القاهرة: طالبت وزارة الخارجية المصرية الاثنين الأطراف السودانية باستئناف الحوار بشأن الفترة الانتقالية، بعد ساعات من محاولة فض اعتصام أمام مقر الجيش في الخرطوم.

وقالت في بيان "تؤكد مصر على أهمية التزام كافة الأطراف السودانية بالهدوء وضبط النفس والعودة إلى مائدة المفاوضات والحوار بهدف تحقيق تطلعات الشعب السوداني".

وصباح الاثنين، قُتل تسعة أشخاص خلال محاولة القوات السودانية فض الاعتصام قرب مقر القيادة العامة للجيش السوداني، بحسب ما افادت لجنة أطباء السودان المركزية.

وقالت اللجنة المرتبطة بحركة الاحتجاج، في بيان "ارتفعت محصلة شهداء مجزرة اليوم إلى تسعة بارتقاء اربعة شهداء جدد"، مضيفة أن عدد القتلى "في تزايد بصورة مهولة يصعب حصرها آنياً".

وبدأ الاعتصام قرب مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم في السادس من أبريل حتى دفع الجيش للاطاحة بالرئيس عمر البشير بعد خمسة أيام.

وشكل الجيش مجلسا عسكريا انتقاليا يحكم منذ ذلك الوقت. لكنّ المتظاهرين واصلوا تحركهم واعتصامهم مطالبين بنقل السلطة الى المدنيين.

وعلّقت المفاوضات بين المجلس العسكري والمتظاهرين في 21 مايو بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول تشكيلة ورئاسة مجلس سيادة قرروا تأسيسه على أن يتألف من عسكريين ومدنيين، ويتولى قيادة الفترة الانتقالية في السودان.

وقال تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير" في بيانات متتالية إن المجلس العسكري "غدر فجر اليوم (الإثنين) بالآلاف من المعتصمات والمعتصمين من أبناء وبنات شعبنا الثوار بمحيط القيادة العامة للجيش، مطلقاً الرصاص بسخاء حقود".

وتحدث عن "محاولة لفض الاعتصام بالقوة من قبل المجلس العسكري"، واصفا ما "يتعرض له الثوار المعتصمون" بـ "مجزرة دموية".

إلا أن المجلس العسكري نفى الاثنين أن يكون أقدم على فض الاعتصام في الخرطوم "بالقوة".

وقال المتحدث باسم المجلس الفريق شمس الدين كباشي "إن القوات السودانية لم تفض الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالقوة"، مضيفا أنها "استهدفت منطقة مجاورة له باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين" وتحولت الى "بؤرة للفساد والممارسات السلبية التي تتنافى وسلوك المجتمع السوداني".&

وكان المجلس العسكري قال سابقا إن الحوادث التي تجري على هامش الاعتصام تهدد "تماسك الدولة وأمنها الوطني"، ووعد بالتحرّك "بحزم" إزاء هذا الوضع بعد مقتل عدد من الأشخاص في المناطق المحيطة بمكان التجمع.

وقتل عدد من الأشخاص خلال الأيام الأخيرة في ظروف لم تتضح في مناطق قريبة من موقع الاعتصام.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم تعليقات منددة بهجوم القوى العسكرية تحت هاشتاغ "مجزرة_القيادة_العامة"، و"يسقط_المجلس_العسكري".

وأتى التصعيد في المشهد السوداني بعد قرابة أسبوع من الجولة الخارجية الأولى لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان منذ توليه منصبه وقد زار فيها مصر والامارات والسعودية واثيوبيا.