كشف تقرير مفصل عن محاولات يقوم بها النظام الإيراني لاختراق المعارضة والتجسس على نشاطاتها من خلال استخدام حسابات المعتقلين على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تستعر حرب سيبرانية بين الطرفين، وسط دعوات للمؤسسات الدولية المشرفة على هذه الشبكات إلى ردع محاولات النظام هذه.

إيلاف: أغلقت "تويتر" إثر ذلك حسابًا مزيفًا، وأكد المتحدث باسم العلاقات العامة لشرطة تورنتو آلكس لي لديلي بيست أن هذه الشخصية وهمية. وقال إن هذا المسؤول الكبير في الشرطة الذي سجل الحساب المزيف باسمه، لم يكن له أي حساب على تويتر إطلاقًا.&

عقب مسؤول أميركي مطلع على حملة بث الأكاذيب هذه بالقول "كانت سلطات المجتمع الاستخباري على علم بهذه المحاولة".. فيما قال لي فاستر من شركة الأمن الإلكتروني (فاير آي) لديلي بيست إن تقنيات الخدعة تتطابق مع ما وجدناه في الماضي في ما يخص عملية القرصنة الإيرانية. معروف أن بولتون هو أحد أشد المنتقدين للنظام الإيراني بين المسؤولين في إدارة ترمب، حيث أشار مسؤول رسمي أميركي بالقول: "بولتون هو هدف عملية اختراق مدعومة من قبل دولة تخطط لإضعاف موقع بولتون في الإدارة الأميركية".

من جهتها،&باشرت وزارة المخابرات الإيرانية بإرسال رسائل إلكترونية إلى أنصار المقاومة الإيرانية عن طريق إيميلات وهمية على سبيل المثال "م. أ. توحيدي" و"م. أبريشم" و"آذر مهر" و[email protected] [email protected] ،[email protected].

كما سعت إلى استخدام إيميلات مزيفة بأسماء بعض الأفراد المعروفين أو مماثلة لإيميلاتهم، ونشر معلومات كاذبة ومضللة بين الإيرانيين وأنصار المقاومة الإيرانية.&

وفي الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، قامت الماكنة السيبرانية للنظام عبر مستخدم لشبكة تلغرام، باسم وهمي «ستاركان زميني» @SetareganZamini بالاتصال بعدد من الإيرانيين وأنصار المقاومة، وطلبت منهم الدعم المالي لمعاقل الانتفاضة داخل البلاد.&

في السابع من الشهر نفسه، قامت الماكنة باستغلال اسم أحد أنصار مجاهدي خلق عن طريق الإيميل "زهرا أصل روستا" [email protected] لإرسال رسائل كانت مرفقة بوثيقة بي دي إف. وفي الرسالة طرحت وثيقة تحتوي على أسئلة، وتطلب من أنصار المقاومة الرد عليها، وكانت الوثيقة بي دي إف ملوثة بالفايروس، وتم تنظيمها وإرسالها بهدف اختراق وقرصنة المعلومات عن حواسيب الآخرين.&

وفي يونيو الماضي، قدمت مستخدمة باسم وهمي آرزو (Arezoo AREZOO) نفسها كأحد المسؤولين الكبار في مجاهدي خلق تتابع قضايا أنصار المقاومة، واتصلت بالعديد من أنصار المقاومة، وطرحت بما أنها ملتزمة الآن بالتظاهرات المتلاحقة ولديها فرصة قليلة، أن تكون هناك امرأة أخرى باسم «هما» تعمل بدلًا منها، هذه المرأة الجديدة من عناصر النظام أرادت كسب معلومات عن المقاومة بطرحها أسئلة مختلفة منها "أردت أن أعرف مشكورًا ما إذا كنت تعرف شخصًا داخل إيران أستطيع التحدث إليه، وهل تستطيع أن تقدمه إليّ، أيا كان وأينما كان، وهو يستطيع أن يكون على ارتباط بنا أو أن يقدم إلينا خبرًا أو يعمل لنا".

محاولات فاشلة لاختراق المعارضة
وفي إبريل الماضي، باشرت ماكنة سيبرانية النظام ترسل عبر إيميل وهمي باسم أحد الأعضاء المعروفين للمقاومة، رسائل عاجلة تحذر فيها أن بعض الإيميلات قد تم اختراقها، منها "تحية؛ نفيد الأعزاء علمًا أن إيميل... قد تم اختراقه، إذا أرسلوا شيئًا فلا تفتحوه، فهو يحمل فايروسًا، وهو يلوث حاسوبك وهاتفك. أبلغوا الأصدقاء بهذه المعلومة". وبعد مدة كانت ترسل إلى بعض الأفراد رسالة تطلب منهم الاتصال عبر الإيميل الذي ترسله أو كانت تكتب "تحية؛ فقدتُ رقم هاتفك، رجاء إكتبه هنا".. الهدف كان ربط الأفراد بالإيميل الملوث وكسب معلومات.&

كما جرت محاولة أخرى عبر إيميل باسم "آرمان سرفراز" [email protected] استعراض قوة الملالي وخلق أجواء من عدم الثقة لإظهار أن للنظام عناصر مدسوسة كثيرة داخل صفوف مجاهدي خلق. وفي هذا الصدد قامت بمحاولة للمحاكاة واستنساخ غير محبوك لنص تحت عنوان "تحذير رقم 10"، وأرسلتها إلى أنصار المقاومة حسب الآتي: «تنم مجموعة من الحالات المشهودة هذه الأيام عن وجود عنصر مدسوس في صفوف أنصار المقاومة ومجاهدي خلق، مما يقتضي توخي اليقظة حيال ما يحيطنا والالتزام بالضوابط بمئات المرات".&

المخابرات تستخدم حسابات معتقلين
في نموذج آخر اتصلت وزارة المخابرات عبر تلغرام عائد إلى شخص معتقل في إيران بشقيقه في خارج البلاد لتدعوه إلى إيران.&
هذا المواطن وفي متابعات لاحقة من داخل إيران يعلم أن النظام قد اعتقل شقيقه، وحصل على معلومات على حسابه على تلغرام واستغل ذلك.&

كما أرسلت عناصر المخابرات عبر إيميلين اثنين [email protected] وإمزا&محفوظ [email protected] رسائل إلى الإيرانيين وأنصار المقاومة، وتطرح على لسان معارض للنظام مجموعة أسئلة، ثم تكرر الاتهامات التي يطلقها النظام على المقاومة وتخرصات ضد مجاهدي خلق والمقاومة.
&
أيضًا من جانبها قامت ماكنة سيبرانية النظام بإنشاء معرّف سكايب مزيف ISSA ، وهو مشابه للكود المستخدم من قبل المقاومة في شبكة سكايب، وكان الهدف هو كسب معلومات من أنصار المقاومة، ولكن هذه المحاولة تم إحباطها.&

وتواصلًا مع هذه المحاولات، قامت عناصر مخابرات النظام بالاتصال بأنصار المقاومة في فرنسا عبر الهاتف رقم 33937502075 وحاولوا الوصول إلى صفحاتهم الشخصية على فايسبوك والإيميل.&

ثم قامت المخابرات قبل أيام عبر إيميل مشابه لبريد مراسل إحدى وسائل الإعلام الأميركية، باستخدام صورة وتعريف المراسل نفسه، وتطلب من أحد أنصار المقاومة إجراء مقابلة، وترسل من خلال ذلك فايروسًا خطيرًا لاختراق الحاسوب، ولكن سرعان ما حذر نظام مكافحة الفيروسات المثبّت على جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستلم من أن البريد الإلكتروني مصاب وخطير.&

مساعٍ للتصدي لنشاطات المعارضة
إزاء ذلك، أبلغ مصدر في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية "إيلاف" أن وزارة المخابرات وقوات الحرس وقوة القدس يحاولون عبثًا من خلال استخدام ماكنتهم الإعلامية والسيبرانية التصدي لنشاطات مجاهدي خلق من خلال شيطنة شبكات التواصل وبث معلومات كاذبة وأخبار مفبركة واستخدام إيميلات مزيفة وإرسال إيميلات مبطنة بالتهديدات، وبث فايروسات لاختراق الحواسيب وإيميلات أعضاء ومناصري المقاومة في محاولة تستهدف الحد من تصاعد النشاط المعارض. &

كما دعت لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عموم المواطنين، ولا سيما مؤيدو المقاومة وأنصار مجاهدي خلق، إلى كشف حيل نظام طهران وإحباط مؤامرات ماكنة الملالي السيبرانية.

وناشدت اللجنة في بيان صحافي تسلمته "إيلاف" المواطنين وأنصار المقاومة تجنب الرد على رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية وأي اتصالات مجهولة المصدر وغير موثوق بها، بما في ذلك على شبكات تلغرام وسكايب وواتساب، وإبلاغ ممثليات المجلس الوطني للمقاومة أو مكاتب مجاهدي خلق في بلدان مختلفة بالحالات المشبوهة.&