في ندوة داخل مجلس اللوردات البريطاني حول ‎أزمة اللاجئين السوريين في لبنان أدارتها مانزيلا أدين عضو البرلمان البريطاني اعتبر رئيس حركة التجديد الوطني عبيدة نحاس أن ما يقلقنا هو "طريقة التعامل التي بدأت تتفشى في الشرق الأوسط تجاه اللاجئين".

إيلاف: قال في الندوة التي حضرتها "إيلاف" مساء أمس: "بدأ السوريون في إسطنبول يواجهون وضعًا صعبًا في الأيام القليلة الماضية في ظل خسارة الحزب الحاكم رئاسة بلدية إسطنبول لمصلحة المعارضة. فيما يعيش السوريون في الأردن والعراق أوضاعًا معقولة، وتتبع الحكومة في مصر سياسة تجاه السوريين تعتبر بين الأفضل في دول المنطقة".

ورأى أن "لبنان البيئة الأسوأ للاجئين السوريين في الخارج". أضاف "ما تسمى مخيمات في لبنان عبارة عن تجمعات لخيام على أراض خاصة يؤجّرها أصحابها إلى اللاجئين السوريين الذين لا حماية لهم".

وشدد على أن أزمة اللاجئين السوريين في لبنان ليست مشكلة خارجية فرضت نفسها على لبنان، فتدخل حزب الله العسكري في سوريا إلى جانب النظام من أسباب المشكلة.

وقال إن "حلفاء حزب الله في لبنان جميعهم مؤيدون لنظام الأسد، الذي هدم بيوت السوريين وقتلهم، ما تسبب في أزمة اللاجئين السوريين في لبنان". ولفت إلى زياراته إلى لبنان مرات عدة، واقتراحه خطوات عملية لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان.

أوضح نحاس: "قلة من الفرقاء في لبنان تجاوبت مع مقترحاتنا لحل أزمة اللاجئين السوريين، وهناك في لبنان أطراف تساعد اللاجئين، وتسعى إلى حل مشكلتهم وتأمين الحماية لهم. وهناك أطراف أخرى لا تتجاوب مع مساعي حل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان".

تطرق إلى تنظيم بعض القوى اللبنانية قوافل لإعادة اللاجئين إلى سوريا من دون أية ضمانات، مستندة إلى ضعف الحكومة الائتلافية في لبنان. و"كيف يعود هؤلاء من دون حماية وهم عرضة للقتل والتعذيب؟!". وتوجه إلى رئيس الجمهورية في لبنان وإلى رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب بدعوة "لمناقشة مقترحنا لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان".

لفت في هذا الإطار أنه يجب طرح حلول، ومقترحنا لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان يؤكد على ضرورة تعاون 4 أطراف: حكومتا لبنان وسوريا، والأمم المتحدة، ولجنة من المعارضة السورية. وعبّر عن استعداده لزيارة لبنان مجددًا ومناقشة المقترح مع الحكومة اللبنانية إذا كانت هناك جدية في مساعي حل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان.

وتمنى ألا يكون التصعيد ضد السوريين في لبنان سياسة شعبوية لتحقيق مكاسب حزبية وشخصية على حساب المدنيين. وقال إن الشعب السوري شعب عظيم، أثبت تنافسيته وإنتاجيته في سوريا وفي دول اللجوء، وهو يستحق قيادة وطنية حقيقية، فالنظام لا يمثل مصالحه.

هروب من الاضطهاد&
فيما تحدث المحامي السوري إبراهيم علبي المؤسس والمدير التنفيذي للبرنامج السوري للتطوير القانوني عن القانون لدولي وحماية اللاجئين. وشرح مطولًا كيف أن السوريين لم يهربوا فقط من الحرب، بل هربوا من التعذيب والاضطهاد والاعتقال.

قال إن محاربة السوريين واللاجئين السوريين تأتي من منطلق الخصومات السياسية بين الأطراف في لبنان. وأشار إلى أن هناك من يروّج بأن الحرب في سوريا انتهت بغية إعادة اللاجئين وإعادة الإعمار، وهو ما تعتبره روسيا وإيران نوعًا من " البزنس"، إذ تحدثت مرارًا روسيا عن إعادة اللاجئين إلى سوريا مقابل دفع الاتحاد الأوروبي أموالًا لإعادة الإعمار. لكنه أوضح أن سوريا ليست بيئة آمنة، ومازال النظام يعتقل ويضطهد العائدين، كما إن الحرب لم تلق أوزارها.

انتقائية
لفت علبي إلى انتقائية النظام في قبول إعادة السوريين، فبعض الأسماء أيضًا التي تقترحها الحكومة اللبنانية يتم رفضها من قبل النظام. وتحدث عن حجم البطالة بين صفوف السوريين في لبنان والمعاناة في الطبابة والدراسة والتنقلات.

وطالب الحكومة البريطانية بالضغط على الحكومة اللبنانية والسياسيين اللبنانيين في ظل اهتمام الحكومة اللبنانية بالتمويل، إذ يمكن الضغط في هذا الإطار.

واعتبر أن وضع حزب الله على قائمة الاٍرهاب أمر جيد، خاصة أنه متورط في قتل السوريين في سوريا. كما أشار إلى وضع النساء السوريات في لبنان، وقال إنهن "في خطر مضاعف". وتحدث عن اعتبار أن كل دولة تريد حصتها من سوريا، وهذا ما يعقد الأمور، ويؤثر على وضع اللاجئين، ويقحم ملفهم في التجاذبات السياسية.

كما لفت إلى تقارير منظمة العفو الدولية لورنا هيز مسؤولة الهجرة واللاجئين في "أمنسيتي"، التي عرضت أرقامًا وحالات عن أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان وعن زياراتها إلى لبنان وعن الانتهاكات والاعتقالات التي يتعرّض لها اللاجئون وعن إيمان المنظمة بأن ممارسات الحكومة اللبنانية تجاه اللاجئين السوريين يجب أن تتوقف.

كما عرض أحد المحامين البريطانيين وجهة نظره، وتداخل عدد من السوريين، بينهم أطباء وصحافيون، واتفق الجميع على ضرورة إرسال رسائل حول أهمية الضغط في الملف السوري إلى الحكومة البريطانية الجديدة والبرلمان البريطاني.