تعد القاضية الليبرالية في المحكمة العليا روث بيدر غينزبورغ من رموز "المقاومة" للرئيس دونالد ترمب، بعدما انتقدته مرارًا ووصفته بالكاذب خلال السباق&الرئاسي عام 2016، واعتبرت أن توليه قيادة البلاد سيدخلها في مأزق خطير، ما دفع المرشح الجمهوري حينها إلى مهاجمتها ودعوتها إلى الإستقالة.

إيلاف من واشنطن: تلعب المحكمة العليا دورًا بارزًا في تشكيل البلاد وسياستها&على الأصعدة كافة، خصوصًا خلال العقود الثلاثة الماضية، وكانت لها الكلمة الأخيرة في تشريع أو إلغاء بعض القوانين، بعدما فشل أعضاء الكونغرس من الحزبين في الاتفاق عليها.

مراهنة&على الرحيل
غينزبورغ، وهي ستبلع الثمانية والثمانين&بعد أيام، صارت عضوًا في المحكمة العليا، التي تضم تسعة قضاة، في عام 1993 بعدما رشحها الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون، وحصلت على ثقة مجلس الشيوخ. ووفقًا للدستور فهي وزملاؤها يبقون في مناصبهم حتى وفاتهم أو إذا طلبوا التقاعد طوعًا.

قال موقع أكسويس الإخباري الأميركي الأحد، إن "ترمب ينتظر بفارغ الصبر خروجها من المحكمة العليا، إن بالوفاة أو أن تضطر إلى التقاعد لظروفها الصحية"، وأبلغ ينوي أن يرشح مكانها القاضية في محكمة الإستئناف إيمي باريت.

تصميم رغم المرض
كان ترمب عيّن قاضيين في المحكمة العليا، الأول في مقعد قاضٍ كان توفي في مطلع 2016، لكنّ الجمهوريين في مجلس الشيوخ لم يمنحوا الثقة لمرشح الرئيس حينها باراك أوباما، والثاني تم تعيينه في نهاية العام الماضي، وحل مكان أحد القضاة بعد تقاعده طوعًا، وتم تمرير تعيين القاضيين بسهولة عبر مجلس الشيوخ بسبب سيطرة حزب الرئيس عليه، وصار القضاة المحافظون غالبية، فهم خمسة مقابل أربعة ليبراليين.

قالت تقارير أميركية إن القاضية التي وصفتها قناة "سي إن إن" في العام الماضي بأنها "أحد رموز المقاومة" ضد ترمب، متشبثة بمقعدها، لئلا تمنح الفرصة لسيد البيت الأبيض في اختيار بديل منها، رغم أنها تعاني من مشكلات صحية خطيرة، فالسرطان لا يتوقف عن غزو جسدها منذ نهاية التسعينات، وخضعت في يناير الماضي لجراحة لإزالة ورمين سرطانيين من الرئة. كما إنها سقطت في مكتبها خلال العام الماضي، وأصيبت بثلاثة كسور في الضلوع، ألزمتها الفراش لأسابيع.

لن تمنحه فرصة
ورغم أنها أكبر أعضاء المحكمة سنًا، لكنها، وفقًا لوسائل إعلام أميركية أكثرهم نشاطًا، وبتتّ ما بين أكتوبر ومارس الماضيين في أربع قضايا من أصل 17 لديها، حتى بعد خضوعها للجراحة في يناير، وكانت تشارك من منزلها في مناقشة القضايا مع زملائها والتصويت عليها، قبل أن تعود إلى مكتبها في التاسع عشر من فبراير الماضي.&

من الواضح أن غينزبورغ تعلم أن ترمب، خصمها اللدود، ينتظر بفارغ الصبر خلو مقعدها، لكنها لن تمنحه هذه الفرصة، طالما بقيت حية، فهي لن تتقاعد كما يفترض بمن في وضعها أن يفعل، بل زادت من نشاطها رغم تدهور صحتها بشكل كبير.