما لن يقبلان اللاجئين، ولكنهما قدما مساعدات إنسانية للنازحين.
مساعدات إسرئيلية
وفي الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قام بتسليم عدة أطنان من المساعدات الإنسانية - الطعام والملابس والأدوية - إلى جنوب سوريا في ضوء الوضع المتدهور في مخيمات النازحين التي أقيمت على عجل بالقرب من الحدود.
كما أحضرت إسرائيل ليلة الجمعة ستة مصابين سوريين، أربعة منهم أطفال يتامى في الهجمات السورية الروسية، لتلقي العلاج الطبي في المستشفيات الإسرائيلية.
وقال الجيش "اسرائيل تقدم مساعدات انسانية لسنوات وستستمر الان في ضوء الحاجة اليها". ويوم الأحد كرر نتانياهو التأكيد على أن إسرائيل ستقدم المساعدة، ولكن لن تسمح للاجئين بدخول إسرائيل.
يذكر إنه منذ 19 يونيو الماضي، قام الجيش السوريوبدعم روسي بحملات قصف شرسة، لاستعادة السيطرة على المنطقة الاستراتيجية المتاخمة للأردن ومرتفعات الجولان الإسرائيلية.
وقال مراقب المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه حتى يوم السبت، سيطرت القوات الحكومية على أكثر من نصف درعا، بعد أن كانت 30 بالمائة فقط في بداية العملية.
صفقات روسية
وقال المرصد ان ثماني بلدات في المحافظة عادت الى سيطرة النظام في اطار اتفاقات بوساطة روسيا. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن "جاء ذلك بعد محادثات في كل بلدة بين جنرالات روسيين ووجهاء محليين ومتمردين آخرين".
وأشار إلى إن ما يسمى بصفقات "المصالحة" لتسليم المدن هي الأحدث في سلسلة من هذه الاتفاقيات في جميع أنحاء سوريا التي شهدت إعادة السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وغالباً بعد هجمات جوية وبرية مدمرة.
وقالت تقارير إن استعادة السيطرة على محافظة درعا كلها سيكون نصراً رمزياً للنظام، حيث ينظر إليه على أنه مهد الانتفاضة المناهضة للأسد قبل سبع سنوات والتي تحولت إلى حرب أهلية.
ويأتي التصعيد الأخير على الرغم من إدراج مناطق درعا والأقضية المعارضة في محافظة القنيطرة المجاورة ضمن ما يسمى "منطقة التصعيد" التي وافقت عليها روسيا والولايات المتحدة والأردن العام الماضي.
وقد ناشدت "اللجنة السورية للتفاوض"، وهي المجموعة الرئيسية المعارضة في سوريا، المجتمع الدولي أن يرفع صوته ضد العنف. وقالت: إننا ندعو المجتمع الدولي إلى إدانة الانتهاك الوحشي لمنطقة التخفيف ... واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لوقف هذا الاعتداء على شعبنا.
التعليقات