قال رئيس الوزراء العراقي إن بلاده والكويت هما الآن في مرحلة تصفير المشاكل، فيما أشار أمير الكويت إلى أن بلاده والعراق هما ضحايا نظام ألحَقَ الأذى بهما وبشعبيهما، مشددًا على ضرورة مواصلتهما جهود البناء والإعمار وتجاوز مخلفات الماضي.

إيلاف: بحث رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في الكويت مساء الأربعاء مع أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في أجواء، قال مكتبه الإعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف"، سادتها الودية والصراحة والتفاهم، بحثا تعزيز العلاقات والتعاون المشترك بين الشعبين والبلدين الجارين وتطورات الأوضاع في المنطقة ومختلف القضايا التي تهمّ البلدين.&

قال عبد المهدي "إننا في مرحلة تصفير المشاكل بين العراق والكويت، وقطعنا شوطًا كبيرًا، وتجاوزنا الكثير من المسائل العالقة، ونضع يدًا بيد لبناء مستقبل أفضل وعلاقات تكامل، ولدينا الكثير من المشتركات والفرص، وخاصة في مجالات البناء والإعمار والخدمات، وإن الوفود واللجان المشتركة قطعت شوطًا مهمًا في بحث ملفات التعاون في جميع المجالات، ونتطلع إلى المزيد".&
وأشار إلى أن "الحكومة العراقية تعمل بجد لخدمة شعبها وتطوير الاقتصاد بالتعاون مع أشقائنا وجيراننا، وإبعاد الخطر عن شعوبنا وبلداننا، ونزع فتيل الأزمات"، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي إثر عودته من الكويت في وقت متأخر الليلة الماضية بعد زيارة استغرقت حوالى 8 ساعات.

أضاف "نشكر الكويت على استضافتها مؤتمر المانحين لإعمار العراق، ونحن نسعى إلى تجاوز إرث الماضي وإزالة جميع العقبات وإلى أن نبدأ بداية مثمرة في علاقاتنا الثنائية في ظل توجهات العراق وانفتاحه واستقراره وما يشهده من توقيع اتفاقات ومشاريع عملاقة مع مختلف دول الجوار والدول الصديقة".

عبد المهدي ملتقيًا أمير الكويت

وحذر المسؤول العراقي من "أن الوضع في المنطقة حسّاس وخطير ونخشى من انزلاقها إلى حرب مدمّرة، وعلينا التعاون وتشجيع جهود الاستقرار ونزع فتيل الحرب".. مشيرًا إلى تطابق وجهات النظر الأوروبية مع العراق حول الأزمة بين إيران وأميركا.&

وشدد عبد المهدي على أن العراق "لن يدخل في سياسة المحاور والاصطفافات والإدانات والاتهامات، ونرجو أن تخرج المؤتمرات العربية والإسلامية المقبلة بخطاب تهدئة يخدم استقرار المنطقة التي عانت من ويلات الحروب والدمار".&

الصباح: مستعدون للمساهمة في إعمار مختلف المحافظات العراقية&
من جانبه خاطب الشيخ الصباح عبد المهدي قائلًا "أرحّب بزيارتكم باسمي ونيابة عن شعب وحكومة الكويت، وإن لقاءنا هذا بشرى خير وبادرة تعاون، ونحن سعداء بتوجهاتكم وسياسة الانفتاح على محيط العراق العربي والدولي، ونحن والعراق ضحايا نظام ألحَقَ الأذى بالشعبين والبلدين، ويجب أن نواصل معًا جهود البناء والإعمار وتجاوز مخلفات الماضي".

وأعرب أمير الكويت عن تقديره لسياسة رئيس الوزراء العراقي في إقامة علاقات مع الجميع ولما يشهده العراق من تطور واستقرار بفضل هذه السياسة".. مؤكدًا استعداد الكويت للمساهمة في جهود الإعمار في مختلف المحافظات العراقية".

أضاف أن الحرب ليست أمرًا سهلًا وتلحق ضررًا بالجميع، لو وقعت، ونأمل نجاح جهود الوساطة التي يقوم بها العديد من الدول وأن تفلح في تحقيق السلام والاستقرار لمصلحة الجميع.&

وعبّر أمير الكويت عن تفاؤله بالمباحثات واللقاءات الجارية بين الوزراء والمسؤولين من أعضاء الوفدين، وأن تسفر عن تعاون أكبر لخدمة مصلحة الشعبين العراقي والكويتي.&

.. ومباحثات مع رئيس مجلس&الأمة
خلال اجتماعه مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم وعدد من البرلمانيين الكويتيين، فقد أكد عبدالمهدي أن العلاقات بين العراق والكويت شهدت تطورًا نوعيًا "وانتقلنا من مرحلة المخاوف والأطماع إلى مرحلة الثقة والتعاون في جميع المجالات".&

أضاف إن "العلاقات الطيبة التي نقيمها مع جميع دول الجوار تنعكس على وضعنا الداخلي بشكل إيجابي، وتؤدي إلى تصالح بين أبناء شعبنا المتنوع الأطياف، والعكس صحيح أيضًا، لأن محيطنا متنوع هو الآخر".

وقال "إن ما يجمعنا مع الكويت هو المشتركات الكبيرة والأهمية التاريخية والحضارية والجغرافيا وما نمتلكه معًا من موارد طبيعية وبشرية، وإن هذه العلاقات والثروات لا تدمّرها إلا المغامرات والسياسات الخاطئة والعدوانية التي دمّرت البلدين، وضيّعت ثرواتهما، وتجاوزنا معظمها، ولم يتبق إلا القليل".

وأكد عبد المهدي على ضرورة حل جميع المسائل العالقة بين البلدين بروح التعاون والتفاهم التي تشهدها العلاقات الأخوية، ومنها قضايا المياه الإقليمية والموانئ، وأن يؤدي البرلمانان في البلدين دورهما المنشود في تغليب المصالح العليا للبلدين وتعميق العلاقات بينهما وإزالة العقبات والمضي بالمشاريع التي تخدم الشعبين وتحقق الأمن والاستقرار والازدهار.

من جهته قال الغانم إن مجلس الأمة الكويتي بكامل أطيافه وتوجهاته مع عراق قوي مستقر ومزدهر، ونريد علاقات متميزة "ونتطلع إلى زيادة التعاون بين البلدين اللذين تجاوزا الماضي، وتفعيل الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية والتجارية". وأعرب عن ارتياحه لما يشهده العراق من تطور واستقرار وانفتاح في علاقاته مع دول الجوار.. مؤكدًا دعم الحكومة العراقية في سياستها وتوجهاتها وسعيها إلى خدمة العراق واستعادة دوره الحقيقي والبنّاء في المنطقة.

رافق عبد المهدي في زيارته القصيرة هذه للكويت وفد ضم نائبيه وزيري النفط ثامر الغضبان والمالية فؤاد حسين وكذلك وزير الخارجية محمد علي الحكيم، إضافة إلى وزراء التخطيط والتجارة والثقافة والنقل وعضو مجلس النواب رئيس لجنة الصداقة العراقية الخليجية ورئيسي هيئة الاستثمار والمنافذ الحدودية وعدد&من النواب ووكلاء الوزارات والمسؤولين الأمنيين والمستشارين.&

قبيل مغادرته بغداد إلى الكويت، قال عبد المهدي خلال مؤتمر صحافي تابعته "إيلاف" إن بين العراق والكويت الكثير من الأمور المشتركة، وإن الطرفين&يريدان دفع الأمور باتجاه التهدئة، ولعب دور إقليمي إيجابي، وكل طرف له ثقله مع الأطراف المختلفة، والكويت لعبت دور الحكيم في الخلافات الدائرة في المنطقة، وسنبحث مع الكويت كيفية التوصل إلى لعب دور إيجابي وخلق رؤية مشتركة في هذا الشأن.

أضاف أن العلاقات مع الكويت الآن تبنى وتنتج، وقلّ فيها جانب الخلافات، وازداد جانب المشتركات. وجاءت زيارة عبد المهدي إلى الكويت، وهي الأولى منذ تسلمه منصبه الحالي في أكتوبر من العام الماضي، في ظل تصاعد التوتر الحالي المحتدم بين الولايات المتحدة وإيران.
& & &&
&