بيروت: قُتل 42 مقاتلا على الأقل في غضون 24 ساعة في اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل جهادية أبرزها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في شمال غرب سوريا، بحسب ما أفاد الإثنين المرصد السوري لحقوق الانسان، وقد أدى القصف في المنطقة إلى تدمير مركز للدفاع المدني.

وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل جهادية أخرى على محافظة إدلب وأرياف حلب الغربي وحماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي. وتتعرض المنطقة منذ نهاية الشهر الماضي لقصف سوري وروسي كثيف، رغم أن المنطقة مشمولة باتفاق روسي-تركي تم التوصل إليه العام الماضي.

وأفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين قوات النظام من جهة وهيئة تحرير الشام وفصائل جهادية من جهة ثانية، في منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، لا تزال مستمرة منذ الأحد وتتزامن مع "غارات روسية وقصف متواصل بعشرات القذائف والصواريخ من قوات النظام".

وتسبّبت المعارك والقصف خلال 24 ساعة بمقتل 16 عنصراً على الأقل من قوات النظام، مقابل 19 قتيلاً من الفصائل الجهادية، بحسب المرصد.&

وتتعرض مناطق في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي لقصف جوي وبري كثيف الإثنين. وأفاد المرصد عن غارتين روسيتين استهدفتا مركزاً للدفاع المدني في بلدة كفرنبل، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة.

وقال المسؤول عن الدفاع المدني في منطقة معرة النعمان عبادة ذكرى لوكالة فرانس برس "تمّ استهداف المركز بصاروخين شديدي الانفجار بشكل مباشر، ما تسبب بدمار هائل فيه وخروج آليات عدة من الخدمة".

وأوضح أن طاقم العمل كان قد خرج من المركز قبل عشر دقائق من استهدافه في طريقه إلى بلدة مجاورة تعرضت للقصف.

وأفاد مراسل فرانس برس بأن سقف المركز انهار فوق جرافة وسيارات أخرى وغطى الركام المكان.

ومساء الاثنين، شنّ مقاتلو هيئة تحرير الشام مع فصائل جهادية أخرى هجوما مضادا بالمدفعية والصواريخ على قوات النظام في شمال المحافظة تضمن مواجهات عنيفة على الارض.&

وتسببت قذائف أطلقتها الفصائل على مدينة السقلبية ذات الغالبية المسيحية في ريف حماة الشمالي الإثنين بمقتل مدني وإصابة خمسة آخرين بجروح، بحسب المرصد.&

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية الحصيلة ذاتها.&

وتمكنت قوات النظام من التقدم في ريف حماة الشمالي حيث سيطرت على قرى وبلدات عدة أبرزها كفرنبودة. ولم تعلن دمشق رسمياً بدء هجوم واسع لطالما لوحت بشنه على إدلب ومحيطها، لكن الاعلام الرسمي يواكب يومياً تقدم قوات النظام.

وتخضع المنطقة لاتفاق روسي تركي تم التوصل اليه في أيلول/سبتمبر الماضي، نص على إقامة منطقة "منزوعة السلاح" تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. إلا أنه لم يتم استكمال تنفيذه بعد.

ونجح الاتفاق في ارساء هدوء نسبي الى حين تصعيد قوات النظام ثم حليفتها روسيا قصفها بدءاً من شباط/فبراير.&

ودفع تكثيف دمشق وموسكو وتيرة قصفهما منذ نهاية الشهر الماضي عشرات آلاف المدنيين الى النزوح من المناطق المستهدفة.

ومنذ نيسان/ابريل الماضي قُتل 119 مدنيا في المعارك بحسب المرصد.

والإثنين قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 18 منشأة صحية أصبحت خارج الخدمة في أقل من ثلاثة أسابيع، وقد تعرّضت اثنتان منها للقصف مرّتين.

وقال المتحدّث باسم المكتب ديفيد سوانسون إن "الهجمات على المنشآت الصحية في شمال غرب سوريا تستمر في حصد أرواح المدنيين".

وأضاف أن "أعمال العنف هذه مقيتة. المستشفيات هي ملاذ آمن ومحايد ويجب أن تبقى كذلك".

والسبت علّقت منظمات إغاثية عدة، بينها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطتها في مناطق التصعيد في محافظة إدلب.

ودعا القائد العام لهيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في مقابلة مصورة نُشرت الأحد، "أي قادر على حمل السلاح.. إلى أن يتوجه الى ساحة المعركة"، معتبراً أن حملة القصف الأخيرة "أعلنت وفاة كل الاتفاقيات والمؤتمرات السابقة وأظهرت أن "الاعتماد.. على القوة العسكرية فقط".

والإثنين دعت بريطانيا وألمانيا وفرنسا في بيان مشترك إلى "وقف التصعيد العسكري" في محافظة إدلب.

ورأت لندن وبرلين وباريس أن "هجوم" النظام السوري لا يهدف إلى "مكافحة الإرهاب" بل إلى استعادة هذه المنطقة التي تعد ثلاثة ملايين نسمة بأساليب "لا ترحم".

وتسببت الحرب السورية منذ اندلاعها قبل ثماني سنوات بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، بينهم ما يزيد عن 112 ألف مدني، بحسب المرصد.