حاملة الطائرات أبراهام لينكولن في طريقها إلى الخليج
AFP
حاملة الطائرات أبراهام لينكولن

واصلت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية التعليق على التوتر في منطقة الخليج والتصعيد المتبادل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران عقب استهداف ناقلات نفط في خليج عُمان مؤخرا.

ورأى كُتّاب أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "أخطأ" في حساباته تجاه إيران وأنه غير قادر على مواجهة عسكرية معها، بينما أكد آخرون أن أمريكا لا يهمها أمن الخليج بقدر ما يهمها إمدادات النفط.

"حسابات خاطئة"

وتحت عنوان "تبرئة مرفوضة"، تشير "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها إلى مسؤولية إيران عن استهداف ناقلات النفط.

وتقول: "رغم أن دول الخليج العربية لم توجه حتى الآن الاتهام لإيران، إلا أنه من المنطقي الربط بين هذا الهجوم وما سبقه منذ أيام من استهداف ناقلات نفط أخرى قبالة المياه الإقليمية لدولة الإمارات، كما أن هناك مؤشرات وعلامات تشير إلى مسؤولية إيران عن الحادث، رغم هذا إلا أن بعض الجهات تحاول تبرئة طهران من هذه الأحداث، خاصة الهجوم الأخير، وذلك بحجة أن إيران تسعى إلى تهدئة الهجوم الحاد ضدها وإبعاد مسؤوليتها عن عدم الاستقرار في المنطقة".

وتحت عنوان "ترامب .. حسابات خاطئة"، يرى صالح القلاب في "الرأي" الأردنية أن إيران أرادت باستهداف ناقلات النفط "التأكيد أنها تتحكم بهذا الممر المائي، الخليج العربي ومضيق هرمز، وأنها قادرة على افتعال أزمة طاقة عالمية سيعاني منها العالم بأسره".

ويقول: "الواضح لا بل المؤكد أن طهران قد لجأت إلى كل هذه الاستفزازات وهي تعرف أن الرئيس دونالد ترامب غير قادر على الذهاب إلى مواجهة عسكرية معها بينما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي إن هو ذهب إليها فإنه على الأرجح سيخسر هذه المواجهة وبخاصة وأن إدارته تعاني من ارتباكات كثيرة إن داخلية وإن خارجية".

ويضيف: "إيران تعرف هذا وتدركه وهي متأكدة أن إدارة ترامب قد دخلت في مرحلة ما يسمى 'البطة العرجاء' وأن أي خطأ للرئيس الأمريكي في هذا المجال سيجعل نهاية ولايته الحالية خروجا مؤكدا من البيت الأبيض وبصورة نهائية".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
Getty Images

"لا يهمها أمن الخليج"

ويستبعد محمد بكر في صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية أن تكون إيران ضالعة في استهداف ناقلات النفط.

ويقول: "ليس ثمة 'مراهقا' في السياسة يمكنه أن يصدق أن تكون إيران ضالعة في استهداف ناقلتي النفط النرويجية واليابانية في خليج عمان، ولاسيما أثناء زيارة رئيس الوزراء الياباني لطهران، وقبلها زيارة وزير الخارجية الألماني، وفي وقت تبلغ فيها المساعي الأوروبية ذروتها لتهدئة الأجواء وإقناع إيران بعدم تنفيذها لتهديدها لجهة الانسحاب الكامل من الاتفاق النووي".

ويضيف الكاتب: "في اعتقادنا أن معسكر الحرب ومن يصفهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بـ "فريق ب" ( بن زايد وبن سلمان وبولتون وبنيامين نتنياهو) الساعين نحو دفع المشهد لمواجهة مع إيران، وانتهاج دبلوماسية التخريب، هم أقرب لتصدير رسائل الترهيب للجانب الإيراني لحمله على تحقيق هدفين رئيسين: الأول الانسحاب الكامل من الجنوب السوري ومن كافة مناطق تواجده في الجغرافية السورية ... والثاني هو توسيع المفاوضات لتشمل القدرة الصاروخية الإيرانية".

ويرى سعيد الشهابي في "القدس العربي" اللندنية أن "أمريكا لا يهمها أمن الخليج إلا بقدر ما يؤثر على إمدادات النفط، وعندما تسعى للتقارب مع إيران فإنما تفعل ذلك بروح استعلائية واستكبار بلا حدود".

ويقول: "إن منطقة الخليج تعيش مخاضات عديدة، ساهمت السياسة الأمريكية في تعقيدها وجعلها أكثر إيلاما. وليس مستبعدا أن تكون أمريكا وعملاؤها وراء أعمال التخريب التي شهدتها مياه الخليج مؤخرا، تمهيدا لعدوان آخر يكمل مسلسل العنف الذي شجعته أمريكا أو على الأقل لم تتخذ أي إجراء لوقفه".