إيلاف: لماذا عاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الرياض قادمًا من باكستان، قبل أن يستأنف زيارته التاريخية للهند؟ سؤال شغل وسائل الإعلام الهندية، حيث أشارت مصادر هندية إلى أن ما فعله ولي العهد السعودي يؤكد تمتع الدبلوماسية السعودية بالوعي والمرونة.&
فقد كانت هناك حالة من الترقب لما سيفعله الأمير محمد بن سلمان عقب نهاية زيارته لباكستان، التي بدأت الأحد الماضي، واستمرت ليومين، في ظل التوتر الشديد بين إسلام أباد ودلهي، على إثر التفجيرات والأعمال العدائية بين البلدين، فقد أسفر تفجير إنتحاري في الجزء الهندي من كشمير عن مقتل 40 من أفراد الشرطة الهندية.
الأمير محمد بن سلمان أدرك أن الإنتقال المباشر من باكستان إلى الهند قد لا يكون مقبولًا في ظل التوتر القائم بين البلدين، واتهام الهند لباكستان بأنها تقف خلف التفجير الإنتحاري الذي حدث في الأسبوع الماضي، وفي ظل سعي ولي العهد السعودي إلى تخفيف حدة التوتر بين الجانبين، وتمهيدًا للقيام بهذا الدور، قرر العودة إلى الرياض، ومنها إلى الهند، وهو الأمر الذي جذب أنظار المراقبين، ووسائل الإعلام في الهند، وقوبل هذا التصرف بكثير من الإعجاب.
حفلان رسميان اليوم
تعليقًا على الزيارة التاريخية لولي العهد السعودي إلى الهند، أكد تي إس تيرومورتي أمين العلاقات الإقتصادية في وزارة الشؤون الخارجية الهندية، أن العلاقات الثنائية القوية بين الهند والرياض تسمح لهما باستشراف المستقبل بمزيد من التفاؤل على كل مستويات التعاون، سواء أمنيًا وعسكريًا، أو اقتصاديًا وسياسيًا، ويحظى الأمير محمد بن سلمان بحفاوة كبيرة في الهند، حيث يقام له أكثر من حفل استقبال رسمي، سواء من جانب الرئيس أو رئيس الوزراء.
ووفقًا لما نقلته مصادر هندية، قال &تيرومورتي: "سوف يقام حفل رسمي لولي العهد السعودي، اليوم الأربعاء، حيث يستقبله رئيس الوزراء نارندرا مودي على مأدية غداء، كما يستقبله الرئيس رام ناث كوفيند في مأدبة رسمية، هناك علاقات قوية بين البلدين منذ إعلان الرياض عام 2010، والذي وضع الكثير من أسس ومجالات التعاون بين دلهي والرياض، كما إن زيارة رئيس الورزاء مودي للسعودية عام 2016 جعلت العلاقات ومجالات التعاون أكثر قوة مقارنة بأي وقت سابق".
مشروع الـ44 مليار دولار
على الرغم من تعدد الإتفاقيات التي سيتم إبرامها، وتعدد مجالات التعاون بين الهند والسعودية، وضخامة الإستثمارات بين البلدين، &إلا أن مشروع راتناجيري للتكرير والبتروكيميائيات، والذي يعد واحدًا من بين أكبر المشروعات في مجال الطاقة على الساحة العالمية يحظى باهتمام لافت، وهناك حالة من الترقب في الأوساط الإقتصادية العالمية للتعرف إلى الخطوات المقبلة للمشروع، والذي يجمع أرامكو السعودية، مع أدنوك الإماراتية، وشركات هندية بقيمة استثمارية تبلغ 44 مليار دولار. وأكد تيرومورتي أن مشروع راتناجيري يعكس قوة العلاقات بين دلهي والرياض وأبوظبي.
التعليقات