نيويورك: تبحر ناقلات النفط كتلك التي تعرضت لهجوم الخميس في خليج عُمان في بحار مضطربة حيث تواجه مخاطر التعرض لهجمات القراصنة والاصطدام، وحتى لهجمات جيوسياسية محتملة.

يُنقل حوالي ستين مليون برميل من المنتجات النفطية يوميا على متن سفن، وفقا لوكالة معلومات الطاقة الأميركية (EIA)، يعبر حوالي ثلثها مضيق هرمز، الممر الرئيسي لنقل النفط في العالم والذي يربط الخليج ببحر عُمان، حيث وقعت الهجمات الأربعاء.

وعبر مضيق هرمز تمر معظم صادرات النفط الخام من السعودية وإيران والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق. كما أنه الطريق الرئيسي للغاز الطبيعي المسال الذي تصدره قطر.

المعابر الاستراتيجية الرئيسية الأخرى هي مضيق ملقة، بين سنغافورة وإندونيسيا، تليها قناة السويس في مصر، ومضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن. هذه الممرات تجعل السفن "عرضة لسطو القراصنة والهجمات الإرهابية والاضطرابات السياسية (...) والحوادث البحرية التي يمكن أن تؤدي إلى تسرب كارثي للنفط"، تلاحظ إدارة معلومات الطاقة في تقريرها لعام 2017.

- حراس مسلحون -

يقول ألكساندر بوث من شركة كبلر المختصة بمعلومات أسواق الطاقة إن السفن تتوقع هجمات القراصنة الذين طوروا أساليبهم كثيراً في مناطق مثل مضيق ملقة أو خليج عدن، قبالة ساحل الصومال.

ويضيف "غالباً ما يعلنون أن لديهم حراساً مسلحين على متن السفن عند مرورهم في مناطق معينة".

لكن هجمات مثل هجومي الخميس، هي في نظر الخبراء "استثنائية ونادرة للغاية". لكنهما حدثا بعد شهر فقط من تعرض أربع سفن -- سعوديتان ونروجية وإماراتية -- لأعمال "تخريبية" في ميناء الفجيرة، قبالة الإمارات، و"بعد أشهر من التوتر المتصاعد بشأن البرنامج النووي الإيراني والحرب في اليمن وسباق التسلح في المنطقة"، كما يقول أنتوني كوردسمان، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

ويضيف إن المنطقة باتت اليوم "مهددة بحرب هجينة"، حيث يمكن لإيران على سبيل المثال، دون شن هجوم كبير، شن هجمات متقطعة ضد السفن في منطقة الخليج، والوسائل لذلك كثيرة: الصواريخ أو الغواصات أو زوارق صغيرة ملغومة يتم التحكم بها عن بعد أو الألغام العائمة.

بالإضافة إلى ذلك، مع تطبيق واشنطن للعقوبات المفروضة على النفط الإيراني، يقول مات سميث من شركة كليبرديتا إن الناقلات التي تستأجرها طهران "تطفئ في كثير من الأحيان إشارة القمر الاصطناعي الخاصة بها" للتعتيم على حجم النفط الذي تصدره.

وفي غياب هذه الإشارات التي تستدل بفضلها السفن الأخرى على موضع السفينة، "يزداد خطر الاصطدام". في كانون الثاني/يناير 2018، اشتعلت النار في ناقلة "سانشي" الإيرانية التي كانت تنقل 136 ألف طن من النفط الخفيف بعد تصادمها مع سفينة أخرى قبالة ساحل الصين.

يقول ألكسندر بوث إن مستأجري السفن يأخذون كل هذه العناصر في الاعتبار وقد يقررون تغيير بعض الطرق التي تسلكها وفقًا لذلك.

ويؤكد أن "نقل المواد الخام يخضع لمسألة اتباع أفضل طرق الإبحار. الطرق المستخدمة ليست بالضرورة الأوضح أو الأسهل على الخريطة ولكن يتم تحديدها وفقًا لعوامل اقتصادية وبناء على تكوين المنتجات المنقولة ونشاط المصافي وما إلى ذلك. قد&يحدث أن تغير سفينة الشحن اتجاهها خمس مرات في وسط المحيط الأطلسي قبل الوصول إلى وجهتها".

تبحر في المجموع حوالي 94 ألف سفينة شحن حول العالم، وفقًا لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.

وبينما تمثل السفن التي تنقل سلعًا صلبة مثل الفحم أو الحبوب معظم الشحن التجاري البحري في العالم من حيث الحمولة (42,5%)، تمثل السفن التي تنقل النفط الخام أو المكرر حوالي 30%. وفي فئة الناقلات أيضاً، تمثل ناقلات الغاز الطبيعي المسال وناقلات الكيماويات 5,6% من حركة النقل البحري.