مكة المكرمة: تستضيف مكّة مساء الجمعة القمة الـ14 لمنظّمة التعاون الإسلامي التي تضمّ 57 دولة. ويتزامن انعقاد القمة الإسلامية الرابعة عشرة في مكة مع قرب احتفال منظمة التعاون الإسلامي بذكرى مرور نصف قرن على تأسيسها.

وتتخذ القمة شعار "يداً بيد نحو المستقبل"، في حين ترفع المنظمة الـ50 عاماً شعاراً حيّاً لها يشير إلى مسيرة التضامن الإسلامي والعمل المشترك بين دولها الأعضاء في المنظمة، التي تُعد ثاني أكبر منظمة حكومية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها 57 دولة موزعة على أربع قارات، وتمثل الدول نفسها في المنظمة من خلال ثلاث مجموعات العربية، والآسيوية والإفريقية، كما تُمثل المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لحماية مصالحه والتعبير عنه، دعماً للسلم والانسجام الدوليين، وتعزيزاً للعلاقات بين مختلف شعوب العالم.

وانعقدت ليل الخميس الجمعة قمّة طارئة لدول مجلس التعاون الخليجي في مكة، تلتها قمة طارئة لدول الجامعة العربيّة، بناء على دعوة من الرياض.

وندّد قادة الدول العربية في البيان الختامي الذي صدر بعد اجتماعهم فجر اليوم بـ "سلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة" الذي "يهدد الأمن والاستقرار في الإقليم تهديداً مباشراً وخطيراً"، وبتدّخل إيران في الشؤون الداخلية للدول، بحسب ما جاء في البيان.

وأكدوا على "تضامن وتكاتف الدول العربية في وجه التدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية"، مطالبين "المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والوقوف بكل حزم وقوة ضد أي محاولات إيرانية لتهديد أمن الطاقة وحرية وسلامة المنشآت البحرية في الخليج العربي والممرات المائية الأخرى".

ودانوا "الأعمال التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران من العبور بالطائرات المسيرة على محطتين لضخ النفط داخل المملكة العربية السعودية وما قامت به من أعمال تخريبية طالت السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة".

وتأتي هذه القمم في خضم توترات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وعلى خلفية "عمليات تخريب" تعرضت لها سفن قبالة سواحل الإمارات في 12 مايو، وضربات نفذها المتمردون الحوثيون اليمنيون بطائرات مسيرة على منشآت نفطية سعودية في 14 مايو.

وكانت واشنطن أرسلت تعزيزات عسكرية الى الخليج، لمواجهة "التهديدات الإيرانية".

وتدهورت العلاقات بين واشنطن وطهران بسرعة منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني الذي كان بدأ يفك العزلة الدولية عن إيران مقابل وقف أنشطتها النووية. لكن واشنطن عادت وفرضت عقوبات مشددة على طهران، وأدرجت الحرس الثوري الإيراني على لائحتها للمنظمات الإرهابية. بينما أعلنت إيران تعليق تنفيذ بعض تعهداتها في الاتفاق النووي.

تأييد الاستراتيجية الأميركية ضد إيران

وأعلنت القمة الخليجية التي شاركت فيها قطر تأييدها "للاستراتيجية الأميركية تجاه إيران". وأكدت على "تعزيز التعاون الخليجي الأميركي المشترك في إطار الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية".

كما شدد المجتمعون على ضرورة أن توقف إيران "دعم وتمويل وتسليح المليشيات والتنظيمات الإرهابية"، ودعوا "النظام الإيراني إلى التحلي بالحكمة والابتعاد عن الأعمال العدائية وزعزعة الأمن والاستقرار".&

وطالبوا "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالمحافظة على الأمن والسلم الدوليين وأن يقوم باتخاذ إجراءات حازمة تجاه النظام الإيراني، وخطوات أكثر فاعلية وجدية لمنع حصول إيران على قدرات نووية، ووضع قيود أكثر صرامة على برنامج إيران للصواريخ البالستية".

وتتهم السعودية وحلفاؤها، لا سيما الإمارات العربية ومصر والبحرين، إيران بتدريب وتمويل مجموعات مسلحة في اليمن (الحوثيون) والبحرين، والعراق، ولبنان وسوريا (حزب الله).&

وكان الملك سلمان طالب&أمام القمة العربية&"المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانيّة (...) من تهديدٍ للأمن والسلم الدوليّين، واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام، والحدّ من نزعته التوسّعية".
&