لا تزال اتفاقية التعاون العسكري اللبناني - الروسي معلّقة منذ سنتين مع وضع رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري هذه الإتفاقية على جدول أعمال الحكومة، وقد علم أن وزير الدفاع إلياس بوصعب سيزور موسكو في نهاية الشهر الحالي، فهل يحمل معه التفويض على توقيع الاتفاقية؟.

إيلاف من بيروت: يؤكد الوزير والنائب السابق بشارة مرهج لـ"إيلاف" أنه في الأساس تبقى العلاقات اللبنانية الروسية وثيقة، وهذه الإتفاقية لا تشكل تغييرًا نوعيًا في العلاقة بين البلدين، بل تشكل إمتدادًا لها، لأن من حق لبنان أن يستفيد من الإمكانات الروسية وخبراتها، كما يستفيد أيضًا من إمكانات دول أخرى وخبراتها كالولايات المتحدة الأميركية.

الإستفادة
عن كيفية إستفادة لبنان أمنيًا وسياسيًا وإقتصاديًا جراء هذه الإتفاقية العسكرية بين روسيا ولبنان، يؤكد مرهج أن تلك الإتفاقية تعزز إمكانات لبنان في وجه محاولات الإعتداء عليه، خصوصًا من قبل المجموعات "الإرهابية"، حيث تتكفل روسيا بدعم لبنان في محاربته للإرهاب في المنطقة، وهذا يؤدي إلى تقاطع في المصالح، لا بد أن ينعكس أمنًا واستقرارًا في المنطقة.

أميركا
ماذا عن الولايات المتحدة الأميركية، هل ستبقى صامتة جراء مساعدة روسيا للبنان عسكريًا، وهل يشكل الأمر تهديدًا لمصالحها الخاصة في لبنان؟. يجيب مرهج أن واشنطن ستمتعض من هذا التطور، ولكن في الأساس عندما تساعد لبنان، فهي محكومة بالعلاقة الأميركية الإسرائيلية التي تحدد تلك المساعدات، وتجعلها تحت السقف الذي&يحتاجه &لبنان في هذه المرحلة للدفاع عن نفسه سواء في وجه التهديدات الإسرائيلية أو "الإرهابية".

الجيش اللبناني
عن مدى مساهمة هذه الإتفاقية في تدعيم الجيش اللبناني ضد "الإرهاب"، يشير مرهج إلى أن هذه الاتفاقية تساعد الجيش اللبناني على تحصين أوضاعه وتطويرها في مواجهة "الإرهاب"، لأن الإمكانات الروسية تتعدى الدعم العسكري إلى المشاركة في المعلومات، وهو أمر مهم جدًا في ما يتعلق بما يهدد لبنان على جبهات "الإرهاب".

ويؤكد مرهج أن ما يحدث أخيرًا يشير إلى أن "الإرهاب" ليس حالة جامدة، بل ديناميكية، وتتوالد في المناطق والدول والأجيال، وبالتالي هناك إستعداد كامل للمواجهة، ويجب أن تتسم المواجهة بالديناميكية والتطوير المستمرين.
&
دور روسيا
ردًا على سؤال "هل تلعب روسيا اليوم دورًا محوريًا في تدعيم الأمن في لبنان وما مصلحتها في ذلك؟ "، يؤكد مرهج أنه بعدما تمكنت روسيا من لعب دور محوري في المنطقة، ها هي مهتمة بالإستقرار في لبنان، لأنه يشكل موقعًا مهمًا في المنطقة، سواء من الناحية العسكرية أو الأمنية أو الثقافية، لأن "الإرهاب" لا يقاوم فقط من الناحية العسكرية، ومصلحة روسيا ولبنان في أن يكون الوضع مستقرًا في المنطقة، وأن يعود القرار في المنطقة إلى أصحابه.

حرب باردة
هل يشهد لبنان حربًا باردة على أراضيه بين المصالح الأميركية من جهة والمصالح الروسية من جهة أخرى؟ يجيب مرهج أن الحرب الباردة بين روسيا وأميركا موجودة في كل المناطق، وخاصة في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا، وهذا الأمر لن يكون جديدًا بالنسبة إلى لبنان، وقد عشنا تداعياته على فترة طويلة بعد الأزمة الفلسطينية، ونعوّل كثيرًا على التزام الجميع بمبادئ الأمم المتحدة وقراراتها والعمل على تنفيذها.


&