أثينا: تحصي اليونان الخميس خسائرها البشرية والمادية الناجمة عن أعنف حرائق غابات في تاريخها بينما تسعى طواقم الاغاثة لتمشيط المنازل والسيارات المتفحمة بحثا عن مفقودين بعد تأكيد وفاة 81 شخصا على الاقل في الكارثة.

ولا يزال عناصر الاطفاء يحاولون السيطرة على جيوب من الحرائق غير المسبوقة التي اندلعت قرب اثينا، فيما اعلنت الحكومة -- التي تعرضت لعاصفة انتقادات في اعقاب الكارثة -- مجموعة من التدابير للتعويض على المتضررين.

والحرائق التي اندلعت الاثنين، اجتاحت قرى ساحلية يقصدها السياح واستعرت بقوة واجبرت معظم الناس على الهرب الى البحر وليس معهم سوى ملابسهم.

وتحدث الناجون عن مشاهد مروعة ومنها مصرع عائلات داخل المنازل التي حاصرتها النيران. وقال احد اهالي قرية ماتي الاكثر تضررا "كانت ليلة جحيم".

وقال متحدث باسم جهاز الاطفاء لوكالة فرانس برس الخميس ان الحرائق التي اندلعت قرب كينيتا (25 كلم غرب اثينا) تم احتواؤها بدرجة كبيرة، مع ان الفرق لا تزال تسعى لاخماد جيوب من النيران.

ولم تعلن السلطات حصيلة رسمية بعد لعدد المفقودين، لكن حصيلة القتلى البالغة 81 تجعل الحريق الاعنف في عقود.

ومن بين القتلى ايرلندي كان يمضي شهر العسل في ماتي عندما حاصرت النيران سيارته. وتمكنت زوجته زوي من الهرب الى شاطئ مجاور لكنها نقلت الى المستشفى للعلاج من حروق، بحسب وسائل الاعلام البريطانية.

وقالت متحدثة باسم اجهزة الطوارئ ان رجال الاطفاء لا يزالون يبحثون عن اشخاص، قام اقاربهم بالتبليغ عن فقدانهم.

واضافت انه طُلب من اقارب المفقودين تقديم عينات من الحمض النووي لمساعدة السلطات في التعرف على الجثث.

وبحسب موقع الكتروني اقامه الاهالي، فإن 27 شخصا لا زالوا مفقودين، بينهم توأمتين في التاسعة من العمر.

تعويض عن الاخطاء

فاجأت الحرائق عندما اندلعت مساء الاثنين، السياح والمواطنين المذعورين عندما كانوا في منازلهم او سياراتهم او يتجولون سيرا. وشاهد مصور وكالة فرانس برس جثثا بشرية متفحمة وجيف حيوانات.

ونقل نحو 187 شخصا الى المستشفيات، كان 71 منهم لا يزالون يتلقون العلاج مساء الاربعاء، بينهم نحو عشرة اطفال، ومعظمهم في "حالة خطيرة" بحسب جهاز الاطفاء.

واضافة الى تخصيص عشرة الاف يورو لاقارب المتوفين، قالت الحكومة انها ستقدم تعويضات بقيمة خمسة آلاف يورو عن كل عقار متضرر.

وذكرت التقارير الاولية ان 300 منزل على الاقل دمرت او لحقت بها أضرار هائلة في الحرائق.

واعلن المتحدث الحكومي ديمتريس تزاناكوبولوس تخصيص صندوق اغاثة للمناطق المتضررة بقيمة 40 مليون يورو (47 مليون دولار) مفتوح امام التبرعات.

لكن الاجراءات لم تنجح في تهدئة الغضب الشعبي ازاء وقوع كارثة بهذا الحجم على بعد بضعة كيلومترات عن اثينا.

واتهمت صحيفة تا-نيا المعارضة ادارة رئيس الحكومة الكسيس تسيبراس بالسعي "للتعويض عن اخطائها" من خلال دفع التعويضات.

ونشرت صحيفة كاثيميريني الواسعة الانتشار تفاصيل ما قالت انه اجتماع اتسم بالفوضى في أبريل لمناقشة منع الحرائق في المنطقة.

وقالت الصحيفة "بدلا من تنظيم جهود مكافحة الحرائق، قامت البلديات والمحافظات واجهزة الاطفاء ومسؤولي الغابات بالتقاتل فيما بينها".

وتأتي حرائق الغابات فيما سجلت مناطق شمال اوروبا درجات حرارة قياسية وحرائق تسببت باضرار كبيرة في الايام الماضية.