إيلاف من القاهرة: واصل المصريون التدفق على لجان الاقتراع للتصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التي تمنح الرئيس السيسي، الحق في البقاء بالسلطة حتى العام 2030، وتعيد مجلس الشورى للعمل مرة أخرى، وتمنح المرأة نسبة 25% من مقاعد البرلمان.

وسيطرت أجواء احتفالية على المشهد في اليومين الأول وبداية اليوم الثاني، وبدا أن هناك إقبالا واضحا على اللجان، من أجل التصويت، بينما كثفت الأحزاب السياسية الداعمة للتعديلات، وعلى رأسها حزب مستقبل وطن، من التواجد في الشارع، لحث المصريين على المشاركة والتصويت بـ"نعم"، بينما سخر بعض المسؤولين سيارات من أجل نقل المواطنين إلى لجان الاقتراع. حسب ما ذكرت تقارير البعثة الدولية لمتابعة الاستفتاء.

وكشفت جولة "إيلاف" في عدد من اللجان عن زيادة عدد المشاركين في الاستفتاء، في اليوم الثاني.

ففي لجان مؤسسة البنين بالجيزة، بدا أن الاقبال كبير، وكذلك في مدرسة أبو الهول القومية، واصطف المواطنون في طوابير أمام لجان الاقتراع بالقرية الذكية في مدينة السادس من أكتوبر، وكذلك الحال في مدرسة الأورمان بالدقي، ومدرسة بين السرايات بالجيزة.

وقال النائب طارق الخولي أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إنه أدلى بصوته اليوم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مدرسة الملك فهد بمدينة نصر بالقاهرة.

ودعا الخولي كل المصريين بضرورة المشاركة في الاستفتاء وخاصة الشباب، مضيفًا لـ"إيلاف" أن الشباب "كانوا في طليعة العمل الوطني والسياسي خلال الفترة الماضية".

وحث الشباب على أن يكونوا في طليعة المشاركين في الاستفتاء فهم يمثلون 60 % من تكوين المجتمع المصري، معتبرًا أنهم "قوة ضاربة يجب أن تعبر عن ذاتها، والتعديلات الحالية تعد انتصارا للشباب بتثبيت كوتة خاصة بهم في البرلمان".

وقال وكيل لجنة الصناعة بالبرلمان، النائب محمد السلاب، إنه أجرى جولة بعدد من المقرات الخاصة بالاستفتاء على التعديلات الدستورية، وأعرب عن سعادته بالكثافات الكبيرة الموجودة في العديد من اللجان، مؤكدًا أن التعديلات الدستورية كلها مكاسب للمصريين.

وأشار إلى أن الجدل الذي ساد الفترة الماضية اختزل تعديل 22 مادة سيتم تعديلها إلي مادة واحدة بخصوص مدة الرئاسة فقط، رغم أن هناك العديد من المواد الدستورية الأخرى التي تواكب الفترة المستقبلية التي تمر بها.

وقال "السلاب" في تصريح لـ"إيلاف" إنه كان لا بد من توضيح كل هذه الأمور، خاصة أن الدولة تعيش حاليًا فترة استقرار في كافة المجالات والقطاعات خلاف ما كانت عليه وقت إقرار التعديلات الدستورية، ومن أجل اكتمال الاستقرار يجب أن يتم تعديل الدستور.

وأضاف: أرى أن فترة الـ6 سنوات كافية لأي رئيس لوضع خطة، والدليل على ذلك أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تولى الحكم في عام 2014 ولم تظهر خطط الرئيس القصيرة إلا في عام 2019، بينما خططه الطويلة لن تظهر إلا بعد 10 سنوات.

وتابع: نحن اليوم في ظروف استثنائية والرئيس السيسي حقق إنجازات كثيرة لا يستطيع أحد أن ينكرها، في الحفاظ على مؤسسات الدولة وتطوير قطاعات الطرق والصحة والتعليم والمرافق وغيرها من المشروعات الحيوية التي بدأت تجنى ثمارها".

وقال السلاب إن المشاركة الكبيرة في الاستفتاء على التعديلات الدستورية تدل على وعي&الشعب المصري ورغبته في تحديد مصيره والحفاظ على مكتسبات الدولة المصرية، وما تحقق من إنجازات على أرض الواقع والحفاظ على استقرار الدولة والمضي قدمًا في الإصلاح الاقتصادي والتنمية، فضلًا عن إدراك الشعب المصري بحقوقه التي كفلها الدستور لاسيما حقه في مباشرة الحقوق السياسية.

ووفقًا لتقرير البعثة الدولية لمتابعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، فإنه "بشكل عام سيطرت أجواء هادئة على سير العملية ومعدلات مشاركة تميل للمتوسط في معظم اللجان التي زارتها البعثة، مع سيطرة مظاهر احتفالية عند عدد كبير من اللجان".

وأضافت البعثة في تقريرها عن اليوم الأول للاستفتاء، إنه "في محافظة الجيزة، تم رصد وتوثيق عدة مسيرات حاشدة لمواطنين في طريقهم للإدلاء بأصواتهم، خاصة في مناطق العمرانية وبولاق الدكرور، وسط تشغيل أغانٍ&وطنية وتوزيع أعلام على المواطنين وحثهم على المشاركة الإيجابية في الاستفتاء الدستوري".

وحسب التقرير الذي تلقت "إيلاف" نسخة منه، فإنه "تم رصد قيام المرشحة السابقة للبرلمان "أسماء الحكيم" بقيادة مسيرة كبيرة في العمرانية رددت خلالها هتافات تطالب المواطنين بالنزول والمشاركة، وتمت ملاحظة أيضا قيام المطرب "حكيم" باعتلاء حافلة تروج للمشاركة ودعا المواطنين للمشاركة في الاستفتاء.

وقد واجه بعض أعضاء البعثة صعوبات في محافظة الإسكندرية، تتمثل في رفض قوات التأمين دخولهم لجنة حي الجمرك أرقام 18-19، ومن ثم غادر الوفد دون دخول اللجنة.

وتم التواصل مع الهيئة وتقديم شكوى، والتي قام المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة بسرعة البت فيها، وتم التواصل مع الجهات المعنية، وتم تيسير سُبل وصولهم الى مقار الاقتراع التي تم منعهم من دخولها.

وقالت البعثة إن حزب "مستقبل وطن" تصدر المشهد، بقيام العديد من أماناته الفرعية في المحافظات، بدعوة المواطنين للمشاركة عن طريق مجموعة كبيرة من الشباب يرتدون قمصان عليها شعارات الحزب، وشعارات أخرى مكتوب عليها "اعمل الصح".

كما تم رصد وتوثيق عدة وقائع لقيام أفراد الحزب بتسهيل وصول بعض الناخبين إلى اللجان الخاصة بهم عن طريق متطوعين من شباب الحزب يستخدمون أجهزة حاسوب محمولة، ويطلبون من المواطنين "هويتهم التعريفية" لتسهيل وصولهم للجان الخاصة بهم.

ورصدت البعثة في القليوبية مسيرة كبيرة من المواطنين يقودها صبري عبد الشافي، مدير الإدارة التعليمية ببنها، يقوم بدعوة المواطنين للمشاركة.

وفي محافظة المنيا، قام رئيس جامعة المنيا الدكتور مصطفى عبد النبي، بتوفير حافلات لنقل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إلى مقار الانتخاب، وذلك تسهيلاً على الطلاب المغتربين والمقيمين بالمدن الجامعية. كما تم رصد واقعة مشابهة في محافظة سوهاج، حيث قام الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج، بقيادة الطلاب في مسيرة لحث الجمهور على المشاركة.

وفي ما يتعلق بمحافظة القاهرة التي شهدت تفاوتا في نسبة الحضور والتصويت، ما بين إقبال ضعيف في عدة أماكن، وإقبال مكثف في مناطق أخرى خاصة منطقة الساحل بشبرا مصر، تمت ملاحظة قيام غرفة القاهرة التجارية بتوفير نحو 10 سيارات لنقل المواطنين إلى مقار الاستفتاء في عدة مناطق متفرقة بالمحافظة بشكل مجانيّ.

وفي محافظة الغربية، تصدر الواجهة حزب النور "السلفي"، والذي قام عدد من أعضائه&بحمل لافتات داعمة للتعديلات الدستورية داخل لجان الاقتراع في كل&من طنطا وكفر الزيات.

وفي شمال سيناء، قام اللواء عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، بتوفير عدة سيارات مجانية لتسهيل وصول المواطنين لمقار التصويت في مدينتي رفح والشيخ زويد.

وخلصت&البعثة في تقريرها إلى أنه "بشكل عام كانت أبرز الملاحظات هي انتشار المسيرات لأطراف تبدو داعمة للتعديل في العديد من المناطق على مستوى المحافظات محل عمل البعثة، فيما تنتشر أيضاً مظاهر&الدعوة للمشاركة عن طريق شباب الأحزاب والشخصيات العامة، الذين ساهموا بتوفير وسائل نقل للناخبين.

وأشاد وفد البعثة بالإجراءات الأمنية حول مقار الاقتراع وسهولة وصول كبار السن وذوي الإعاقة. كما لفت الانتباه إلى ارتفاع نسبة مشاركة المرأة.

وقال التقرير إن "البعثة لم ترصد حتى الآن ممارسات قد تؤثر على ممارسة حق التصويت، ولكنها تلفت النظر إلي ضرورة ضمان عدم تأثير المظاهر الاحتفالية على إرادة الناخبين وسوف تعمل البعثة خلال الساعات القادمة على التحقق من عدم ارتباط عمليات النقل الجماعي بأي مزايا عينية أو نقدية للمصوتين".

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار لاشين إبراهيم، ذكرت أن إجمالي&عدد اللجان العامة للتصويت على الاستفتاء يبلغ 368 لجنة، وتضم 10878 مركزًا انتخابيا، و13919 لجنة فرعية.

وانطلق التصويت على استفتاء التعديلات الدستورية، من صباح أمس السبت، للمصريين في الداخل، لمدة 3 أيام تنتهي يوم 22 أبريل الجاري، حسب ما أعلن المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، في مؤتمر صحفي عقده، الخميس الماضي، بمقر الهيئة العامة للاستعلامات لإعلان الجدول الزمني للاقتراع.

وبدأ التصويت من التاسعة صباحًا ويستمر حتى التاسعة مساء في جميع أيام الاقتراع تتخللها ساعة راحة بما لا يخل بسلامة عملية الاستفتاء، فضلًا عن إجراء عملية الاقتراع والفرز في حضور ممثلي وسائل الإعلام والمنظمات الصادر لها تصريح من الهيئة الوطنية للانتخابات.