نصر المجالي: أعلن وزير شؤون الشرق الأوسط، أليستر بيرت، عن تعهد المملكة المتحدة بتقديم مساعدات حيوية منقذة للأرواح تبلغ 400 مليون جنيه إسترليني لأشد الناس احتياجاً للمساعدة في الأزمة السورية خلال العام 2019.

ويأتي هذا التعهد، الذي يتضمن مساعدات بريطانية إضافية قيمتها 100 مليون جنيه إسترليني إلى جانب مبلغ 300 مليون جنيه سبق تخصيصه في نطاق استجابة المملكة المتحدة للصراع في سورية، وكان أُعلن عنه رسميا خلال مؤتمر "دعم مستقبل سورية والمنطقة" الذي عقد في بروكسل من 12 إلى 14 ابريل 2019.

ويشكل الصراع في سورية مخاطر جديّة على مصالح المملكة المتحدة، واستقرار المنطقة ككل والهجرة ومكافحة الإرهاب. وستواصل حكومة المملكة المتحدة الضغط من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية لإعادة مواطني سورية ليعيشوا معاً في وطنهم.&

وبالتعهّد المعلن عنه اليوم بتقديم 400 مليون جنيه إسترليني لعام 2019، يصل إجمالي الدعم لسورية والمنطقة منذ عام 2012 إلى 2.8 مليار جنيه. ويتضمن تعهد اليوم مبلغ 100 مليون جنيه إضافي من المساعدات البريطانية، إلى جانب مبلغ 300 مليون جنيه سبق رصده لإنفاقه في سورية خلال عام 2019.

أثار الصراع

وقال موقع وزارة الخارجية البريطانية إن هذا التعهد يشكل مؤشِّراً على استمرارية دعم المملكة المتحدة لمستقبل سورية، ويساعد في الحدِّ من آثار الصراع الدائر فيها أيضاً، بما في ذلك ما تتعرّض له من آثار ناجمة عن التطرف.

وتأتي المملكة المتحدة في طليعة الاستجابة الإنسانية للأزمة السورية، وما زالت واحدة من أكبر المانحين الدوليين، إذ بلغ ما رصدته من مساعدات أكثر من 2.8 مليار جنيه منذ عام 2012 وحتى الآن.&

ومنذ اندلاع الصراع، قدمت بريطانيا في كل أنحاء سورية والمنطقة أكثر من 27 مليون حصّة غذائية، وما يزيد عن 14 مليون استشارة طبية، وأكثر من 10 ملايين تطعيم للوقاية من الأمراض.

أوضاع حرجة&

وقال وزير الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية أليستر بيرت: الأوضاع الإنسانية في سورية ما زالت حرجة، إذ إن ملايين الأشخاص قد نزحوا إلى مختلف أنحاء المنطقة منذ اندلاع الصراع. وتعهدنا بالمساعدات يعبّر عن التزام واضح بأن دعم المملكة المتحدة للشعب السوري دعمٌ ثابت ومستمر.

وقال: إن من شأن ما تتعهد المملكة المتحدة اليوم بتقديمه أن يكون بمثابة شريان حياة أساسي للمتضررين من الحرب، فتتوفر لهم مواد غذائية وماء شرب نظيف ورعاية طبية وتطعيم وتعليم للأطفال.

وتابع بيرت: لا يمكننا أن نتعامل مع عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وكأنه مشكلة بعيدة عنا. فالمساعدات البريطانية تساهم في الحفاظ على بقاء كل من الشعبين السوري والبريطاني في مأمن من التطرف وعدم الاستقرار.

استجابة&

وسيدعم تعهد المملكة المتحدة بالمساعدات استجابة للأزمة السورية السوريين داخل بلادهم وفي الدول المجاورة، بما في ذلك في الأردن ولبنان وتركيا.&

ومن شأن الدعم البريطاني أن يساعد في الشؤون الحياتية الآتية:

- يساعد السوريين المحتاجين في الحصول على مياه شرب نظيفة؛
- يوفر الأغذية والملابس والخيام ولوازم النظافة الشخصية وغيرها من المواد الحيوية إلى المحتاجين إليها؛
- يوفر الرعاية الطبية، بما في ذلك التطعيم ضد الأمراض الفتاكة، وتقديم والاستشارات لمن تأثروا صحيا ونفسيا جراء الصراع؛
- يساعد اللاجئين السوريين في العثور على وظائف والحصول على التعليم.

كما أن المبلغ الذي نتعهد اليوم بتقديمه سوف يدعم جهوداً أخرى تبذلها الحكومة البريطانية لتحقيق قدْر أكبر من الاستقرار في أنحاء المنطقة، بما في ذلك النهج الجديد في تقديم المساعدات البريطانية إلى الأردن، والذي اُعلن عنه الشهر الماضي. حيث شهد مؤتمر الأردن: نمو وفرص الذي عُقد في لندن جهود المملكة المتحدة في حشد عدم قادة عالميين لخطط الأردن للنمو الاقتصادي والإصلاح.

عراقيل

ويشار إلى أن وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين إليها داخل سورية ما زال يصطدم بعراقيل النظام السوري، الذي يرفض باستمرار طلبات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لإيصال المساعدات، ما يطيل أمد المعاناة. وستواصل المملكة المتحدة بذل كل ما تستطيع فعله لدعم الوكالات الإنسانية لإيصال المساعدات الضرورية.

كما يدعم التعهد أيضاً نهج الحكومة البريطانية المشترك تجاه نوع الجنس في سورية (النهج المشترك) الذي كان قد أُعلن عنه في مارس 2018. من خلال هذا النهج، تلتزم الحكومة البريطانية باستخدام برامج وآليات المناصرة لديها للمساهمة في التغيير الإيجابي لصالح النساء والفتيات في سورية، وذلك عن طريق تطبيق الحد الأدنى من المعايير الجنسانية.
&