كوموتيني: تبدو مدينة كومتيني اليونانية من الخارج كغيرها من بلدات مدن اليونان لكن مع فارق كبير ففيها تسعة مساجد فيما ليس في أثينا أي مسجد.
والمدينة الواقعة بشمال شرق اليونان موجودة منذ القرن الثاني واحتلتها تركيا خلال الحكم العثماني في القرن الرابع عشر. وكانت نقطة وصل بين العاصمة آنذاك القسطنطينية، كما كانت تعرف اسطنبول، بالجزء الأوروبي من السلطنة.
وأصبحت المدينة تضم نحو 30 الف مسلم، يشتكي العديد منهم من التهميش. ولعقود من الزمن كانت علاقات اليونان بتركيا متوترة بسبب خلافات تتراوح من مسائل متعلقة ببحر إيجه إلى المشكلة القبرصية المستمرة منذ سنوات.
وقال مصطفى مصطفى النائب عن حزب رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس من مدينته الحدودية البالغ عدد سكانها 60 ألفا إن "أبناء الأقلية المسلمة ومواطنيهم اليونانيين يتعايشون مع بعضهم البعض لكن كل جانب في زاويته الخاصة".
ويزور تسيبراس تركيا الأربعاء في مسعى لتحسين العلاقات. وقال مصطفى وهو ستيني إن "العلاقات تدهورت في الستينات وحتى 1990 كانت العديد من القرى في المنطقة تحيط بها حواجز عسكرية".
وقال "لم يكن بإمكاننا الوصول إلى ممتلكاتنا أو الحصول على رخصة سوق".
يتم استخدامنا
وقال مصطفى "نود أن نكون جسرا للسلام والصداقة وألا نكون بمثابة عائق". ومسألة الأقلية المسلمة واحدة من المسائل الحساسة في العلاقات بين الجارين.
وخلال زيارة تاريخية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان لليونان في 2017 -- هي الأولى لرئيس تركي خلال 65 عاما -- زار منطقة تراقيا ودعا إلى احترام الأقلية المسلمة منددا ب"التهميش" من جانب الحكومة اليونانية.
وقالت شابة مسلمة طلبت عدم الكشف عن اسمها "من المحزن أن يتم استخدامنا". وأضافت الشابة مشيرة إلى أهالي كوموتيني التي تبعد نحو 100 كلم عن الحدود، "إنهم اشخاص عاديون مثلنا من يدفع ثمن السياسة".
ويسكن في منطقة تراقيا بغرب اليونان نحو 150 ألف مسلم منحوا وضع أقليات بعد معاهدة لوزان عام 1923 عقب انتهاء حرب بين تركيا واليونان والتي اذنت بنهاية السلطنة العثمانية.
وتنص المعاهدة على تطبيق الشريعة لدى البت في خلافات عائلية واستخدام اللغة التركية في مؤسسات تعليمية. ويزيد وجود قنصلية تركية في المنطقة من مستوى التوتر.
وقال رئيس بلدية كوموتيني يورغوس بتريديس "سيكون من الأفضل للجميع أن تتوقف القنصلية عن خدمة مصالح وزارة الخارجية التركية".
إسلام يعني تركيا
وقالت ثاليا دراغونا من جامعة اثينا الوطنية "الذي يميز هؤلاء الأشخاص هو الهوية التعددية". وتابعت "الجيل الجديد مثقف ويريد التحرر عن التمييز بحقهم".
وروت شابة مسلمة كيف تعرضت عائلتها للانتقاد لانها ألحقت أولادها بمدارس يونانية قائلة "أصبحنا في أعينهم خونة".
والسبعينية خديجة ملا ساري أقامت في كوموتيني قبل الانتقال إلى اسطنبول. وكانت قد ورثت منزل زوجها وفقا للقانون اليوناني لكن بنات حماها طعنَّ في القرار وفقا للشريعة.
وبتت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لصالحها في كانون الأول/ديسمبر. وقال محاميها يانيس كتيساكيس إن "القرار يوضح الوضع، إذ إنه يجعل من المستحيل تطبيق قانون الشريعة على مواطنين اوروبيين".
وفي مجتمع غالبيته من الارثوذكس إذ يعتبر 76 بالمئة من اليونانيين المسيحية &في جوهر هويتهم بحسب دراسة لمركز بيو للأبحاث فإن "العديد من الأشخاص يربطون الاسلام بتركيا" وفقا ليورغوس كالنتزيس الأمين العام للشؤون الدينية.
وقال "عانت الدولة على يد تركيا وهذا لا يزال يثير ذكرى أليمة".
التعليقات