التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم السبت بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين... فإلام تطرق لقاؤهما وما أبرز النقاط التي ناقشاها واتفقا عليها.

إيلاف من القاهرة: قال السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس الروسي أكد على الأهمية التي توليها موسكو لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر في الفترة المقبلة، وفِي إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.

أكد الرئيس السيسي تطلع مصر إلى تعميق العلاقات المصرية الروسية على جميع الأصعدة، مشيدًا في هذا الصدد بالمشروعات المهمة التي يتعاون البلدان في تنفيذها في مصر، ومن بينها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، ومشروع المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، الذي من شأنه أن ينتقل بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق.

خصوصية فريدة
كما تم استعراض فرص التعاون الثلاثي بين مصر وروسيا في القارة الأفريقية في ضوء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، حيث تم التطرق في هذا السياق إلى الاستعدادات الجارية لتنظيم القمة الأفريقية الروسية في أكتوبر المقبل، وتوافق الرئيسان حول ضرورة العمل على بلورة نتائج فعلية وعملية لتلك القمة لمصلحة الشعوب الأفريقية في المقام الأول، سعيًا نحو صياغة إطار للشراكة والتعاون المستدام بين روسيا والدول الأفريقية.

حسب اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، فإن العلاقات المصرية الروسية تتمتع بخصوصية غير موجودة في العلاقات مع باقي الدول، مشيرًا إلى أنها مبنية على الاحترام المتبادل.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الاتحاد السوفياتي كان له دور واضح ومميز في حرب أكتوبر 1973، موضحًا أن هذا الدور بدأ عقب حرب 1967 مباشرة، من خلال تطوير وتسليح الجيش، وتدريب القوات، وبناء القواعد العسكرية، ومنها حائط الصواريخ، إضافة إلى إمداد مصر بالصواريخ والطائرات، مشيرًا إلى أن الاتحاد السوفياتي حظر إسرائيل، من التمادي في الحرب ضد مصر، وقال إنه لن يسمح لها بالتقدم نحو العمق المصري.

أوجه تعاون عدة مستمرة في التطوير
كشف أن العلاقات المصرية الروسية تتخذ أشكالًا عدة، منها السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني، منوهًا بأن البلدين لديهما رغبة في استمرار وتطوير تلك العلاقات باستمرار.

وأوضح أن المرحلة الراهنة تشهد أعلى درجات التعاون والتنسيق بين القاهرة وموسكو، بفضل العلاقات المميزة والشخصية بين الرئيسين فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي.

لفت إلى أن مصر استفادت كثيرًا من التعاون الروسي في الكثير من المجالات، ولاسيما المجال العسكري والاستيراتيجي، لاسيما في ظل التطور العسكري الواضح في روسيا، موضحًا أن موسكو أيضًا لديها مصالح مع مصر، وعقدت اتفاقيات كثيرة، معتبرًا أن العلاقات بين البلدين ستظل عميقة ومتينة، وتسعى إلى البناء والحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

فرصة استثمارية
وقال الخبير الاقتصادي، الدكتور صديق عفيفي، إن مشاركة الرئيس السيسي في القمة الرابعة عشر لمجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية تؤكد دور مصر المحوري كشريك اقتصادي قوى تزامنًا مع امتلاك مصر قناة السويس للتبادل التجاري، وستجني مصر منه مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

أضاف لـ"إيلاف" أن هذا الاجتماع يمثل مجلس إدارة العالم، إذ يمثل ما لا يقل عن 80 % من حيث الاقتصاد والتجارة العالمية ورؤوس الأموال واتجاهات الاستثمارات، موضحًا أن نصيب مصر من الاستثمارات الأجنبية سيزيد حجمها بشكل مميز بعد هذه القمة، هذا إضافة إلى توقيع مصر اتفاقيات مع الدول الاقتصادية الكبرى لتبادل المنتجات، خاصة بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، ما يزيد من ثقل مصر اقتصاديًا وتجاريًا.

ولفت إلى أن انعقاد القمة في اليابان فرصة عظيمة للترويج للاستثمارات اليابانية والأجنبية الأخرى للاستثمار في مصر، خاصة مع مجموعة الإصلاحات الاقتصادية التي نجحت بها مصر، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي بعقد لقاءات مع مسؤولين وخبراء ومستثمرين يابانيين لنقل التكنولوجيا اليابانية إلى مصر.