بحثت قوى سياسية عراقية اليوم خطة طوارئ لتجنب تداعيات تفجير التصعيد الحالي بين ايران والولايات المتحدة .. فيما نظم الالاف من أنصار الصدر تظاهرات ليلية للمطالبة بالنأي بالعراق عن هذا الصراع. &

وفي جلسة حوارية ضمت ممثلين لعدد من القوى السياسية العراقية نظمها في بغداد الجمعة المجلس المركزي للمنبر العراقي فقد تم بحث تطورات التصعيد الحالي بين ايران والولايات المتحدة وتداعياته وكيفية مواجهة الأزمة الراهنة في المنطقة.

وترأس الجلسة اياد علاوي نائب الئريس العراقي سابقا رئيس المنبر العراقي حيث عرض على القوى السياسية "خطة طوارئ" أعدها لهذا الغرض ترتكز على امن وسلامة العراق وتُفصّل في الجوانب المالية والاقتصادية والامن الغذائي بالاضافة الى الجانب الاعلامي &حيث اجمع المشاركون على ضرورة تبنيها من قبل الحكومة .

وبعد نقاش وحوار مستفيض خرجت الجلسة الحوارية بمجموعة توصيات تضمنت تشكيل لجنة حكماء من قادة القوى السياسية للاشراف على خطة الطوارئ والتنسيق مع السلطة التنفيذية .. والدعوة لعقد مؤتمر عام يضم الكتل السياسية للخروج بموقف موحد يضمن ابعاد العراق عن ساحة المعركة يدعو للتهدئة ووأد الفتنة ويضع الجميع امام مسؤولياتهم التاريخية، والتأكيد على ضرورة ضبط النفس وتوحيد الخطاب السياسي والاعلامي حول حيادية العراق كدولة ازاء مايدور بين إيران والولايات المتحدة.

&وقد تقرر تشكيل وفد من ممثلي القوى السياسية لشرح ضرورة تبني خطة الطوارئ الى الحكومة والقوى السياسية.

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي قد اكد خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي الثلاثاء الماضي ان حكومته تسعى من خلال خطط ستراتيجية مناسبة للتعامل مع الاوضاع الحالية والمستقبلية "من خلال ملء مخازننا من المشتقات النفطية والامور الاخرى لان العراق ليس مخيرا في مسألة النأي بالنفس ولن نسمح بان تكون ارض العراق ساحة حرب او منطلقا لها ضد اي دولة ونعمل مع اطراف عربية ودولية لتهدئة الأوضاع ".

واشارالى ان حكومته وضعت بدائل استراتيجية في حال اغلاق مضيق هرمز.. مؤكداً ان "تعدد منافذ تصدير النفط مشروع استراتيحي ولدينا عمل بهذا الشأن". وشدد على عدم السماح بأن تكون الاراضي العراقية منطلقا للعدوان على اي بلد أخر فهو يشكل ملتقى استثنائياً للولايات المتحدة وإيران المتحالفتين مع بغداد.

وكان الجيش الأميركي اكد الاسبوع الماضي وجود مخاوف من قوات تدعمها إيران في المنطقة. وقال الكابتن بيل أوربان وهو متحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي إن البعثة الأميركية "في حالة تأهب قصوى الآن ونواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأميركية في العراق".
&
الالاف من انصار الصدر يتظاهرون للنأي بالعراق عن ألازمة &

نظم الالاف من انصار الزعيم الشيعي العراقي تظاهرات ليل الجمعة وسط بغداد ومراكز المحافظات الوسطى والجنوبية مطالبين بأجراءات ومواقف تنأى ببلدهم عن تداعيات الصراع الأميركي الإيراني.

ووسط اجراءات امنية مشددة وسط العاصمة بغداد ومراكز المحافظات الاخرى فقد تظاهر الالاف من العراقيين بمشاركة شخصيات سياسية من التيارين المدني والصدري واخرى دينية واجتماعية استجابة لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رافعين الاعلام العراقية ومرددين هتافات تؤكد على وحدة وأمن العراق.

وشدد المتظاهرون في هتافاتهم على ابعاد العراق عن اي حرب قد تقع في المنطقة واتخاذ اجراءات تكفل ابعاده عن تداعيات اي صراع يتفجر في المنطقة. وطالبوا الحكومة باتخاذ الاحتياطات اللازمة لكل ما قد يعرض امن واقتصاد البلد الى الخطر واكدوا ضرورة الابتعاد عن سياسة المحاور في التعامل مع طرفي النزاع الولايات المتحدة وايران.

ودعا الصدر المشاركين في التظاهرات لدعم تجنيب البلاد "ويلات الحرب المرتقبة" والهتاف لوحده للعراق وتقبيل ارضه بصورة موحدة لترمز إلى عشق الوطن.

وحمل المتظاهرون رفع العلم العراقي والورود والازهار البيضاء التي ترمز للسلام وكذلك اغصان الزيتون ولبس الزي العراقي واطلاق حمائم بيضاء واطلاق بالونات عليها العلم العراقي وهشتاكات باللغات الثلاثة العربية والانكليزية والفارسية لعلها تصل الى سفاراتي واشنطن وطهران .

وكان الصدر حذر الاثنين الماضي من ان الحرب بين ايران واميركا ستكون نهاية للعراق &مؤكداً ان أي طرف يزج العراق في الحرب ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدواً للشعب العراقي .. وقال "نحن بحاجة الى وقفة جادة مع كبار القوم لابعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس التي ستاكل الأخضر واليابس فتجعله ركاماً".

واوضح أن "التظاهرات تأتي دعما لأمن العراق وسلمه وإبعادا له عن الصراعات الإقليمية والدولية، ولتجنيبه ويلات الحرب المرتقبة في المنطقة، والتي يجب ألا يكون العراق فيها طرفا ولدفع الحكومة بل الجميع بهذا الاتجاه".

وشدد على أن العراق وشعبه لا يتحمل حربا مؤكدا الحاجة إلى السلام والإعمار وأن أي طرف يزج العراق بالحرب ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدوا للشعب العراقي.

وتصاعدت مؤخرا لهجة التهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران بعد رفع العقوبات الأميركية إلى مستوى استهداف "تصفير صادرات النفط الإيراني" وهو ما ردت عليه طهران بإعلان تعليق التزامها ببعض بنود الاتفاق النووي مع القوى الغربية.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادرها أن واشنطن تلقت معلومات حول تخطيط إيران لاستهداف مصالح واشنطن في العراق وسوريا واليمن إضافة إلى تهديدات محتملة أخرى لمصالح أمريكية في منطقة الخليج، تمثل في هجمات باستخدام طائرات مسيرة. وأكدت المصادر أن معظم تلك التهديدات سيتم تنفيذها ضد المصالح الأميركية بواسطة جماعات مسلحة موالية لطهران في تلك البلدان.