إيلاف من لندن: بدأ الرئيس العراقي برهم صالح اليوم زيارة رسمية الى باريس لاجراء مباحثات مع نظيره الفرنسي ماكرون تتناول تعزيز العمل المشترك للقضاء على بقايا الارهاب ومشاركة فرنسا في اعمار العراق ومصير عناصر داعش الفرنسيين الذين تعتقلهم بغداد.. فيما دعا اليونسكو الى دعم بلاده ومساعدتها على استعادة آثارها المنهوبة ووضع مدينة بابل الأثرية على قائمة التراث العالمي.

وقالت الرئاسة العراقية في بيان الاثنين تابعته "إيلاف" إن الرئيس صالح سيجري جولة مباحثات ثنائية مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكبار المسؤولين تتناول العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها.

&

ماكرون مستقبلا نظيره العراقي

&

الرئيس صالح بحث في اليونسكو استعادة آثار بلاده

وفي أول نشاط له في باريس، فقد دعا الرئيس صالح منظمة اليونسكو الى تكثيف دعمها لعدد من ملفاته وفي مختلف القطاعات وخاصة استرجاع اثاره المنهوبة ووضع مدينة بابل الأثرية على قائمة التراث العالمي.

وشدد صالح خلال اجتماعه مع المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية و الثقافة والعلوم "اليونسكو" اودري أزولاي على أهمية دعم المنظمة للثقافة والتربية في العراق واعانته على استعادة آثاره المنهوبة، مثمناً دور المنظمة في ادراج الاهوار العراقية ضمن لائحة التراث العالمي، واطلاقها مبادرة "احياء روح الموصل" وتركيزها على البعد الانساني لعملية اعمار المدينة.

ودعا "اليونسكو" الى حث الدول للمشاركة في الاكتشافات الاثارية خلال المرحلة المقبلة ووضع مدينة بابل الأثرية على قائمة التراث العالمي، وضرورة قيام المنظمة بتطوير المناهج التدريسية في المدارس العراقية وفق الاساليب الحديثة واعتماد البرمجيات الرقمية.

من جانبها، أكدت أزولاي استعداد المنظمة لمساندة العراق في المجالات الثقافية والتربوية واستعادة آثاره المنهوبة والحفاظ على ارثه التاريخي ومشاركة كوادرها في التنقيب والاكتشاف، معربةً عن سرورها لزيارة صالح لليونسكو التي تعد الأولى لرئيس عراقي.&

وجرى، خلال اللقاء، بحث جهود المنظمة الدولية في مجالات محو الامية واستثمار خبراتها في هذا الشأن وتوفير فرص للعاملين في قطاع البحث العلمي ووضع خطط وبرامج لمعالجة المشاكل في الموارد المائية والبيئة وتطوير التعليم ومنح اولوية للباحثين في المنح الدراسية كما تمت مناقشة زيادة فرص عمل الموظفين العراقيين في المنظمة أسوة بباقي الدول فضلاً عن اشراك العراق ببرامج اليونسكو وشركائها&في مجال الذكاء الاصطناعي وغيرها من البرامج الحديثة.&

إنفتاح عراقي

&ومن جهته، أشار لقمان الفيل الذي&تحدث باسم الرئيس العراقي الى ان الرئيس صالح شارك في محاور القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ التي تنتهي أعمالها اليوم وهدفت الى تعزيز العلاقات العربية الأوروبية في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتجارة والاستثمار والتعددية والهجرة، فضلاً عن الوضع فى المنطقة وسبل التعامل المشترك مع التحديات الإقليمية.

وأوضح الفيلي في تصريح صحافي وزعته الرئاسة العراقية ان الرئيس صالح توجه بعد انتهاء أعمال مؤتمر القمة العربية الأوروبية الى فرنسا في زيارة عمل تستغرق يومين بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي وسيلتقي خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين وأعضاء مجلس الشيوخ.

وأكد المتحدث الرسمي ان مشاركة الرئيس صالح في اعمال مؤتمر شرم الشيخ وزيارته الى فرنسا تهدف الى تفعيل وتعزيز دور العراق على الصعيدين العربي والدولي إنطلاقا من ضرورة انفتاح العراق على اشقائه واصدقائه وتوطيد العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وبما يخدم المصالح المشتركة.

وسيلتقي الرئيس الفرنسي ماكرون في وقت لاحق اليوم على مائدة عمل، نظيره العراقي برهم صالح الذي يزور فرنسا ليومين& ثم يعقدان مؤتمرا صحافياً مشتركاً.&

وأشارت الرئاسة الفرنسية في بيان الى انه "بعد عام من النصر على داعش في العراق ستكون هذه الزيارة مناسبة للرئيس ماكرون لتأكيد دعم فرنسا الكامل للعراق للقضاء على جميع تحدياته الأمنية ودعم الاستقرار والإدارة الشاملة وإعادة إعمار البلاد".&

مصير دواعش فرنسا في العراق

ومن المنتظر ان يبحث صالح وماكرون مصير الدواعش الفرنسيين المحتجزين في العراق والذين تريد باريس أن تجري محاكمتهم في مكانهم. ويرغب ماكرون أيضاً في "تشجيع مواصلة حوار مثمر بين بغداد وحكومة كردستان العراق"، بحسب الإليزيه.

وتأتي هذه الزيارة فيما باتت هزيمة مقاتلي تنظيم داعش في آخر جيب لهم في شرق سوريا قريبة، بعدما كانوا قد سيطروا على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق عام 2014.&

وتريد باريس مواصلة التعاون مع بغداد لهزم التنظيم نهائياً، كما ذكرت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي خلال زيارتها بغداد مؤخرا.

وتحرّك فرنسا 1200 عنصر في عمليات جوية كما تنشر قوات خاصة ومدفعية في سوريا، وتقدم تدريبات للجيش العراقي.

كما تحشد باريس جهودها من أجل تلبية احتياجات الاستقرار الأساسية في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم داعش في العراق، حيث قدّمت فرنسا 3 ملايين يورو إلى آلية التمويل لتحقيق الاستقرار الفوري، التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
&


&