حذر زعيم ائتلاف الحكمة الشيعي العراقي عمار الحكيم من كارثة قد تصيب العراق في حال تفجر الصراع الاميركي الايراني حربا داعيا حكومة بلاده الى الانتقال من سياسية الوسط بين البلدين الى سياسة الوساطة.

وقال عمار الحكيم وهو رئيس تحالف الإصلاح والإعمار احد اكبر تحالفين فائزين في الانتخابات البرلمانية الاخيرة في كلمة له بحفل في بغداد احياء للذكرى العاشرة لمصرع والده زعيم المجلس الاعلى الاسلامي آية الله محمد باقر الحكيم بتفجير سيارته في النجف عام 2003 ان القادة العراقيين يعون جيداً المخاطر التي تحيط بالعراق نتيجة الصراع الأميركي الايراني .. واشار الى ان تأثر العراق بهذا الصراع لا يأتي نتيجة اختباره لموقف معين بل لانه يقع في قلب المنطقة وضمن جغرافية الصراع ولذلك يجب تجنيبه أي آثار محتملة .
وشدد على ان "طبول الحرب حين تقرع يغيب العقل والمنطق ولن يقف العراق مكتوف الايدي حينما يتعلق الامر بمصالحه وامنه". وبين ان "سياسية تصفير صادرات النفط الايراني التي تبنتها الولايات المتحدة تعني الانتقال من سياسة الضغط الى سياسة الخنق لايران ولدولتها وشعبها وسيكون لهذا المنحى اثاره الخطيرة والكارثية على المنطقة وعلى العراق بشكل خاص".

الانتقال من سياسة الوسط الى سياسة الوسيط

واكد الحكيم ضرور ان يتخذ العراق "مواقف مسؤولة تجنبه الكارثة وان ينتقل من سياسة الوسط الى سياسة الوسيط الذي يسعى لتخفيف حدة الصراع" .. داعيا الحكومة العراقية الى تقديم مبادرة وساطة بين الطرفين لمعالجة الازمة المتصاعدة هذه الايام .
واوضح ان "العراق يعيش اليوم إنفتاحا وتقاربا دوليا لم يشهده منذ العقود الماضية وهي فرصة ذهبية التي يجب استثمارها حيدا وان يكون بحجم تلك الفرصة التاريخية والاستفادة منها لتثبيت استرار واستقراره واعادة مناطقه المحررة الى مصافي التطور والإزدهار الاقتصادي .

وحذر الحكيم من عودة الارهاب الى تلك المناطق من جديد منوها الى ان العمليات الارهابية الاخيرة التي شهدتها مناطق عراقية واخرها الاربعاء الماضي بمدينة الصدر في العاصمة بغداد تدق ناقوس الخطر بشكل واضح ويجب ان لا يسمح ان يتحول موضوع داعش واخواتها الى ورقة ضغط اقليمي او دولي .. مؤكدا بالقول "امن العراق خط أحمر ولن نسمح بعودة الظلام من جديد الى بغداد وباقي المدن الآمنة وعلينا ان نعزز انصرنا العسكري الى خدمي وثقافي".

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي قد بحث أمس مع سفراء بريطانيا والمانيا وفرنسا في بغداد تطورات الاوضاع في المنطقة في ظل التوتر الحالي بين الولايات المتحدة وأيران. واكد ان العراق يحرص على اقامة علاقات تعاون مع جميع جيرانه ومحيطه العربي والاقليمي والدولي بما في ذلك الولايات المتحدة وايران . وقال ان العراق يؤمن بالحوار والتفاهم لحل جميع المشاكل مع دول الجوار وتغليب المشتركات على الخلافات وعدم الدخول ضمن اي محور اضافة الى موقف العراق المعلن من كونه ليس ضمن منظومة العقوبات الاميركية على ايران.

يشار الى ان العراق يتخوف من ان تصبح اراضيه مسرحا لحرب اميركية ايرانية خاصة مع وجود فصائل شيعية مسلحة موالية لايران تهدد بأستمرار باستهداف القوات الاميركية في البلاد التي يزيد عددها على الستة الاف عسكري .
وكان وزير الخارجية الاميركي بومبيو قد أبلغ الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبدالمهدي خلال زيارته الخاطفة لبغداد الاثنين الماضي بأن بلاده لن تتردد في حماية أمن بعثتها وجنودها في العراق كما قدم لهما تصورا معززا بالأدلة عن خطط إيرانية يمكن تطبيقها في أي لحظة لتصعيد التوتر في المنطقة وان مجموعات عراقية مسلحة على صلة بإيران تخطط لتنفيذ عملية عسكرية ضد مجمع يضم قوات أميركية شمال بغداد وآخر غربها".&
وعقب انتهاء مباحثاته مع صالح وعبدالمهدي أبلغ بومبيو الصحافيين الذين يرافقونه في طائرته، بأنه بحث معهما "أهميّة أن يضمن العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأميركيين على اراضيه"..مشيراً إلى أنّ المسؤولين العراقيين "أظهروا أنّهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم". &