إيلاف من أبوظبي: "يا دار غلاها من غلا دار زايد"، و "معاً للأبد" و "الإماراتي سعودي" و"السعودي إماراتي" و"نحن وطن واحد في دولتين"، بهذه الروح، وتلك الكلمات يحتفل الإماراتيون على المستويين الحكومي والشعبي بالعيد الوطني الـ 89 للمملكة العربية السعودية.

واللافت في الأمر أن هذه الإحتفالات بدأت في أبوظبي ودبي وغيرها من إمارات الدولة منذ ما يقرب من أسبوع، وارتفعت وتيرتها في آخر 3 أيام، لتصل إلى قمتها اليوم، فقد اكتست كافة المعالم الإماراتية الشهيرة باللون الأخضر، وبالعلم السعودي، وبلغ الإحتفال مداه حينما تغني طلاب وطالبات المدارس الإماراتية في طابور الصباح بالنشيد الوطني السعودي.

وحدة المصير

لم تجد دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً مناسبة سانحة لتأكيد عمق وقوة علاقاتها بالمملكة العربية السعودية أفضل من مناسبة العيد الوطني السعودي 89، فقد ضجت الساحة السياسية والإعلامية في الفترات الأخيرة بشائعات لم يكن لها تأثير في قوة العلاقة بين البلدين سواء على مستوى القيادات، أو في جانبها الشعبي، ومن المعروف أن ملف اليمن على وجه التحديد شهد أعلى درجات التعاون والتلاحم بين السعودية والإمارات، وكانت المحصلة هي ثقة كل طرف في أن المصير أصبح واحداً.

بن راشد وبن زايد يهنئان

تقدم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي بالتهنئة للمملكة العربية السعودية في يومها الوطني، مؤكداً التفاف الجميع حول قبلة المسلمين، &مضيفاً :"نبارك للشعب السعودي يومهم الوطني المجيد ... نبارك لهم انجازات تتسارع ... وقيادة تبادر .. وكفاءات تتسابق نحو العلياء .. ونبارك للملك وولي عهده شعب التف حولهم .. وجموع بايعتهم.. ومليار ونصف المليار مسلم تقدر خدمتهم لقبلتهم".

من جانبه كتب الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي كلمات التهنئة للمملكة، مشيراً إلى أن يوم السعودية هو يوم الإمارات، وتابع :"تهانينا الخالصة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والشعب السعودي الشقيق باليوم الوطني 89.. يومكم هو يومنا.. وفرحكم فرحنا، وإنجازاتكم فخر لنا..يجمعنا رباط وثيق لا تنفك عراه من الأخوة والمحبة والمصير المشترك".

وأضاف ولي عهد أبوظبي :"حفظ الله المملكة وأدام عزها ومنعتها، علاقاتنا التاريخية متجذرة وشراكتنا الاستراتيجية عميقة ورؤيتنا موحدة حول التحديات الحالية والمستقبلية .. ننطلق من حتمية الوقوف معا في صف واحد لحماية أمن واستقرار المنطقة ومواجهة المخاطر والتهديدات التي تحيط بها .. عازمون على تعزيز تضامننا وتكاملنا لخير بلدينا والمنطقة".

مليارات تعزز العلاقات

العلاقات السعودية الإماراتية لا ترتبط فقط بوحدة المصير والجانب السياسي أو الجوار الجغرافي، بل إن هناك علاقات تجارية قوية بين البلدين تجعل وحدتهما شاملة، حيث يعزز التعاون الإقتصادي والإستثمارات والتجارة البينية من قوة العلاقات بين الدول، فقد أعلن سلطان المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي، إن حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، خلال السنوات الخمس الماضية، وصل إلى 417.6 مليار درهم، أي ما يعادل مليار و150 مليون دولار.

وبلغ التبادل غير النفطي بين البلدين العام الماضي 107.4 مليار درهم، بنمو 35% عن عام 2017 البالغ 79.2 مليار درهم، ما يعكس قوة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات التنموية كافة، كما أن السعودية هي الشريك التجاري الأول عربياً، والثالث عالمياً لدولة الإمارات خلال عام 2018 وتستحوذ على نحو 7% من تجارة الإمارات غير النفطية مع العالم و25% من التجارة الخارجية غير النفطية للإمارات مع الدول العربية، حيث وصلت المملكة إلى قائمة أهم مستقبلي الصادرات الإماراتية خلال العام 2018، وحلت في المركز الأول متقدمة من المركز الثالث خلال عام 2017 وتستحوذ المملكة على 15% من إجمالي صادرات الإمارات غير النفطية

الإستثمار شريان التقارب

وأشار وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان المنصوري إلى أن الإمارات في طليعة الدول المستثمرة في المملكة العربية السعودية بقيمة إجمالية تزيد على 34 مليار درهم تعكس نشاط ما يقارب 122 مشروعاً استثمارياً لما يزيد على 65 شركة ومجموعة استثمارية بارزة في الإمارات تنفذ مشاريع كبرى في السعودية، وفيما يخص عدد الشركات السعودية العاملة في الإمارات وقيمة استثماراتها قال المنصوري "إن رصيد الاستثمارات السعودية المباشرة في دولة الإمارات تجاوز حاجز الـ 16 مليار درهم، مشيراً إلى وجود 4004 علامات تجارية سعودية مسجلة في الإمارات و73 وكالة تجارية و26 شركة مسجلة في الدولة يعملون في قطاعات استثمارية مختلفة".