إيلاف من لندن: صوت وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم في القاهرة بالاجماع على تعيين الشخصية السياسية والفكرية العراقية الدكتور قيس العزاوي أمينًا عامًا مساعدًا للجامعة العربية فيما اعتبر وزير الخارجية العراقي الحكيم التعيين أمرًا مهما لبلاده.

وجاء اختيار العزاوي الذي شغل منصب مندوب العراق في الجامعة العربية للفترة بين 2010 و2014 بعد ان كان رشحه للمنصب الامين العام السابق للجامعة نبيل العربي لكنه حين طرح اسمه على مجلس الجامعة للتصويت كان المندوب العراقي وفي سابقة غريبة هو الوحيد الذي رفض تعيين العزاوي امينا عاما مساعدا مستشارا ثقافيا للامين العام بسبب مواقف حزبية ضيقة ركزت جهودها على حرمانه من المنصب.&

وبعد اعادة ترشيح العزاوي للمنصب مؤخرا فقد رحب وزير الخارجية العراقي محمد على الحكيم بذلك مدعوما بتأييد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

العزاوي لـ"إيلاف": سأساهم في الارتقاء بالعمل العربي المشترك

وقد عبر العزاوي في اتصال هاتفي أجرته معه "إيلاف" عن ارتياحه للثقة التي منحها إياها وزراء الخارجية العرب بالاجماع منوها إلى أنّه ليس غريبًا عن الجامعة التي عمل فيها سابقًا مندوبًا دائمًا للعراق لمدة خمسة أعوام. &

وأكد أنّه يقدر المسؤوليات الجسيمة التي يضعها المنصب على عاتقه مشيرًا إلى أنّه سيكرس &جهودة لخدمة العمل العربي المشترك والارتقاء به إلى مديات جديدة مشددًا على أنّه سيكون ممثلا لجميع الدول العربية عاملا على تنفيذ المهام التي سيكلف بها لخدمة مصالحها في القطاع الذي سيتولاه.&

&

قيس العزاوي في مكتبه حين كان ممثلا دائمًا للعراق في مجلس الجامعة العربية

&

وعلمت "إيلاف" أن مجلس الجامعة سيكلف في اجتماع مقبل العزاوي بادارة قطاع الشؤون الثقافية والاعلامية نظرا لعلاقاته الواسعة مع الاوساط الثقافية العربية ونجاحه في تأسيس "الصالون الثقافي العربي" في اقاهرة عام 2011 الذي جمع خيرة المفكرين والمثقفين العرب. &

وقيس العزاوي حاصل على الدكتوراة مع مرتبة الشرف الأولى في التاريخ الحديث للدولة العثمانية، تخصص علم الاجتماع العسكري من جامعة السوربون الفرنسية عام 1993 ودبلوم الدراسات المعمقة من مركز الدراسات الاسترايجية بجامعة السوربون عام 1986 وماجستير فلسفة اسلامية من معهد الدراسات الاسلامية في القاهرة وليسانس علم نفس واجتماع من جامعة عين شمس المصرية عام 1969.

العزاوي ليس غريبًا عن الجامعة العربية

وعندما تولى العزاوي مهامه مندوبا دائما للعراق في جامعة الدول العربية عام 2010 لم يكن للعراق امين عام مساعد في الجامعة منذ تأسيسها عام 1945 كما لم يكن للعراق ايضاً مديرا لاحد مكاتب الجامعة العربية البالغة 26 مكتبا في دول العالم.&

لكن العزاوي خلال عمله في الجامعة على مدى خمسة أعوام وبفضل علاقاته الجيدة مع المندوبين العرب تمكن من تعيين عراقي مديرًا لمكتب الجامعة العربية في موسكو ثم مديرا عراقيا ثانيا لمكتب الجامعة في بكين وثالثاً لمكتب الجامعة في نيودلهي وساعد في تولي عراقي منصب الامين العام المساعد للجامعة للشؤون السياسية هو فاضل محمد جواد.

&وبعد انتهاء مهمة العزاوي في الجامعة ومغادرته القاهرة عام 2014 لم يبق من ادارة العراق لمكاتب الجامعة في الخارج سوى مكتب موسكو. &

ولانه لم يكن اداء الامين العام المساعد العراقي السابق جواد بالمستوى المطلوب فأنه فقد ادارته للشؤون العربية ثم كامل ادارته للشؤون السياسية وجرى ابعاده من مبنى الجامعة المركزي بالقاهرة إلى مبنى آخر للجامعة مسؤولا للشؤون القانونية وهناك اثار الكثير من المشاكل.&

وبعد مضي سنوات خدمته حاول التجديد لمهمته فوقع في منافسة مع مرشح عراقي اخرفي واقعة هي الاولى من نوعها التي يتقدم فيها مرشحان لدولة لمنصب واحد وبسبب ذلك خسر الاثنان بعد ان رفضهما مجلس الجامعة فبقي المنصب شاغرا وكاد ان يخسره العراق.&

وأخيرًا جرى &الاتصال بالعزاوي لتولي المنصب فتقدم للترشيح له ثمانية اشخاص وجرت تصفية لاسمائهم من قبل الحكومة العراقية واستقر الرأي على ترشيحه وأبلغت الجامعة العربية بذلك فرحبت به ومن الجلسة الاولى لمجلس الجامعة المنعقد في القاهرة الاثنين الماضي حصل العزاوي على إجماع أعضاء المجلس وفي اجتماع وزراء الخارجية العرب بدورته 151 امس الاربعاء حصل العزاوي ايضا على الاجماع وعين رسميا أمينًا عامًا مساعدا للجامعة على أن يختار الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط الذي قابل العزاوي وأشاد به مرحباً القطاع الذي سيديره العزاوي في الجامعة والمرجح ان يكون قطاع الشؤون الثقافية والاعلامية.

وقد وصف وزير الخارجية العراقي الاجماع العربي على تعيين العزاوي بأنه "أمر مهم للعراق".
&
العزاوي... آراء في الارهاب والسياسة والثقافة

والعزاوي مفكر وباحث سياسي يرى في تصريحات ومقابلات تلفزيونية ان الاوضاع المضطربة التي يشهدها العالم العربي والارهاب الذي يتعرض له امر طبيعي للانتقال إلى مرحلة متقدمة أفضل.

"أمر طبيعي لكي نصل إلى ما وصلت اليه الشعوب والمجتمعات التي مرت عبر التاريخ في هذه المعارك التي تجري في الشرق حيث عاشت فرنسا 100 عام من الحروب لتصل إلى ما هي عليه اليوم".. منوها إلى أنّه لا يمكن محاربة الإرهاب بالطرق التقليدية والوسائل العسكرية والأمنية فقط بل ينبغي محاربته ثقافيا من خلال تغيير المناهج المدرسية التي تدرّس الدين بالطرق العشوائية وغير المنفتحة على الآخر مما يؤدي إلى كوارث كما نحن عليه اليوم".

وعن نشاطه السياسي يشير العزاوي إلى أنّه مارس السياسة "بنفس ثقافي رياضي ونفس الإنسان العادي، يقال إن لديّ ميزة قبول الآخر والتحاور معه لا أخشى من يختلف معي بل بالعكس وقد وضعت تجربتي في كتاب "الاختلاف والتنوير" يجب أن نستفيد من التجربة الغربية في حركة التغيير والنهضة وعلينا أن نقبل اختلافاتنا".&

وحول تأسيسه الصالون الثقافي العربي في القاهرة يقول العزاوي "هو أفضل ما أنجزت في حياتي، حيث أسس الصالون عام 2011 وضم خيرة الوجوه الثقافية والفكرية العربية وهو في نشاط مستمر وانتقل الصالون إلى أكثر من دولة حيث استقبل العديد من المفكرين والسياسيين وهو يهدف إلى رفع وعي النخبة بما يجري في العالم العربي والدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة".. منوها إلى أنّ الصالون قد أصدر الصالون العديد من الكتب.

وفيما يخص تجربته السابقة في الجامعة العربية يؤكد انها "كانت تجربة غنية جدا وأنا بصدد وضع كتاب عنها فيه أسرار وقضايا كثيرة تخص طريقة عمل الجامعة العربية وكيف تؤثر الأنظمة العربية في الجامعة وغيرها من القضايا".


&