منذ انتخابه رئيسًا للجمهورية الفرنسية في مايو من العام 2017، يدور الحديث عن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، لكن من دون أن تبصر هذه الزيارة الموعودة النور بعد.

إيلاف من بيروت: لا شك أن لبنان يعيش أجواء ضبابية من حيث علاقاته الدولية، وما رفع من منسوب الحديث عن زيارة ماكرون إلى لبنان، هو زيارة وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، وتركيزها على التعاون القائم بين لبنان وفرنسا في مجالات عدة، لا سيما منها التعاون العسكري بين الجيشين اللبناني والفرنسي.

في السياق، فقد تمّ الإعلان عن زيارة ماكرون مرّات عدة سابقًا، لكنها تأجّلت، وفي كل مرّة كانت&تُعطى&أسباب&مختلفة للتأجيل، وتؤكد بعض المراجع الرئاسية أن لا زيارة لماكرون إلى لبنان، بسبب الحديث عن حرب تحضّر في الأفق، ولن يأتي قبل سبتمبر أو أكتوبر، هذا في حال تقررت الزيارة.

لبنان وفرنسا
عن زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت وتأجيلها مرات عدة، يقول النائب السابق مصطفى علوش لـ"إيلاف" إن العلاقة بين لبنان وفرنسا تبقى مركزية عبر التاريخ القديم والحديث، وتعاقبت عليها كل العهود وبقيت أسسها صامدة في هذا الخصوص، وفوائدها الإدارية والسياسية والعلمية لا تزال ماثلة، حيث عشرات الطلاب اللبنانيين يتعلمون اليوم في فرنسا.

ملفات
عن الملفات التي سيحملها معه ماكرون إلى لبنان في حال تمت زيارته، يقول علوش إن أهمها تبقى ما لها علاقة بالفرنكوفونية، والتبادل الثقافي، وكل المسائل التي لها علاقة بالتبادل التجاري، إضافة إلى الملفات السياسية في المنطقة التي أصبحت اليوم على نار حامية.

النازحون
ماذا عن ملف النازحين السوريين في لبنان؟، يلفت علوش إلى أن ملف النازحين ستتم مناقشته، لأنه هاجس لبناني ودولي، لكن نعرف أن هذا الملف يبقى بيد روسيا، وكذلك كيفية إدارته تستند إلى رعاية دولية ودعم دولي، لأن تكلفة هذا الملف باهظة جدًا وتحتاج رعاية دولية وتسوية سياسية، تؤدي إلى تغيير النظام في سوريا.

الزيارات
عن الزيارات الرسمية الى لبنان وإمكانية التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، يؤكد علوش على أن لا وجود لدول لا تتدخل في شؤون دول أخرى، فحتى الولايات المتحدة الأميركية تتأثر بالدول المحيطة بها، وتبقى الزيارات الخارجية تقليدًا عريقًا تتبعه كل الدول، يعبّر عن التعاون وتبادل المصالح.

فرنسا وروسيا
وردًا على سؤال هل تريد فرنسا من خلال زيارة رئيسها ماكرون إلى لبنان أن تؤكد على دورها في المنطقة، خصوصًا بعد تنامي الدور الروسي؟.

يجيب علوش أن كل دولة كبرى تنظر إلى مصالحها في الدرجة الأولى، الثقافية والإقتصادية والأمنية والسياسية، فحتى لو أتت روسيا، وتنامى نفوذها في المنطقة، تبقى هذه المنطقة عمليًا غير منحصرة في مجموعة واحدة من الدول، إنما كل الدول الموجودة لها ظروفها وعلاقاتها، وفرنسا لم تأتِ لتنافس روسيا، إنما لتحافظ على دورها في المنطقة.

لدى سؤاله أي دور فرنسي مرتقب في المنطقة في ظل التجاذبات الإقليمية؟، يؤكد علوش أن الدور المركزي والمحوري الذي كانت تتمتع به فرنسا في أوائل القرن العشرين سيتأثر بمن يملك السلاح في المنطقة.
&