أسامة مهدي: حذرت شخصيات سياسية وحقوقية وبرلمانية دولية زعماء اوروبا من أن شراءهم للنفط الايراني هو مساهمة في عمليات قتل نظامه لمواطنيه ولشعوب المنطقة. فيما دعت رجوي الى مقاطعة دولية شاملة للفاشية الدينية الحاكمة في ايران وطالبت بمنح الحكم الذاتي للطوائف والقوميات.

جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي للمعارضة الايرانية في مقر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في ألبانيا بمشاركة آلاف من أعضاء وأنصار المنظمة ومئات من الشخصيات السياسية والبرلمانية والقانونية من مختلف دول العالم من بينها رودي جولياني - عمدة نيويورك السابق، وستيفن هاربر - رئيس الوزراء الكندي السابق ، جون بيرد وزير الخارجية الكندي السابق، سيد أحمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري السابق، ميشيل أليو ماري وزيرة الخارجية الفرنسية والدفاع والعدل والداخلية سابقاً، برنارد كوشنر وزير الخارجية الفرنسي السابق، اضافة الى جو ليبرمان عضو مجلس الشيوخ &السابق في للولايات المتحدة، إنغريد بيتانكورد عضو مجلس الشيوخ الكولومبي السابق ومرشحة الرئاسية، ماثيو أوفورد عضو في البرلمان البريطاني، ووفود برلمانية من الكونغرس الأميركي، والجمعية الوطنية الفرنسية، والبرلمان البريطاني، والبرلمان الايطالي، والبرلمان التونسي، والبرلمان المغربي، والبرلمان الأردني.

مقاطعة الفاشية الدينية الحاكمة

وافتتحت المؤتمر رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي مساء امس بكلمة اكدت فيها التصميم على اعادة بناء ايران وبناء جيلها الجديد بعد ان دمرهما حكام ايران، وقالت "لقد أصرّت المقاومة الإيرانية منذ أربعة عقود وبناء على فهمها العميق لطبيعة نظام ولاية الفقيه وعدم قبوله الإصلاح، على ضرورة الإطاحة به وتغييره".

واشارت الى أخطار هذا النظام على السلام والامن في المنطقة والعالم ودعت إلى مقاطعة شاملة للفاشية الدينية في طهران منوهة في هذا المجال الى إدانة نظام طهران في الأمم المتحدة 65 مرة لانتهاكه لحقوق الإنسان والى الكشف عن 32000 عميل للنظام يتقاضون أجورًا من قوة القدس في العراق، ثم الكشف عن المنشآت النووية السرية للنظام في نطنز وأراك ومساعيه لصناعة القنبلة النووية السرية، وذلك من خلال أكثر من 100 من عمليات الكشف بالأدلة والوثائق خلال ربع قرن.

واوضحت انه لولا ذلك لكان الوضع مختلفًا تمامًا وكان الملالي قد صنعوا القنبلة وأسسوا الامبراطورية وخلافتهم المشؤومة ورسخوا دعائمها. وشددت على ان الحل القطعي لمشاكل ايران الداخلية وارهاب النظام خارجيا هو الإطاحة بنظام ولاية الفقيه برمته على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.

واضافت رجوي ان أولئك الذين لهم مصالح في بقاء هذا النظام، يدقّون على طبل التشهير والشيطنة وبث أخبار وهمية وكاذبة ضد مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، ويريدون لعب دور المنقذ لهذا النظام، مؤكدة ان هذه المقاومة قد نجحت في تنظيم شبكتها داخل البلاد وتوسيعها على الرغم من أجواء القمع المفروضة في البلاد، حيث تنتشر المقاومة بين ابناء الشعب الإيراني ومجتمعه.

واضافت انه من الناحية الإستراتيجية، فإن معاقل الانتفاضة هي الرد على نظام لا يقبل التغيير ولا يسقط تلقائيًا لكنه يمكن إسقاطه بنضال مجاهدي خلق وبفعل معاقل الانتفاضة وجهود الشعب الإيراني وتأسيس جمهورية ديمقراطية تعددية تقوم على الفصل بين الدين والدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، والحكم الذاتي للطوائف والقوميات، وإيران غير نووية.

واوضحت ان هذا البديل وبفضل تنظيمه وتماسكه، قادر على أن يحلّ محل هذا النظام ونقل السلطة بهدوء لممثلي الشعب المنتخبين.&

دعوة لدعم اوروبي من اجل الحرية في ايران

ومن جانبه، دعا عمدة نيويورك السابق رودي جولياني في كلمة له زعماء أوروبا إلى الوقوف ضد انتهاكات حقوق الإنسان للنظام الإيراني ودعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية.

وأضاف "عندما تضع المال في أيدي القتلة، فأنت تدعم القتلة. عندما تتعامل شركة ألمانية مع إيران، فهي تساعد على قتل أشخاص في سوريا أو القتل هنا في ألبانيا. أنت تمول القتلة. هذا يجعلك متواطئا في القتل. وعندما تشتري النفط من إيران فإنك تمول القتل".

واشار الى أنه على عكس الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، هناك بديل سياسي في إيران "لدينا نظام يعتبر أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، ومن ثم لدينا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، نحن نعلم أن هناك مجموعة من الأشخاص الذين يكرسون أنفسهم للحرية في ايران.

وقال السناتور الاميركي جوزيف ليبرمان ان "إيران مستعدة لفجر جديد ويوم جديد وأنتم جاهزون".. ثم هتف "حاضر! حاضر!" بالفارسية ومعناها أنا جاهز .. منوها الى ان هذا الشعار أصبح شعار الشعب الايراني.

قال رئيس الوزراء الكندي السابق ستيفن هاربر "ليس هناك في العالم اليوم أكثر أهمية من هدف احداث التغيير في إيران وتمكين الناس من تحديد حكومتهم في إيران من خلال صناديق الاقتراع".

وقال ان "الحاجة إلى التغيير في إيران الآن أكبر من أي وقت مضى، والحاجة إلى عمل &منظمة مجاهدي خلق من أجل التغيير في إيران أكبر أيضًا من أي وقت مضى". وأضاف أن " السياسة الواقعية الوحيدة حيال إيران هي الحزم فبعد العقوبات التي فرضتها حكومتي في كندا، تم إغلاق سفارات النظام في جميع أنحاء العالم".
&
وقت التغيير في إيران تأخر

ثم تحدث وزير خارجية فرنسا السابق برنارد كوشنر مشيرا الى بناء المجمع السكني لعناصر مجاهدي خلق في البانيا الذي تم بسواعدهم قائلا "هذا عمل فني رائع هنا يشير إلى أنكم تستحقون حقًا بناء دولة حقيقية في إيران. قمتم ببناية أشرف بشكل جيد للغاية. وكان المجيء إلى اشرف الثالث مكافأة حقيقية للأشخاص الذين يدعمونكم".&

وتطرق رئيس الوزراء الألباني السابق بانديلي مايكو إلى طرد بلاده لسفير إيران من تيرانا بسبب تجسسه، وخاطب الايرانيين المشاركين في التجمع قائلا "آمل أن آتي قريباً لزيارتكم في طهران".

اما وزير الدفاع الألباني السابق ورئيس الحزب الجمهوري الألباني فاطمير ميديو، فقال في كلمته "يجب أن نفكر في الخطوات التالية بالنسبة لاوضاع ايران لكننا جميعًا متفقون على أن وقت التغيير في إيران قد تأخر منذ وقت طويل. لقد وقفت الحكومة الأميركية من أجل التغيير في إيران ونتمنى أن تدعم أوروبا أيضاً الحرية والحرية لشعب إيران كحق وهبة من الله".
&
الانتصار على حكام طهران قريب

وتحدث في الإجتماع حوالي ستين شخصا ممثلين للوفود المشاركة من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وايطاليا والأردن وتونس.

وفي حديثه، شدّد سيد أحمد غزالي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق على ضرورة إنهاء سياسة الاسترضاء والمهادنة حيال نظام الملالي واستشهد بما حصل بين الأوروبيين وهتلر حيث أدت سياسة الاسترضاء إلى التخاذل والحرب معاً.

وأعلن جان فرانسوا لوغارة عمدة الدائرة الأولى لمدينة باريس عن توقيعه وثيقة "مدينة شقيقة" بين مدينة أشرف الثالث في العاصمة الالبانية تيرانا والدائرة الأولى&في باريس حيث رفع نسخة من الاتفاقية المذكورة إلى المشاركين قبل تسليمها إلى السيدة زهرة أخياني عمدة أشرف الثالث.

ومن جانبه وصف صالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق الزعيم الايراني المعارض مسعود رجوي بأنه الوريث السياسي للدكتور محمد مصدق وحركته الوطنية.

وتحدث الدكتور سلمان الأنصاري ممثلا عن المملكة العربية السعودية مؤكدا بالقول "إنني ومنذ أن تشرفت بالمشاركة في مؤتمركم بباريس العام الماضي وما أعقبه من الكشف عن تورط نظام خامينيء&في محاولة اغتيال المشاركين فيه ومحاولة تفجير مقر انعقاده على مرأي ومسمع من العالم، فقد اصبحت اكثر يقينا بأن النظام الايراني هو في مراحل سقوطه الأخيرة".

واضاف "كأننا نرى أن السيدة مريم رجوي... وهي تحتفل وسط شعبها في طهران بالانتصار على ظلم الملالي وقهرهم وطغيانهم".