لندن: يعتقد كثير من الناس ان الظواهر الفلكية التي تحدث في عالمنا تحمل معها تغييرات تؤثر على الارض وسكانها، ويذهب كثيرون إلى ابعد من ذلك، معتقدين انها نذير حروب ودمار للعالم وأحيانا نهايته، فهل حقاً تحمل هذه الظواهر تأويلات بعيدا عن العلم؟

تحول القمر مساء الجمعة الى اللون الاحمر الارجواني في ظاهرة فلكية استثنائية انتظرها سكان الارض في انحاء العالم، وتمكن العديد من مشاهدتها بالعين المجردة، تمثلت في أطول خسوف كلي للقمر في القرن الحادي والعشرين.

المريخ يسطع

وبالتزامن مع هذا الحدث تشكلت ظاهرة فلكية أخرى، تمثلت بواجهة بين الكوكب الاحمر والشمس، حيث اقترب المريخ من الأرض وبدى ساطعا.

بعيدا عن العلم

وبعيدا عن التفسير العلمي الفلكي لهذه الظواهر النادرة، يعتقد البعض أن هذه الظاهرة تحمل تأثيرا مباشر على سلوك الانسان وصحته، ويذهب الكثير من الناس إلى تحليلات اعمق في علم التنجيم، بحسب تقارير إعلامية.

من جهته قال أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة بيرمينغهام إيليا ماندل، إن بعض الأشخاص، الذين يؤمنون كثيرا بعلم التنجيم، هم نفسهم الذين يعتقدون أن "قمر الدم يؤثر على أفعالنا وسلوكاتنا".

التنجيم

ويعرف التنجيم على أنه مجموعة من الأنظمة، والتقاليد، والاعتقادات حول الأوضاع النسبية للأجرام السماوية والتفاصيل التي يمكن أن توفر معلومات عن الشخصية البشرية وشؤونها وغيرها من الأمور الدنيوية.

ولعب التنجيم دوراً هاماً في تشكيل الثقافة وعلم الفلك الأول على مر التاريخ.

دراسة

وفي العصر الحديث، حاولت بعض الدراسات الربط بين سلوك البشر والدورات القمرية، الا انها توصلت إلى نتائج ضعيفة مع شح في الادلة التي تدعم هذه النظرية. 

من جهتهم توصل باحثون في جامعتي أكسفورد البريطانية و لودفيج ماكسيميليان الألمانية خلال دراسة اجروها في عام 2008 إلى أن "هناك اعتقاد منذ القدم بأن القمر ودورانه يؤثر على مزاج الكائنات الأرضية".

واكدوا أنه "إلى حدود اللحظة لا يوجد دليل قوي على صحة هذه الفكرة".

مؤيدون ومعارضون

بدورهم يقول المدافعون عن التنجيم إن "جاذبية القمر قوية بما فيه الكفاية لتؤثر على المد والجزر في الأرض، كما أنها قادرة على التأثير على الشخص"، في حين لا يعتقدون بوجود شيء عشوائي في العالم،

يعتبرون أن "الأحداث التي يمكن التنبؤ بها والتي لا يمكن التنبؤ بها لها دائما نمط محدد".

في المقابل يرى معارضو التنجيم أن هذه النظرية تحمل شيئا من المتعة والضرر في آن، إذ تؤثر على "عقلية التفكير".

تأثيرها على الصحة والمناخ

ويؤكد خبراء فلكيون على أن ظاهرة خسوف القمر الكلي أو الجزئي، وغيرها من الظواهر، ككسوف الشمس واصطفاف الكواكب، ليس لها أي تأثير على صحة البشر أو تغير المناخ. 

واشاروا إلى أن هذه العمليات الفريدة، لا تتخطى كونها انعكاس لأشعة الشمس على سطح القمر، وفي حالة الخسوف يظهر مظلما ليس إلا.