قال وزير خارجية المعارضة الإيرانية محمد محدثين إن النظام الإيراني المتخوف من قمتي مكة المكرمة العربية والخليجية بدأ يستخدم التسول والخداع تكتيكين مكشوفين لمنع اتخاذ الدول العربية سياسات حاسمة ضده ولتأجيل موعد الإطاحة به داعيًا إلى طرده من الأمم المتحدة وإخراج قواته وميليشياته من سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفغانستان.&
&
إيلاف: أشار رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين إلى أن "التسول والخداع" تكتيكان مكشوفان لنظام طهران يلجأ إليهما، كلما واجه مأزقًا مستعصيًا، والآن، وبعد تضييق خناق العقوبات عليه وانتهاء فترة المحاباة الغربية، عاد مرة أخرى إلى استخدام هذا التكتيك، حين أرسل علي خامنئي "المرشد الاعلى" وحسن روحاني "الرئيس الإيراني" محمد جواد ظريف وزير الخارجية ومساعد الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي وغيرهما من مسؤوليه إلى اليابان وباكستان والعراق والكويت وقطر وعمان، في محاولة لإطلاق وعود ومواقف كاذبة، تمنع استمرار السياسة الحاسمة والعقوبات الشاملة والتقليل من الضغط المتزايد الذي جعل النظام عاجزًا ومشلولًا.&

مخاوف من قمتي مكة
أضاف أن هناك ثلاثة عوامل أساسية داخليًا وخارجيًا تدفع بالنظام إلى شفا الهاوية، فيما سبب الإعلان عن انعقاد القمتين العربية والخليجية في مكة المكرمة في 30 مايو الحالي في هلع واستعجال النظام الإيراني والإسراع في استخدام تكتيكي&"التسول والخداع".. منوهًا بأنه بهذه المناورات المكشوفة يريد منع اتخاذ الدول العربية سياسة حاسمة ضده.&

تأثيرات قاسية للعقوبات
وأوضح محدثين في تصريح صحافي لـ "إيلاف" الثلاثاء أن العامل الأول في هذا المجال هو أن العقوبات على إيران قد بدأت تترك تأثيرها، ومنها إلغاء إعفاءات أميركا لشراء النفط من النظام ووضع عقوبات جديدة، ما جعل النظام يختنق، حيث إنه في هذا المجال قال روحاني في 25 مايو الحالي إن "سفينة شحن إيرانية لم تتمكن من الرسو على أحد موانئ إحدى البلدان لمدة 10 أيام، وتفريغ شحناتها، فهذا أمر لم يسبق له مثيل في التاريخ الإيراني، حيث ظلت وزارة الخارجية الأميركية على اتصال دائم مع تلك الدولة الصغيرة، وهذا أمر غير مسبوق على مدار الأربعين عامًا الماضية، وإن ناقلة نفط إيرانية لإيصال النفط ترصدها الأقمار الصناعية باستمرار وتراقبها، فهذا أمر استثنائي على مدار الأربعين عامًا الماضية".

تدخلات نظام طهران لن تبقى من دون رد
وبيّن أن العامل الثاني هو أن وجود القوات العسكرية الأميركية في المنطقة قد أدخل الرعب في قلوب رموز النظام الذين بدأوا يدركون أن تدخلاته وممارساته لإشعال الحروب في المنطقة لن تبقى من دون رد، فهذا النظام وخلال العقود الثلاثة الماضية (من أزمة الكويت في عام 2011)، لم يدفع أي ثمن بسبب تطاولاته على دول المنطقة، وهو كان الرابح الرئيس في الحروب الرئيسة الثلاث في الأعوام 1991 و2001 و2003. فبعد حرب عام 2003 حين فتحت الولايات المتحدة أبواب العراق مشرعة للنظام الإيراني الذي احتل هذا البلد عمليًا من دون أقل تكلفة، ليجعله نقطة انطلاق لتطاولاته في سوريا وبلدان أخرى، ولذلك فإن النظام يخشى الآن بشدة من نهاية حقبة أتاحت له الفرصة للحصول مجانًا على كل شيء.&

بالنسبة إلى العامل الثالث، نوه محدثين بأن المشاركة الفعالة لمنظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة المعارضين داخل إيران وخارجها، وتوسيع أنشطة معاقل الانتفاضة في مدن مختلفة من البلاد، والإقبال الواسع النطاق للمواطنين على إعلان رفضهم للنظام، قد جعلت أفق الإطاحة بالنظام تدخل&منحى خطيرًا تجاهه، لكن حملات الاعتقالات الواسعة وإصدار أحكام الإعدام ضد السجناء السياسيين والترهيب والتهديد لم تستطع كلها إيقاف الوتيرة المتزايدة &للاحتجاجات والانتفاضات الشعبية.&

موقف مؤتمري مكة الحاسم
وأشار إلى أن الموقف الحاسم لمؤتمري مكة المكرمة بشأن نظام ولاية الفقيه في إيران من شأنه أن يكون "ردًا حاسمًا على هذه المناورات السخيفة للنظام الإيراني، ولذلك لا يجوز أن يُسمح للنظام بشراء متنفس له بهذه المناورات، فيؤجل إسقاطه، ويحصل مرة أخرى على فرصة لنشر الحروب وتصدير الإرهاب إلى بلدان المنطقة".

إجراءات حاسمة
وشدد وزير خارجية المعارضة الإيرانية على أنه في أعقاب إدراج قوات الحرس الثوري على لائحة الإرهاب فإنه من الملحّ الآن اتخاذ إجراءات حاسمة "تقضي بالاعتراف بحق الشعب الإيراني ومقاومته في الإطاحة بنظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران وتحقيق الحرية".. ووضع "وزارة المخابرات الإيرانية وغيرها من أجهزة القمع وتصدير الإرهاب والتطرف على قوائم الإرهاب".

كما أكد على ضرورة "طرد مرتزقة المخابرات وقوة القدس الإرهابية وقطع العلاقة مع نظام طهران.. إضافة إلى إحالة ملف انتهاكات حقوق الإنسان ومجزرة السجناء السياسيين في عام 1988 على مجلس الأمن الدولي وإحالة رموز النظام المشاركين فيها على محكمة دولية وإرسال وفود دولية لزيارة السجون للإطلاع على أوضاع السجناء المزرية.. وكذلك "طرد نظام الملالي غير الشرعي من الأمم المتحدة والاعتراف بتمثيل المقاومة العادلة للشعب الإيراني".. وإخراج "نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران وقواته من سوريا والعراق واليمن ولبنان وأفغانستان".

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد دعا في الثامن عشر من الشهر الحالي إلى عقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن "الدعوتين تأتيان حرصًا من الملك سلمان على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي ظل الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين في المملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية".