شاركت المرأة السودانية بشكل ملحوظ في الاحتجاجات
Getty Images

لا تزال التطورات في السودان تحتل مكانا بارزا في تغطية وتحليلات الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية، إذ يناقش كثير من الكُتّاب الخطوات التالية بعد تشكيل مجلس انتقالي في البلاد.

ويرى البعض أن أهم الخطوات المُقبلة تتمثل في "حفظ مكتسبات الثورة" و"إعادة صياغة عقد اجتماعي يؤسس لدولة مدنية".

كما يرى آخرون أن تعزيز الثقة بين المجلس الانتقالي والشارع السوداني "هو وحده الضامن لخروج السودانيين من أزمتهم بأقل الخسائر".

ما هي الخطوات التالية؟

يرى خالد عبد الله في موقع "باج نيوز" السوداني أن الخطوة الأولى بعد تشكيل المجلس العسكري الانتقالي هي "حفظ مكتسبات الثورة التي تحققت وذلك بالاتفاق على دستور الفترة الانتقالية ثم تشكيل الحكومة المدنية لتشارك الجيش في السلطة، ثم إذاعة بيان الثورة الأول على الشعب وعلى كل العالم، فالشعب السوداني الآن يتطلع ليستمع عبر وسائل الإعلام العالمية إلى هذا البيان من رئيس وزراء حكومته الجديدة، فالشعب يريد اعتراف العالم بثورته ويريد أن يحتفل بنعمة الحرية والأمن".

ويضيف الكاتب: "هذه الخطوة تعتمد الآن على تسمية رئيس الوزراء من قبل تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير ومن ثم إعلان نجاح المرحلة الأولى من الثورة وتثبيت مكاسبها وهي مرحلة استلام السلطة التنفيذية".

ويرى عيسى إبراهيم في صحيفة التغيير السودانية أن "الحل التوافقي" يأتي من خلال "التوافق على مجلس سيادة مدني يستند إلى الشرعية الشعبية يتكون من ثلاثة أو خمسة أو سبعة أشخاص من المدنيين والعسكريين على أن تكون الغلبة فيه للمدنيين وأن يكون محكوما بسياج دستوري متوافق عليه يحكم مسير الفترة الانتقالية شائكة الأبعاد والمهام للخروج منها بسلاسة ورشاقة وحنكة ودراية ترى الأمور قريبا من قريب".

ويقول محسن القزويني في "رأي اليوم" اللندنية إن الخطوة التالية للسودان يجب أن تتمثل في "تحسين العلاقات مع المحيط الإقليمي والدولي، فبسبب تذبذب سياسات عمر البشير الخارجية ضاعت فرص عديدة لتحسين الحياة المعيشية للشعب السوداني".

الفريق أول عبد الفتاح البرهان
AFP

كما يدعو الكاتب إلى إجراء إصلاحات اقتصادية "بإعادة هيكلة الاقتصاد السوداني وتشجيع الاستثمارات الأجنبية في البلاد وإصلاح النظام الضريبي بما يخلق أجواء مشجعة للمستثمرين والمنتجين".

ويرى إبراهيم العثيمين في اليوم السعودية أن ما يحتاجه السودان الآن هو "إعادة صياغة عقد اجتماعي يؤسس لدولة مدنية تستعيد به الثقة بين السلطة والشعب التي كانت مفقودة طوال الثلاثة عقود الماضية في عهد نظام البشير".

أما فاروق جويدة في "الأهرام" المصرية، فيدعو إلى "فتح صفحة جديدة" بين القوى السياسية من أجل الوصول إلى صيغة من التفاهم حول مستقبل السودان في كل المجالات، "بحيث لا ينجح تيار من التيارات في السيطرة على الشارع السوداني تحت شعارات براقة أو دعوات دينية للإسلام السياسي، خاصة جماعة الإخوان المسلمين".

مجلس انتقالي "متجاوب" و"مؤهل"

يقول سلمان الدوسري في "الشرق الأوسط" اللندنية إن الشعب السوداني "نجح حتى الآن في حراكه بإسقاطه البشير بأقل الأضرار وأكبر المكاسب، حتى أن صدى التغيير في المؤسسة العسكرية مخالف لطبيعة العسكر، فالجيش حتى هذه اللحظة متجاوب للغاية مع مطالب المحتجين، والمجلس العسكري الانتقالي طلب من القوى السياسية تقديم شخصية قومية متفق عليها لرئاسة الحكومة المدنية خلال الفترة الانتقالية، وهي مفاجأة لم يتوقعها أكثر المتفائلين بعدم استئثار العسكر بالحكم".

ويضيف الكاتب بأنه "لا يمكن بطبيعة الحال القول إن السودان استطاع أن يعبر المرحلة الانتقالية الحرجة، وفي الوقت نفسه فإن تعاظم الثقة بين المجلس الانتقالي من جهة، وبين الشارع من جهة أخرى، وحده الضامن لخروج السودانيين من أزمتهم بأقل الخسائر".

ويرى عادل إبراهيم حمد في "العرب" القطرية أن رئيس المجلس الانتقالي الفريق عبدالفتاح البرهان هو شخص مؤهل لتحقيق التحول المنشود في السودان، "وعليه، يُفترض أن يجد تعاوناً من الثوار".

ويحذّر الكاتب من أن التشكيك في نوايا رئيس وأعضاء المجلس الانتقالي " قد يؤدي إلى عقبات غير مبررة، خاصة أن المجلس برئاسة البرهان قد سارع إلى تأكيد جديته في تحقيق آمال الثوار".

كما يحذّر الكاتب من أن "أخطر ما يواجه الثورة السودانية هو حلول موعد البتّ في مسائل ظلت مؤجلة بدعوى الانشغال بالتخلص من نظام الإنقاذ، مثل الموقف من حمل السلاح في وجه الحكومة المركزية".

وتشيد فاطمة ماجد في "البيان" الإماراتية بالمشاركة "الفاعلة" للمرأة في التظاهرات التي شهدها السودان، وتقول إنها "تؤكد معاناة المرأة السودانية وطموحاتها للتغيير من أجل تحسين مستوى معيشة أسرتها، وتحسين أوضاعها في المجتمع".

وتعبّر الكاتبة عن أمانيها بأن يُحقق الشعب السوداني طموحاته في التغيير المطلوب "وأن ينال حقوقه السياسية والاجتماعية، وأن توفّق القيادة الجديدة في المرحلة الانتقالية من أجل سودان جديد آمن ومستقر".