إيلاف من نيويورك: يُدرك مايك بينس، نائب الرئيس الأميركي، حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فالتجارب اثبتت ان العمل مع الرئيس دونالد ترمب من شأنه ان يؤدي في نهاية المطاف الى ما لا يُحمد عقباه.

بينس القادم من انديانا، وقع في الساعات الأخيرة بموقف محرج، فإلى جانب الشلل الحكومي &الذي يسيطر على أميركا، شلّ الرئيس ترمب قدرة نائبه على تدعيم موقفه بعد زعمه في اطار محاولة تأكيد صوابية بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، "ان الرؤساء الذين سبقوني يعرفون أن بناء الجدار ضروري، وبعضهم أخبرني أن علينا أن نمضي في هذا المشروع".

موقف محرج

ومع توالي البيانات الصحافية عن مكاتب الرؤساء السابقين، واعلانهم بشكل رسمي عدم صحة كلام ترمب عن مناقشة موضوع الجدار معهم وتأييد فكرة تشييده، وذهاب وسائل اعلام أميركية ابعد من ذلك عبر التأكيد ان الرئيس الأسبق باراك أوباما مثلا لم يتحدث مطلقا مع ترمب منذ حفل تنصيب الأخيرة، وجد مايك بينس نفسه في موقف حرج بعد كذبة رئيسه، وبالتالي لا بد من ابتكار بعض الأفكار لعلها تحفظ ماء وجهه.

من الكلام المباشر الى الانطباعات

شبكة ان بي سي استضافت نائب الرئيس الأميركي لسؤاله عن المعلومات التي يمتلكها بخصوص ادعاءات ترمب، وبادرت الإعلامية هالي جاكسون بسرعة الى الاستفسار منه عن اسم الرئيس الذي أعلن تأييده لفكرة بناء الجدار بعد نفي الرؤساء الأربعة السابقين كلامه. بينس الذي أراد من خلال اطلالته الدفاع عن رئيسه لم يجد امامه سوى تحوير الموضوع من صيغة الكلام المباشر الذي زعم ترمب سماعه، الى خانة الانطباعات.

هذا ما يريده الأميركيون

وقال بينس حرفيا "الرئيس قال إن ذلك كان انطباعه عن الإدارات السابقة والرؤساء السابقين. وأنا شاهدت مقاطع للرؤساء السابقين تتحدث عن أهمية أمن الحدود، وأهمية معالجة مسألة الهجرة غير الشرعية".

إجابة بينس غير الشافية دفعت بجاكسون الى التعليق على كلامه بالقول "هذا يختلف عن إخبار الرئيس ، أليس كذلك؟"، ولكن نائب الرئيس الذي ظهر في موقف ضعيف نقل الموضوع مجددا الى مكان آخر، مشيرا، "إلى ان الشعب الأمريكي يريد منا أن نتصدى لهذه القضية".

غير موفق في الدفاع

وعلقت شبكة سي ان ان على تصريحات بينس &بالقول، "هناك فجوة بحجم جراند كانيون-أخدود ضخم في ولاية اريزونا- بين رئيس سابق يخبر ترمب مباشرة بضرورة بناء الجدار، ونائب رئيس يشير إلى أنه رأى رؤساء سابقين على شاشات التلفزة يقولون إن أمن الحدود مهم".
&