نصر المجالي: مع تحذير إيران بأن انهيار الاتفاق النووي يهدد السلام العالمي، هدد رئيس أركانها بأن بلاده ستعلن عن إغلاق مضيق هرمز في حال أرادت ذلك، وجدد نفي طهران التورط في الهجوم الأخير على ناقلات النفط في بحر عمان.

&وأكد رئيس الأركان الإيراني، اللواء محمد باقري، اليوم الاثنين، "لا يدركون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كبيرة لدرجة أنها إذا أرادت إغلاق مضيق هرمز، فلن يستطيع شيء العبور من المضيق، لا ناقلة نفط ولا بارجة حربية.. نحن شجعان لدرجة أننا نتحمل مسؤولية أفعالنا ونصرخ بصوت عالٍ، وسنتحمل العواقب مهما كانت".

ونقلت وكالة (تسنيم) عن باقري قوله: "سنحافظ بشكل مستمر على أمن مضيق هرمز طالما لا يفتعل أحد المشاكل فيه، وسيتم تصدير نفط الآخرين عبر مضيق هرمز بأمان طالما أن نفط إيران ما زال يصدر".

وتابع باقري أن "الممارسات السخيفة والمضحكة ضد ناقلات النفط في بحر عمان والمحيط الهندي، وما إلى ذلك، هي سعي من أطراف أخرى للإثبات للعالم ولشعوب المنطقة بأن إيران تنفذ تهديداتها".

توتر

وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران في أعقاب اتهامات من جانب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإيران بتنفيذ هجمات الخميس الماضي على ناقلتي نفط في خليج عمان، وهو ممر حيوي لشحنات النفط، ونفت إيران أي دور لها في تلك الهجمات.

وتعرضت ناقلتا&نفط لانفجارات ببحر عمان، يوم الخميس 15 يونيو، نجمت عن هجوم محتمل، وقالت طهران إن السفينتين على صلة باليابان، واصفة الهجوم بالمشبوه لتزامنه مع زيارة رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، للبلاد.

ورفضت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة بشكل قاطع المزاعم الأميركية الذي "لا أساس لها" بشأن الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عُمان، وأنه على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة التخلي عن الدعوة للحرب، وأن يوقفوا سعيهم إلى إشعال فتنة وينهوا عملياتهم وتخطيطاتهم السرية التي تهدف إلى اتهام الآخرين في المنطقة.

الاتفاق النووي

وإلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن أمام الدول الأوروبية وقتا قصيرا لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 من الانهيار.

وقال روحاني، اليوم الاثنين، أثناء استقباله السفير الفرنسي الجديد لدى طهران، فيليب تي يبو، إن انهيار الاتفاق النووي لن يصب في مصلحة إيران أو فرنسا أو المنطقة أو العالم برمته، مشيرا إلى أن الفترة الزمنية المتاحة للأوروبيين لتعويض الأضرار التي لحقت بالاتفاق إثر انسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي "قصيرة جدا".

وأعلنت طهران اليوم أنها ستتجاوز الكمية المسموح بها بموجب الاتفاق من مخزون اليورانيوم في غضون عشرة أيام بمقدار 300 كلغ، متوعدة برفع مستوى التخصيب وإعادة تصميم مفاعل أراك الذي ينتج البلوتونيوم، مع انتهاء المهلة المذكورة.

رؤية واضحة

ولفت روحاني إلى وجود رؤية واضحة لمستقبل العلاقات المشتركة بين طهران وباريس، مشددا على أن ذلك يتطلب &تنفيذ الاتفاقيات المشتركة، وقال إن ايران قد صبرت وتعاملت بضبط النفس مع الموضوع استجابة لطلب فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي.

وتابع: "الظروف الراهنة حساسة ولا تزال أمام الفرنسيين والأوروبيين فرصة زمنية قصيرة عليهم الاستفادة منها للقيام بأدوارهم، لأن خروج طهران من الاتفاق النووي لن يخدم مصلحة أحد".

وكانت إيران قد أمهلت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي، أي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، 60 يوما لتأكيد التزامها بالاتفاق وتعويض الأضرار التي لحقت باقتصاد الجمهورية الإسلامية جراء انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة وتشديد عقوباتها ضد إيران.