إيلاف من نيويورك: كانت عقارب الساعة تشير الى الحادية عشرة ليلا في السادس من نوفمبر من العام الفائت عند إعلان فوز المرشح الرئاسي السابق ميت رومني بمقعد ولاية يوتاه في مجلس الشيوخ.
يومها نشرت "إيلاف"&تقريرا&...&أشارت خلاله إلى تمكن ألد خصوم الرئيس دونالد ترمب في الحزب الجمهوري من شق طريقه نحو واشنطن، فالصور التذكارية التي التقطت بين الرجلين –ترمب ورومني- عقب الانتخابات الرئاسية عام 2016 فرضت ما يشبه هدنة هشة يمكن القول إنها سقطت فعليا مع المقال الذي كتبه رومني يوم امس في صحيفة واشنطن بوست منتقدا ترمب وسياساته بشكل عنيف.
حقيقة موقف ترمب
ردة فعل ترمب والتذكير بإعلان دعمه ترشيح رومني وتهنئته على الفوز بعد ذلك، لا يمكنها حجب حقيقة موقفه وسعيه الحثيث لمنع المرشح الرئاسي وحاكم ولاية ماساتشوستس السابق من مجرد التفكير بالترشح عبر محاولة إقناع سناتور يوتاه التاريخي اورين هاتش بخوض الانتخابات مجددا لتفويت الفرصة الذهبية على رومني الراغب بالترشح عن الولاية التي تشكل معقل أتباع الديانة المورمونية.
التهديد والترغيب
واراد الرئيس الأميركي من وراء منع رومني من الوصول الى واشنطن، ضمان سير الأمور داخل الكتلة الجمهورية في الكونغرس وتفادي الأصوات المشاكسة التي بإمكانها تعكير صفو رئاسته قبل 2020، فترمب عمل في العامين الماضيين على محاولة ترويض زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، ورئيس مجلس النواب بول رايان ونجح في مسعاه إلى حد كبير عبر الترحيب كالإشادة بجهودهما لتمرير اجندته في الكونغرس، والتهديد بواسطة إطلاق العنان &لكبير مساعديه الاستراتيجيين سابقا، ستيف بانون، صاحب شعار الحرب على المؤسسة الجمهورية، وحاول الأخير أيضا قبل انهيار تحالفه مع ترمب ضرب صورة رومني أيضا غير أن المحاولات باءت بالفشل بعد صدور سلسلة من المواقف المدافعة عن خصم ترمب الأقوى حاليا.
مخاوف ترمب
وفي حزب يخشى كبار مسؤوليه تحول اسمه من الحزب الجمهوري الى الحزب الترمبي، يُدرك سيد البيت الأبيض أن وجود شخص كميت رومني داخل العاصمة واشنطن سيسبب له متاعب جمة قد تكون بدايتها بتوحد المعارضين المشتتين حاليا (ابرزهم جيف فلايك، بوب كوركر، جون كاسيتش) خلف سناتور يوتاه الجديد، فالأخير ليس شخصا طارئا على الجمهوريين او في الحياة السياسية، ويتمتع بسمعة جيدة، والأهم امتلاكه لشعبية كبيرة على مستوى البلاد، ويكفي التذكير بحصوله في الانتخابات الرئاسية عام 2012 وبمواجهة باراك أوباما على ما يقارب واحد وستين مليون صوت، وفي المقابل حصل ترمب على اقل من ثلاثة وستين مليون صوت بقليل.
معركة لن تصل الى حرب
وعلى بعد اشهر من اطلاق الحملات الانتخابية بشكل رسمي من المتوقع ان يشهد الصراع بين الرجلين جولات من المعارك المتفرقة تشتد حينا وتخمد أحيانا، ولكنه &لن ينتقل الى مصاف الحرب الشاملة أي بمعنى اعلان رومني الترشح للانتخابات الرئاسية واستدراج ترمب الى معارك تمهيدية ضمن الحزب الجمهوري تُخرج المنتصر ضعيفا في مواجهة نظيره الديمقراطي، ووفق معلومات "إيلاف"، فالسناتور الجديد القادم من يوتاه يخطط أولا لدخول لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ (تمتلك صلاحيات كبيرة في موضوع العلاقات مع الدول وتعيين السفراء بالخارج)، وسيسعى لرئاستها رغم صعوبة المهمة، قبل ان يحاول خلافة ميتش ماكونيل كزعيم للجمهوريين في مجلس الشيوخ عام 2020 .
التعليقات